((نظـرية المشابـهة بين الـداء والـدواء))
ان السيد المسيح في المجيء الثاني لم يكتفي بطرح نظريات غير مسبوقة في علوم
الكتاب المقدس بل انه جاء بنظريات علمية هي الأخرى فريدة وغير مسبوقة وان مجالاتها
كانت في الطب والحياة وعلم النفس وغيرها فقد جآءنا السيد المسيح بنظريات غير مسبوقة
في الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها من
المجالات العديدة التي لا يسع ذكرها بالتفصيل هنا ..وهي انما تعتبر ادلة قوية
تضاف الى ادلته التي ذكرناها تثبت علمه ،علمه ليس بحقائق الكتاب المقدس المخفية وحده
بل حتى النظريات العلمية التي تعتمد على حقائق علمية بحتة ولهااشارات من الكتاب المقدس
وبشكل غير مسبوق من قبل العلماء والباحثين من الغرب والشرق .ان النظرية حتى وان كانت
جديدة فان لها اصل في النظريات العلمية السابقة ، بمعنى ان
النظرية ستكون مدعومة بأسس علمية ومنطقية متفق عليها والا لن تكون محترمة وناهضة
ما لم تتفق مع العلم الحديث وآخر التجارب العلمية ...ومما يزيد من قوة النظريات التي
سنوردها من فكر السيد المسيح الذي التقيناه انها جميعا لها اصل واسس من الكتاب المقدس
نفسه تعضدها وتقويها مما يكسب الكتب مزيد من الاحترام والتبجيل اضافة لما كان يحظى
به قبل بزوغ هذه النظريات الى الساحة ..فالكتاب
المقدس يصلح لكل العصور والازمان لانه كتاب رباني نازل من السماء وليس ككلام
البشر العاديين .
و سنبدأ بنظرية طبية فريدة اسمها " نظرية المشابهة بين الداء والدواء
" ...وهي نظرية تتكفل بوضع دواء لجميع الامراض التي عرفها الأنسان على الأطلاق
...وابتداءا نقول ان علم الطب من العلوم الشريفة وقد
عرفه الانسان منذ القدم لان الامراض هي من الحوادث الملازمة لحياة الانسان منذ
ان خلقه الله على هذه الأرض بل منذ نزول آدم وأمنا حواء من الجنة .. فحيثما وجدت حياة
للبشر وجدت الصحة الى
جانبها السقم ووجد الضعف والى جانبه القوة ، هذاواحد من نواميس الحياة التي
ارادها الخالق الذي في السماء ان تجري على الساكنين على الأرض .. الواقع ان للسيد المسيح
علاقة وثيقة بالطب وعلاج الامراض كما نعلم
منذ دعوته الأولى وظهوره الاول في زمان هيرودس الحاكم آنذاك في اليهودية والجليل ،
لقد كان المسيح يعالج كل الأمراض دون استثناء وجميع العالم قرأ قصة يسوع المسيح في
التأريخ انه كان يأتون بالمرضى امامه يطرحونهم فيشفيهم مباشرة ومنهم من كان يذهب الى
بيوتهم حين يطلب منه ذلك لا يتردد في ذلك ابدا ولا حادثة واحدة ، كانت واحدة من ادلة
قدسيته ودعوته وصلته بالآب هو شفاء المرضى واحياء الموتى وغيرها من الادلة الأعجازية
الكثيرة .. والمسيح في مجيئه الثاني لا بد ان تكون له بعض من هذه الدلائل كي يثبت للعالم اتصاله بالسماء وبالآب تماما مثل المسيح
ولكن الكيفية تختلف والأسلوب لا يكون ذاته طبعا مع اختلاف العصرين عصر المجيء الأول
والثاني .وهنالك فوارق كبيرة بين زمن المسيح وزمننا هذا ، فزمن يسوع الناصري له المجد
كانت
تحدث فيه المعاجز والخوارق للطبيعة حيث كان الآب يظهر قدرته من خلال الآيات
التي تصنع على يد الأنبياء والمقدسين والمرسلين من قبل السماء وحين نطالع العهد القديم
وحتى عصرالمسيح نجده مملوء من هذه الحوادث التي تعلن فيها آيات الله امام الناس ، لكننا
في ذات الوقت نرى ان المسيح يذم الجيل الذي يطلب الآيات على الرغم من مقدرته الاكيدة
على المجيء بها فهي ليست صعبة ابدا بالنسبة اليه ،
اقرأوا هذا النص:(حينئذ اجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد
ان نرى منك آية ، فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية
يونان النبي ، لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن
الانسان في قلب الأرض الثلاثة ايام وثلاث ليال ) متى 12 : 38 – 40 ، مع العلم ان المسيح
قد جاء بالآيات العظيمة كما نعلم الا ان المطالبة بالآيات مذمومة في
كثير من الاحيان لانها تظهر ضعف عقيدة الناس الذين يطلبونها بل وتشكيكهم بصاحب
القضية
الالهية السماوية ، على كل حال هي ترسل لكي يقطع الله العذر على امثال اولئك
وسببا لدينونتهم في يوم الرب العظيم ، اعود الى قضية المسيح في مجيئه الثاني فقد تبين
لنا من الحلقات السابقة ان الذي ياتي بالمعجزات هم المسحاء الكذبة والانبياء الكاذبين
ايضا وليس المسيح الحقيقي ، وهذا هو الامتحان الصعب في عصر المجيء الثاني ... وهنالك مسالة ثالثة مهمة وهي ان اعداد الناس
كانت قليلة مقارنة بعدد النسمات اليوم ، العالم لم يكن 7مليار كما هو اليوم، ان الاكيد
ان الناس كانوا قليلين ، اقصد الذين يشاهدون
المسيح ومن يسمعوا بمعجزاته ، لذلك فالحاجة الى اقامة الآيات والدلائل الخارقة
ممكن ان ياتي بنتيجة تذكر بينما اليوم يحتاج من يريد ان يري العالم كله معاجزه وقدراته
العجيبة الى وسائل اعلام والى كاميرات تصوير تنقل الحدث العالمي الخارق ، وبالنتيجة
سيكون اشبه شيء بقضية الساحر كريس انجيل الساحر الأمريكي الشهير او غيره من السحرة
الذين يصنعون المعجزات .. وقد اثبتنا في الحلقات السابقة ان هذه المسالة مرفوضة بتاتا
ولا علاقة لها بالوحي الألهي ولا ناموس الانبياء والمقدسين . اما المسيح الحقيقي فانه
ستكون له دلائل تثبت احقيته وصدق دعواه وقد فصلناها في الصفحات السابقة ، وقلنا ان
المسيح في المجيء الثاني يتميز بالجانب العلمي المتين القائم على علوم الكتاب المقدس والبحث
العلمي الأساس .. وموضوعنا اليوم مسألة شفاءه للأمراض وعلاجه للناس ونقول ان طريقة
الشفاء الجديدة العصرية التي جاء بها المسيح الى الناس اليوم ليست كسابقاتها وانما
جاءت من خلال نظرية علمية رصينة تلائم روح العصر والتطور العلمي الحاصل اليوم في العالم
.. هي نظرية (المشابهة بين الداء والدواء) الكفيلة بعلاج جميع الأمراض دون استثناء
ووفق بحث علمي رصين يحترمه جميع الاطباء والباحثين في المؤسسات الطبية والجامعات العالمية
في انحاء الأرض .
نظرية (المشابهة بين الداء والدواء) تنطلق من مفهوم ان الانسان يجد
في الخارج مما يحيطه من موجودات سواء كانت نباتات او حيوانات او
جمادات هي في الواقع حاكية عن باطنه ومشابهة لأعضائه ومقاربة لكيفياته بل ان الآب خلق
تلك الأشياء من اجل الأنسان ، نرى امثلة كثيرة مثلا ان حبة اللوبيا تشبه كلية الانسان
وحب الصنوبر كقلب الانسان وسن الثوم كسن الانسان ايضا .. كل هذه الأمثلة تؤكد وجد علاقة
بين هذه الأشياء والاعضاء الجسمية للانسان ، نكتشف
من هذه الحقيقة ان تلك الأشياء وجدت لعلاج متشابهاتها ، وانما هذه المشابهة
بين هذا العضو المصاب بمرض معين وبين تلك النبتة انما يكشف عن حملها لعناصر وصفات وحالات
ذلك العضو ونحتاج لتبيان ذلك الى تفصيل النظرية من خلال مراحل :
المرحلة الأولى : معنى المرض .. ومعناه نقص او زيادة بالعناصرالكيميائية داخل
جسم الانسان مما يؤدي الى انفعالات وحالات تعيق العضو عن الحركة المرسومة له وهنالك حالتان للمرض :
• الحالة الكيميائية : وهي الصفة الجوهرية المهمة التي لها مدخلية وطيدة بالعناصر
الكيميائية داخل الجسم من ناحية الزيادة والنقصان
• الحالة الفيزيولوجية : وهي الصفة الظاهرية التي لها مدخلية بشكل المرض المتعلق
بالعضو الانساني من ناحية التقرح والالتهاب وغيرها من الحالات المرضية .
نأتي الآن الى مرحلة العلاج وهي المرحلة الثانية ...وفيها معنى العلاج وهو ارجاع
الميزان القويم للجسم الانساني او داخل العضو الجسماني عن طريق وجود العقاقير الطبية
التي لها مدخلية بسد النقص من المواد الكيميائية ...اما المرحلة الثالثة فهي معرفة العلاج ومدخلها في معرفة نسب الدواء
الى الداء لمعرفة كيفية العلاج وتتطلب شرحا مبسطا لانواع الامراض التي تصيب الأنسان
:
اولا: جسماني وهي الامراض التي لها مدخلية بجسم الأنسان من ناحية الزيادة والنقص
.
ثانيا : روحاني : هي التي لها مدخلية بالحالة النفسية والروحية للانسان من ناحية
الضيق والانبساط .
اما الجسماني ينقسم قسمين رئيسيين
هما :
مرض بري ومرض بحري ، البري يتعلق بالأعضاء الجسمانية والمادة الصلبة داخل جسم
الأنسان اما البحري فهو يتعلق بالدورة الدموية والمادة السائلة داخل جسم الانسان ،
ثم ان كلا القسمين ينقسمان الى ثلاثة اقسام (جمادي - نباتي - حيواني ) فتكون الاقسام
عندنا ستة وهي :- المرض البري الجمادي المرض
البري النباتي المرض البري الحيواني المرض البحري الجمادي المرض البحري النباتي المرض
البحري الحيواني المرض الجمادي : هو المرض الذي له علاقة بالحالة الجسمانية
وله مدخلية بالأعضاء الصلبة داخل الجسم كالعظام مثلاً .
المرض النباتي : هو المرض الذي له علاقة بالصفة النباتية داخل الجسم من ناحية
الغذاء والنمو والتنمية داخل الأعضاء بل خصوصاً البناء الجسماني ومدى علاقة الدم بهذه
الأعضاء .
المرض الحيواني : هو ذلك المرض الذي له علاقة بالحالة الحيوانية والصفة الحيوية
داخل جسم الإنسان لما له من مدخلية في الترابط الوثيق بين الأعضاء ومدى استجابة كل
واحد للأخر أو وجود الصفة الحيوانية داخل الأعضاء من ناحية اختيار الغذاء الذي له علاقة
ببناء ذلك العضو أو إسناده.
وهذا كله على سبيل الاختصار لضيق المقام إلا إن هذا الكلام لم يصدر على نحو
التحقيق والتدقيق إنما هو مجرد عرض وبيان .
0 التعليقات: