افــعــال رجــال الكنــيســة التــي تعــارض الكتــاب المــقدس: رفضهم لمسألة زواج المسيح له المجد
نحن نعلم جيدا ان القارئ سيستغرب لما نقول وسيعتبر هذا الكلام الذي نقوله الآن هو تتمة لسلسلة المفاجئات التي نحملها الى الناس في شتى انحاء الأرض ولكن ليس المهم ان نجد اناس يصدقوننا في كل ما نقول المهم ان نكشف الحقائق ونزيح الغيوم والسحاب الذي يغطي علىالحقيقة الدامغة الواضحة . فقد قال لنا الآباء لسنوات بل قرون من الزمن ان المسيح لم يتزوج وانه عاش ومات عازبا معتزلا هذه الغريزة البشرية والطبيعة الإنسانية التي وهبها الخالق العظيم لبني البشر منذ ان هبط ابونا آدم وامنا حواء الى الأرض .. وهم اي الآباء بهذا الفرض الخالي من الدليل اسسوا اساس التبتل واعتزال الزواج بالنسبة للراهب والقس وكذلك الراهبات خادمات المسيح والكنيسة ، في حين ان ناموس الرب كان منذ الأزل هو ارتباط الرجل بالمرأة او الذكر بالأنثى لأجل ديمومة النسل واستمرار الحياة وتعاقب الأجيال ..فلولا الزواج لما جلسنا اليوم نتحدث انا وانت اخي العزيز ولما وجدت الحياة اصلا على كوكبنا .. هذا اولا ..اما ثانيا فان المسيح نفسه قد شهد بمشروعية الزواج في الانجيل حين قال : ( وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين هل يحل للرجل ان يطلق امرأته لكل سبب ، فأجاب وقال لهم اما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى وقال من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا ، اذن ليس بعد اثنين بل جسد واحد ، فالذي يجمعه الله لا يفرقه انسان ..) متى 19 : 3- 7 .. هذا نص واضح لمشروعية الزواج وعدم حرمته بالنسبة للبشر ، والدعوى التي تقول بأفضلية التبتل وترك الزواج بالنسبة الى خدام الكنيسة من القساوسة والرهبان والراهبات هي دعوة باطلة ليس لها اصل في وصايا السيد المسيح ...واننا كثيرا ما سمعنا وقرانا عن حالات الشذوذ التي تحصل في الكنائس هنا وهناك وحتى حالات اغتصاب الأطفال والقصر مما يندى لها الجبين ويخجل من ذكره امام الناس ، وحتى حالات العلاقات المشبوهة بين الراهبات والقساوسة في بعض الكنائس لا جميعها ..فكل هذه الأفعال المشينة التي لا ترضي الرب بل تكون سبب لغضبه ولعنه لمن يفعل مثل هذه الأفعال كله يعود بالأساس الى هذه الفرضية الخاطئة بإيثار التبتل وترك الزواج الشريعة الإلهية القديمة قدم البشر على الأرض ..فلو كان مسموح لتلك الفئة من الناس التي تخدم السيد المسيح والكنيسة ان تتزوج وتم رفع هذه التشريع الدخيل على المسيحية لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من حالات الانحراف والخطأ والرذيلة التي نسمع ونقرا عنها في كل فترة ..
لقد سمع اكثر الناس او قسم منهم بقصة زواج المسيح من احدى النساء التي كانت محسوبة من تلاميذه او اتباعه وهي مريم المجدلية والتي خلصها المسيح من الدنس والخطأ او الخطيئة .. وقد اعترض اكثر المسيحين في العالم عندما طرحت هذه المسالة بشكل علني في بعض المحافل والمناسبات ، لا سيما في فلم " شفرة دافنشي " الذي تبنى مؤلف الكتاب المستند عليه الفيلم
( دان براون) نظرية زواج المسيح من مريم المجدلية وبين ان لهما ذرية وابناء وكان اولهما فتاة تدعى " سارة" ابنة المسيح والتي منها انطلقت ذرية المسيح المنتشرة في العالم ، وان هذه الذرية اذا ما وجدت في الحقيقة ستكون اولى بتعاليم الانجيل والمسيح من الكنيسة ذاتها ، الحقيقة ان مثل هذه الاسرار مخفية في الكتاب المقدس وهو موجود في نفس الوقت وقد عثر مؤخرا على ادله تثبت زواج المسيح له المجد من مريم المجدلية . كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه تم العثور على جزء من ورقة بردي قديمة بها إثبات على أن المسيح ومريم المجدلية كانا "متزوجان"، وهو ما يُخالف معتقدات الكنيسة بأن المسيح كان أعزب.
واستندت الوثيقة إلى عبارة كان المسيح فيها يتحدث إلى تلاميذه قائلاً "زوجتي"، وهو ما يعتقد الباحثون أنه يُشير إلى "المجدلية "، ويبدو أن "يسوع" كان يدافع عن بلدها ضد بعض الانتقادات، قائلا "انها سوف تكون لي تلميذا"، و في عبارة أخرى قال: "أنا أعيش معها".
وقد درست كارين كينج، استاذ اللاهوت في جامعة هارفارد، المخطوطة غير المكتملة، والتي كُتبت في اللغة القبطية المصرية القديمة، وقدم ورقة عن هذا الاكتشاف في مؤتمر دولي في الدراسات القبطية بروما بعد اجراء اختبارات مكثفة وبحوث للتحقق من صحة البردية.
وخمنت كينج أن ما يسمى بـ "إنجيل زوجة يسوع " قد قذف في القمامة لأن الأفكار الواردة فيه غيرت بعض الأفكار في المسيحية تجاه الزواج وممارسات الجماع.
وشككت كينج في صحة جزء وثائق السيرة الذاتية، قائلة انها ربما كانت مؤلفة في القرن يوناني أو حتى بعد صَلب المسيح كما يقولون المسيح، ثم نُسخت لاحقا في اللغة القبطية، قائلة أن لم يتم عمل أي اختبارات كيميائية على الحبر الموجود بها، مؤكدة أنه من ورق البردي ما يزال يمكن الطعن على أساس أصالته.
وأرسلت كينج البردية، لعالمة تُدعى"آنا ماري"، أستاذ بجامعة برينستون في البرديات القبطية والكتب المقدسة، أحالته إلى باجنال روجر، عالم برديات شهير يدير معهد لدراسة العالم القديم في جامعة نيويورك، والمعروف عنه تقييمه لأصالة وتاريخ البرديات القديمة، الذي أكد ان الوثيقة حقيقية.
واستند روجر إلى اسلوب الكتابة اليدوية، واللون والملمس من ورق البردي، في مثل هذه الفترة في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي.
وقد تلقت كارين كينج، العالم بهارفارد، جزء من مذكرة غير موقعة من أحد هواة جمع البرديات اليونانية والقبطية، ومكتوبة بخط اليد وتزعم أنها هي المثال الوحيد لوجود زوجة للمسيح بناء على ورقة مكتوبة بخط اليد.
وقال العالم أن هذا يتزامن مع الدراسات التي اجريت عن حياة المسيح في القرن الثاني الميلادي عندما كانت هذه الفترة موضع جدل لاهوتي مُكثف
هنالك اكثر من دليل يثبت صحة ماقلنا ..اولا اذا ناقشنا المسالة من ناحية عملية فان السيد المسيح كان رجلا الهيا مؤيد من السماء وهو يمثل مشيئة الآب في الأرض وينفذ تعاليمه بحذافيرها ، ولا يعقل ان يقبل انسان مستقيم مثله ان ترافقه امرأة اينما يذهب وحيث يسافر ويتنقل من غير ان يكون هنالك رابط شرعي يرضي الرب بينه وبين هذه المرأة !.. كيف تبيت امراة شابة مع رجل او مجموعة من الرجال وهم تلاميذ المسيح دون ان يكون هنالك رباط موثق بينهما ؟., هذا اولا" ... اما ثانيا فأن الزواج كما قلنا هو رباط الهي مقرر منذ الازل وقد مارسه الانبياء المقدسين جميعا ، والمسيح هو سلسلة مكملة وحلقة متممة للأنبياء المقدسين ولم يأت المسيح لينقض الناموس كما يقال بل يتمم ..
ان عدم ظهور امر او اخفاؤه لا يعني نفيه ..وهنالك الكثير من العوامل التي جعلت هذا الامر يبقى قيد الكتمان والاخفاء طيلة هذه القرون اولها سيرة حياة مريم المجدلية في شقها الاول ..فحيث انها كانت امرأة خاطئة او مشهورة بارتكابها خطيئة امام الأشهاد وعلم بها المجتمع والارتباط بها من جهة المسيح وهو الرجل الإلهي والمخلص لليهود سيؤدي الى ردة فعل سلبية ، فالمجتمع يحكم دائما على الناس من خلال المظاهر ولذلك نجد ان مسالة الحكم المسبق حاضرة في اكثر الاوقات وخير مثال هو النص التالي ( وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امرأة ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها ) يوحنا 4 : 27 .. ونلاحظ ان التلاميذ قد تعجبوا من كلامه مع امرأة وهو يعكس الواقع الصعب الذي كان يعيشه المسيح حيث يستهجن المجتمع كلامه مع اي امرأة كانت فكيف الحال ان علموا بزواجه من امرأة خاطئة ؟!..هذا واحد من الأسباب التي دعت المسيح لإخفاء مسالة زواجه من مريم المجدلية .. وبالطبع فان امر كان قد كتمه المسيح عن الناس الا عن تلاميذه لا يخرج الى العلن الا بوضع خاص ..لكن الحقائق الخافية لا بد يوم ان تعلن على رؤوس الأشهاد كما يقال ولظروف معينة يفرضها الواقع والتأريخ .. وهنالك نص آخر يشير او يلمح الى ان مريم كانت متزوجة من المسيح وهو الذي يخاطب فيه مرثا اختها حين قال : ( وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ. فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَها: «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا ) لوقا 10 : 40-42 . ..ان عبارة النصيب الصالح ترمز الى الزواج ويقال في الموروث الشعبي للناس على مر العصور ان زواج الرجل من المرأة هو النصيب وشاع ذلك كثيرا بين الناس .وقد نسب المسيح نصيب مريم المجدلية الى انه صالح وهي اشارة اخرى اليه لأن واحد من القاب المسيح هو الراعي الصالح ..كما قال في الانجيل(أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ) (يوحنا 10 : 11)
كلمة الصالح ترمز الى المسيح كما قال له ذلك الرجل مخاطبا المسيح : ( أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ ) (لوقا 18 : 18) ...من هذه النصوص نفهم ان النصيب الصالح له علاقة بالمعلم الصالح والراعي الصالح وهي يعني ان مريم قد نالها النصيب الصالح وهو المسيح له المجد ...يبدو ان التلاميذ الأثني عشر واشخاص مقربين آخرين كانوا يعلمون بمسألة الزواج من مريم المجدلية لكن المسيح للأسباب التي ذكرنا لم يكن يصرح بذلك علنا ...فمن اضافة الى ما ذكرنا من ادلة كتابية نقول لا شك ان هنالك اناجيل كتبت غير هذه الاناجيل الأربعة المتداولة وحتى آباء الكنيسة يقولون ان هنالك اناجيل اخرى لكنهم لا يوثقونها ولا يعترفون بها لكن هذا الامر لا يثبت بطلان هذه الحقائق التي نقلت من طرق اخرى هي غير الوسائل والطرق المألوفة .. واننا نتحدث عن تأريخ يصل الى حوالي الفي سنة وليس من المعقول ان تكون بعض الصفحات المبهمة مخفية الى ابد الآبدين اذا لا بد ان تظهر كما قلنا بوسيلة ما يريدها الرب ان تظهر وتنكشف فيه .
وقد يقول لنا البعض ان دعواكم هذه شبيه بدعوة مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية "المحتجين" والتي اعلنت زواج القسس ابان عهد اندلاع الثورة المعروفة ونقول ان اقترابنا من مفاهيم مع بعض التيارات الدينية او الاتجاهات الفكرية لهذه الكنيسة او تلك لا يعني بالذات انتمائنا اليها كما ذكرنا سلفا ، ونكرر هنا اننا لا ننتمي الى أي طائفة.
0 التعليقات: