هل تعلمون إننا نعيش عصر المجيء الثاني للمسيح له المجد؟
نعم نحن نعيش عصر المجيء الثاني للمسيح وذلك بعد ان تحققت اكثر علامات الازمنة او علامات المجيء الثاني والتي ذكرها الكتاب المقدس .
وقد جاء السيد المسيح ورجع وتحقق المجيء الثاني وشهد على ذلك مجموعة من الاشخاص كانوا قد التقوا به لحما ودما على الأرض قبل بضع سنوات .
واذا سألتم وقلتم كيف تقولون بذلك وقد ربتنا الكنيسة الكاثوليكية والأرثودكسية لقرون من الزمان ان المسيح لن يأتي على الأرض وان مجيئه الثاني لن يكون مادي على الأرض بل سيكون مشهد خارق حين يشاهد محمولا على السحاب او يسير بين الغيوم ليخطف مختاريه ؟؟ فنقول مع جل احترامنا وتقدسينا للكنيستين اللذان يتبعهما اكثر المسيحيين في العالم الا ان اطروحتهما وفرضيتهما هذه ليست صحيحة مائة بالمائة وعليها الكثير من الإشكالات والملاحظات .. فالمسيح يأتي في المجيء الثاني محمولا على السحاب لكنه ينزل الى الارض ليقيم مملكته العادلة المرتقبة والموعودة في العهدين القديم والجديد وسيتسائل الكثيرين ويقولون كيف اخطئت الكنيستان الكاثوليكية والأرثودكسية بفهمها لقضية المجيء الثاني ؟ نحتاج الى مقدمة للجواب على هذا السؤال ...لأن العقائد التي تربينا عليها وبنينا عليها افكارنا بشأن عودة المسيح منذ قرون والتي خرجت من رحم الكنيسة هي افكار غير متكاملة وخاطئة وغير صحيحة ... هي قائمة على فهم غير سليم لنصوص الكتاب المقدس ، هم يقولون –اي آباء الكنيسة – ان المسيح لن يأتي على الأرض وأن الخلاص على يديه يأتي من خلال المجيء الأعجازي الخارق للعادة فتكونت بالمحصلة هذه الأفكار لدى الناس لذلك لا نجد اليوم اكثر المسيحيين في العالم ينتظرون مجيء الرب على الأرض بيننا مثل الناس يمشي ويأكل ويمارس حياته الطبيعية البشرية ، والحال هذه بسبب قصر الفهم للنصوص الانجيلية وحتى التوراتية منها والتي تحدثت عن مجيء المسيح الثاني في الزمان الاخير والتي تحدثت بشكل صريح على ان الخلاص الالهي يأتي على يد المسيح في الارض وعلى الأرض .. خذوا مثلا هذا النص ( فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها والبقرة والدبة ترعيان تربض اولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا ، ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لان الأرض تمتلأ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر .) اشعياء 11 : 6-10 .
ونص آخر يقول ( ويخرج قضيب من جذع يسي ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ، ولذته تكون في مخافة الرب ، فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه ، بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ..) اشعياء 11 : 1-5
من الواضح ان هذه النصوص تتحدث عن وعد الرب في مملكته العادلة المرتقبة التي تتحقق على يد المسيح في الزمان الاخير وقبل الدينونة الكبرى وقد ذكر تفاصيل كثيرة في النص الاول مثلا وهي تشير بشكل واضح الى تفاصيل الحياة على الأرض حيث الحيوانات المفترسة تتناغم وتعيش بسلام مع الحيوانات الضعيفة وهذا خلاف العادة وخلاف ما الفته البشرية لآلاف السنين ، وحتى العبارة الاخيرة ذكرت بصراحة ان الأرض تمتلأ من معرفة الرب وهذا يعني ان مجيء المسيح سيكون على الأرض وفي الأرض سيقيم حكومته وملكوته ومجده القريب . وكذلك بالنسبة للنص الثاني حيث فيه اشارة صريحة للملك الأرضي حين قال ( يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ) ....وهنالك سؤال نود طرحه للقاريء اللبيب مفاده : كيف يمكن ان نستفيد من ملكوت وملك ليس في الأرض وانما موجود في السماء فقط ؟..اترك الجواب لكم
واذا سألتم وقلتم : هل ان آباء الكنيسة والباحثين والمؤلفين المسيحيين لم يلتفتوا الى هذه الحقائق والتفت اليها امثالكم ؟..هل يعني ذلك انكم افهم من آباء الكنيسة الذين افنوا اعمارهم ووقتهم وبذلوا حياتهم في سبيل الكتاب المقدس ودراسة اسفاره وفهم حقائقه ؟
فنقول.. نحن لسنا في الواقع اكثر فهما من آباء الكنيسة والباحثين من تلقاء انفسنا ومجهودنا ودراستنا المستقلة الذاتية ...لكن الواقع ان ما نقوله ونصرح به من نظريات وافكار وحقائق اخذناها مباشرة من فم المسيح الذي التقينا به وجها لوجه ، والذي بدوره قام بتعليمنا وافهامنا ولفت انظارنا لهذه الحقائق التي نتحدث بها الآن .
وبالنسبة لأطروحة الحمل على السحاب والاختطاف التي افهمها آباء الكنيسة للناس فنقول اما ان آباء الكنيسة لم يفهموا روح وجوهر الكتاب المقدس ولم يصلوا الى هذه الحقيقة او انهم تعمدوا ان يجعلوا مجيء الرب مقتصرا على السير الاعجازي في السحاب كي يغلقوا الباب بوجه السيد المسيح وحتى يحين موعد مجيئه ولا تصدقه الناس ويعرضوا عنه بل ويديرون الظهور لدعوته وحركته حين تظهر ، وبالتالي تتحق مآربهم في ادامة عروشهم الكنسية والدينية وسلطتهم وحظوتهم بين الناس والمجتمع ، نحن نراهم اليوم ومنذ قرون قد جلسوا في مكان السيد المسيح الذي هو الوريث الحقيقي لمملكة الرب . اما بخصوص عقيدتي بكيفية المجيء في السحاب فلقد ذكرنا ان السحاب لا يتمكن من حمل شسع نعل المسيح فضلا عن المسيح نفسه ، وان قول المسيح انه سيأتي محمولا في السحاب كان يتلائم مع عقلية ذلك الزمان الذي ظهرت فيه دعوة يسوع المسيح له المجد قبل الفي عام تقريبا ولم تكن هنالك وسائط نقل حديثة ولا اختراعات متطورة في وسائل النقل ولهذا لم يكن بوسع الرب ان يقول لهم انه سيأتي بواسطة طائرة او مركبة حديثة تقله من مكان الى آخر في زمن المجيء الثاني ، ولو حدثهم بالأمر كما سيتحقق في المستقبل بالتفصيل هذا لكن صعب القبول كما قلنا على عقلية الانسان قبل الفي عام ، ولهذا كان معنى قوله محمولا على السحاب هو(( ركوبه للطائرة )) ووسيلة النقل المتداولة هذه الأيام والمعلوم لدينا ان الطائرات ترتفع من الأرض بسرعة كبيرة كي تصل الى ارتفاعات شاهقة وتحلق فوق الغيوم وتخترق حجب البخار الكثيف هذا الذي نسميه السحاب وسماه المسيح بنفس الكيفية ، هي اشارة علمية واضحة لمعنى مجيئه الثاني ولم ينكشف من قبل آباء الكنيسة لقرون للأسباب التي ذكرنا اعلاه اضافة " الى مسالة مهمة لا بد ان نشير اليها وهي ان الكثير من حقائق الكتاب المقدس ظلت خافية لقرون من الزمن ليس لشيء الا لادخارها للمسيح نفسه حين يعود ، حيث ان انكشاف جملة من هذه الاسرار على يد المسيح سيكون دليلا على صدق دعوته الثانية والتي نعتقد انها بدأت قبل سنوات قليلة ووصلت الينا وها هي تصل الى العالم من خلال هذا المنبر ووسائل اخرى .
نحن نعلم جيدا ان العديد من رجال الدين والقساوسة والآباء ومن يتأثر بهم ويتبعهم سينتقدون كلامنا والاطروحة التي نقولها الآن ويوجهون الينا الكثير من التهم والنقد اللاذع ليس لشيء الا لأننا نخالف الكثير مما جاءت به الكنيسة وسيقولون عنا اننا ندعي الفهم اكثر من الآباء ورجال الكنيسة ، وفي الواقع انا لم ندع ذلك ..ومن هنا ننتهز الفرصة لنطلب منهم الرد على كل ماطرحنا، ان كان لديهم رد علمي رصين محكم ، وليدافعوا عن نظريتهم في الملك الروحي على الصليب او ليردوا اطروحة المجيء في السحاب التي تطرقنا اليها آنفا ، ولكن بشرط ان يكون ردهم وفق الكتاب المقدس لا وفق الآراء البشرية البحتة.
من فكر المسيح العائد
0 التعليقات: