اسباب حدوث المجاعات في العالم
بالتأكيد ان شدائد ومحن مثل المجاعات التي تمر على البشرية في مختلف الازمان هي لأسباب موضوعية وليست وهمية او خيالية ، اول تلك الأسباب هو تقصير البشر في توزيع الثروات على الناس بالتساوي ، فلو ان الدول الغنية والأغنياء في العالم يهتمون لأمر شبع او جوع الفقراء والمعوزين في كل انحاء الأرض بغض النظر عن الوانهم او انتماءاتهم الدينية والقومية والعرقية لما وجد فقير واحد على الأرض ولما جاع انسان على هذا الكوكب ، ولكننا نلاحظ الظلم يتجلى في اشد حالاته حين ينعم المترف بالقوت والشبع بما يزيد عن احتياجه مئات المرات بينما هنالك المعوز الذي لا يجد قوت يومه ولا ان يسد رمق عائلته .. افريقيا لدينا مثالا واضحا لهذه المجاعات ومنذ كنا صغارا نلعب مع الاطفال في الشارع او المدرسة حين كنا نشاهد فتى او زميل لنا نحيل الجسم نقول عنه انه صومالي افريقي !...من اين جاءت هذه الثقافة يا ترى ؟..لا شك انها جاءت من علمنا ان اشد الشعوب فقرا وعوزا هي الصومال وأفريقيا بشكل عام حيث يبدو الناس كالهياكل العظيمة بينما نجد ان الشعب الأمريكي من اكثر الشعوب في العالم التي تعاني من السمنة المفرطة ولديهم برامج ومسابقات يمنحون لأجلها الجوائز لمن يستطيع ان يخسر 40 باوند مثلا من جسمه خلال شهر او شهرين ... هنا نتساءل من اين جاءت السمنة انها مرض يحدث في الغالب حين يتناول الانسان الحد الزائد عن حاجة جسمه من الطعام لفترة متكررة فتتكدس الشحوم حول انحاء جسمه فيصبح مريضا بالسمنة ، وهي النقيض تماما لما يحدث في افريقيا حيث مرض الهزال الذي يعني تكرار الجوع ونقص المواد الغذائية الطبيعية لحاجة الجسم . ..ان المفارقة ان تجد الشعوب تتفاعل مع هكذا مسابقات ومحافل يحتفى بها بالبدين ويتم تشجيعه بينما لا نجد من يشجب او يستنكر التقصير في توزيع الفائض من طعام وقوت ودخل الشعب الامريكي وحتى في الخليج العربي عندنا الذين يعيشون في اشد حالات الترف والبذخ حتى اكثر من الامريكيين انفسهم ..ولا نجد من يطالب بتوزيع الفائض على الشعوب الفقيرة من قبل الشعوب الغنية ألا بضعة منظمات صغيرة لا تكاد تعطي اثرا ملموسا لهذه الكارثة على ارض الواقع . لا شك أن المسيح له المجد يتأذى من هذه الحالة والتوزيع غير العادل لثروات البشر اليوم ...فمن مثل الرب رؤوف على الفقراء والمعوزين ومتحنن عليهم ؟!!..ان الرب يتوق الى اليوم الذي سيخرج به الى الناس ويطالب بتغيير العالم ويأخذ حق الفقراء من الاغنياء المترفين .. لكنه يطلب اولا ان يقوم الانسان بثورة على ذاته ونفسه قبل ان يثور على الظلم في العالم علينا ان نستعد لمجيء المسيح حقا وان نقبله مخلصا من جديد وننبذ كل المسميات التي تنتحل اسمه ومكانه ونستعد بكل كياننا وجودنا وامكانياتنا . وان يوم المجيء الثاني او الدينونة الاولى سوف يحاسب فيه الرب كل من لم يساعد الفقراء الجياع والمعوزين خصوصاً ان كان اولئك الجياع هم من المؤمنين والمنتظرين للخلاص حيث سيجازي كل واحد حسب عمله وقد ورد هذا المعنى في الكتاب المقدس في انجيل متي : «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.
«ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته لاني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبا فلم تاووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا: يارب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ فيجيبهم: الحق اقول لكم: بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا. فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية».
(مقتبس من كتاب عودة السيد المسيح له المجد / بقلم تلامذة المسيح العائد)
0 التعليقات: