البيان الثامن لتلامذة المسيح العائد: السيف والسلام
لا يخفى على كل مؤمن مسيحي ان المسيح
له المجد جاء برسالة المحبة والسلام للعالم اجمع وامر اتباعه في كل زمان ومكان ان
يقيموا السلام حيث قال في بشارة متي (طوبى
لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون ) وصارت المسيحية بسبب سلام المسيح رمزاً للوداعة
ونتذكر انه قال في انجيل متى (من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا) ولكن هل
ستكون هذه الرسالة في المجيء الثاني كما في المجي الاول ؟.... ايها الناس ان
المسيح العائد سيستعمل السلام والمحبة في
اول ظهور دعوته المباركة ولكنه في ذات الوقت سيصب جام غضبه على منكريه ومكذبي
دعوته ، ولعلكم تسمعون ذلك للمرة الأولى نقول
ان السيد المسيح في مجيئه الثاني سيستخدم السيف والنار وسيقهر اعداءه كما قهروا من
قبل كل المؤمنين والبسطاء وعمدوا الى قتل الابرياء ونشر الفساد وسياسة التجويع
والحروب والقلاقل والاضطهاد والمؤامرات ، ايها الناس الحق اقول لكم ان هؤلاء لا تنفعهم
رسالة المحبة والسلام بل سيكون السيف موردهم ولقد جاء في الانجيل ما يؤيد هذا
المعنى في اكثر من مناسبة يصف فيها الكتاب المقدس الاسلوب الشديد الذي سيستعمله
الرب حين يأتي ليقيم مملكته ويسترجع ميراثه المسلوب حيث ورد في سفر الرؤيا الاصحاح
التاسع عشر ( ورأيت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس
على الفرس ومع جنده. فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه، الصانع قدامه الآيات التي
بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته. وطرح الاثنان حيين الى بحيرة
النار المتقدة بالكبريت. والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه،
وجميع الطيور شبعت من لحومهم. )
والكل يعلم من هو الجالس على الفرس وما
هو دوره في الزمان الأخير قبل الدينونة ، وهنالك عدة نصوص اخرى و على لسان يسوع له
المجد يصف اسلوبه المغاير الذي سينتهجه في مجيئه الثاني حيث سيستخدم النار والسيف
معاً كما ذكرنا بعد ان تنفد لغة الحوار مع المتغطرسين المشككين حيث يقول في انجيل لوقا ( جئت لألقي نارا على الارض فماذا اريد لو اضطرمت؟
ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل؟ اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض؟ كلا
اقول لكم! بل انقساما) وذكر ايضاً استخدامه السيف قائلاً في متي (لا تظنوا اني جئت
لألقي سلاما على الارض. ما جئت لالقي سلاما بل سيفا. )
ناهيك عن الملحمة العظمى هرمجدون والتي ستكون مع
قوى الظلام والشر في العالم مجتمعة وهنالك سيكون للرب يومُ عظيم يحصد فيه رؤوس
الظلمة والطواغيت والمتجبرين ، بمنجله الحاد الذي لا يتهاون مع الاعداء الحاقدين
المتكبرين ، وقد جاء في سفر الرؤيا المقدس هذا المعنى في الاصحاح الرابع عشر (ثم نظرت واذا سحابة
بيضاء، وعلى السحابة جالس شبه ابن انسان، له على راسه اكليل من ذهب، وفي يده منجل
حاد. وخرج ملاك اخر من الهيكل، يصرخ بصوت عظيم الى الجالس على السحابة: «ارسل
منجلك واحصد، لانه قد جاءت الساعة للحصاد، اذ قد يبس حصيد الارض». فالقى الجالس
على السحابة منجله على الارض، فحصدت الارض) . الا واننا نرى اليوم ان عنب الأرض قد
نضج وقد حان موعد حصاد الرب وبات وشيكاً على الابواب ننتظر قدومه فهل نحن مستعدون
ان نقف الى صفه وننبذ كل المسميات من دونه ؟....ام ان التشكيك والكذب سيقوداننا
الى حافة الهاوية فنصبح الى جنب اعداء المسيح في الوقت الذي نظن اننا من اتباعه
ومحبيه .
0 التعليقات: