اسرار الكتاب القدس : تلامذة المسيح الجدد
لقد كان لتلامذة المسيح الاثني عشر الدور الكبير في نشر دعوة يسوع له المجد الى العالم وقدموا من اجلها التضحيات العظيمة ، وقد اختارهم السيد المسيح له المجد من عامة الناس ، فبعضٌ منهم كان صياداً وواحدٌ كان عشاراً والبقية من العوام البسطاء الذين لم يكونوا مشهورين بالعلم والحكمة والمعرفة ، ولكنهم كانوا انقياء القلوب اصفياء النفوس ، ابرياء من الكبر والغرور والتبعية ، ولأجل ذلك كله فقد حباهم الرب بالعناية الفائقة واختارهم ليكونوا رسله الى العالم ليعلنوا البشارة العظيمة في كل انحاء الأرض ، وارتفعوا بسبب تضحياتهم ومواقفهم العظيمة المشرفة مكاناً مرموقاً ووقف لهم التأريخ وقفة اجلال عبر الأجيال .
وعندما يحين موعد المجيء الثاني سيختار المسيح له المجد من عامة الناس ايضاً كما فعل في المجيء الأول مجموعة من التلاميذ او الرسل ليرسلهم الى العالم ليبينوا للناس الحقائق المخفية والاسرار المغيبة بعد ان يفيض عليهم من نوره الذي من عند الآب ، وستكون مهمة هؤلاء التلاميذ الجدد هي البشارة والكرازة في كل انحاء الأرض وتهيئة الطريق ورفع الاحجار من امام المسيح القادم العائد لخلاص العالم ، وجمع بقية المختارين الذين سيحكمون العالم ويدينونه الى جنب المسيح له المجد .
ولكن لماذا لا يختار المسيح التلاميذ والاتباع والمناصرين من رجال الدين او آباء الكنيسة في زمان مجيئه الثاني ليعلنوا للعالم مجيئه ؟...ان الجواب على هذا الاستفهام يكون من خلال الرجوع الى اسفار الكتاب المقدس حيث نرى الكتاب المقدس يشهد دوماً ان مواقف رجال الدين وخدمة المعابد عبر التأريخ هي الوقوف بالضد من دعوة الحق والمحاربة لشخص النبي والقديس والمرسل من السماء ، وهذا ما تجلى في مخالفة الكهنة ومعلمي الشريعة لزكريا النبي ومحاربتهم له حتى وصل ظلمهم له الى قتله بكل جرأةٍ بين الهيكل والمذبح ، ووشوا بولده النبي يوحنا المعمدان للحاكم وتسببوا في قطع رأسه ، ووقفوا ضد المسيح له المجد بكل حقدهم وكراهيتهم حتى قبض عليه الحاكم الروماني آنذاك ، ولهذا لا يؤمل من رجال الدين وارباب المعابد اي خير في تصديق دعوة الحق واتباع المسيح المخلص العائد الى الأرض ، ومن المستبعد ان يصدق بالمسيح العائد احداً من رجال الكنائس في الزمان الأخير ، بل سيعمد المسيح الى اختيار تلامذته الجدد من عامة الناس ممن لا يمتلكون اي درجة كنسية ولا مرتبة علمية معلومة .
لكن المسيح بعد ان يختارهم سيعمد الى ارسالهم لجمع المختارين وذكر هذا المعنى في الانجيل المقدس حين قال ( فيرسل ملائكته ببوقٍ عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع رياح من اقصاء السماوات الى اقصاها ) فتكون مهمة التلاميذ الجدد هي جمع المختارين من خلال اطلاق البوق العظيم والذي سيكون من خلال الوسائل العلمية المتاحة والتقدم التكنولوجي الذي وصلت له البشرية في زمان المجيء الثاني ، ويتمثل اليوم بالاعلام المقروء والمسموع والمرئي لا سيما القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والانترنت الذي يرتبط به كل الناس على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم واماكنهم .
وسيتعرض التلاميذ الجدد الى الاضطهاد والمطاردة والتشريد بسبب التحاقهم بالمسيح ونشرهم لدعوته المباركة بين الناس وكما ذكر يسوع المسيح ذلك قائلاً (ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام. ولكن احذروا من الناس لانهم سيسلمونكم الى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. وتساقون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللأمم ، فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم. وسيسلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى. فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى يأتي ابن الانسان. )
وهؤلاء التلاميذ سيكونون من المقربين من الحمل المذبوح او الخروف المذبوح وهو المسيح ابن الإنسان الذي يحكم العالم في الزمان الأخير ، وسيوكل اليهم مهمة ادانة العالم الى جنبه حيث قال يسوع المسيح له المجد في انجيل متى : ( الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضاً على اثني عشر كرسياً تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر ) وبسبب معاناتهم وتضحياتهم في سبيل نشر الدعوة يكتب اسماءهم على اساس المدينة التي سيبنيها في مجيئه الثاني وهي (اورشليم الجديدة) النازلة كعروس مهيأة لرجلها ، وقد جاء هذا المعنى في كلام يوحنا التلميذ ( وسور المدينة كان له اثنا عشر اساساً وعليها اسماء رسل الخروف الاثني عشر ) .
من فكر المسيح العائد
0 التعليقات: