العلامات المتحققة للمجيء الثاني للمسيح له المجد : سقوط الحكومات والدول
من المعلوم لدى من قرأ وتصفح الكتاب المقدس والانجيل خصوصا، ان لمجيء المسيح الثاني علامات واشارات ذكرت مرة على لسان يسوع المسيح نفسه ومرة على لسان انبياء مقدسين في العهد القديم ومرة على لسان احد تلامذة السيد المسيح وكلها بالمحصلة تجمع لتكون لنا الصورة الكاملة الواضحة لعلامات الأزمنة كما يصطلح عليها في الكتاب المقدس وهي ثقافة ضرورية لكل انسان مؤمن منتظر لمجيء المسيح الثاني حتى يكون على علم بما يجري ويحصل من حوله من احداث قد تكون على حسب الظاهر عادية وغير مهمة للناس العاديين من غير المؤمنين ولا المترقبين للخلاص حول العالم ولكنها بالتأكيد عكس ذلك اي مهمة وضرورية كثيرا لأولئك المنتظرين المؤمنين ، طبعا العلامات كما قلنا كثيرة تحتاج منا الى تقسيمها لتبسيط الصورة لدى المشاهدين المهتمين ، نستطيع القول ان هنالك علامات عامة تحدث في عموم العالم والبلدان كالحروب والمجاعات والامراض ، وهنالك علامات طبيعية او كونية كالزلازل وسقوط كواكب مذنبة وغيرها او علامات خاصة ببعض البلدان والدول ذكرت على وجه الخصوص دون بلدان اخرى .. طبعا سنمر على كل هذه العلامات بالتفصيل كي يستفيد المشاهد من اسفار الكتاب بما يلبي المرحلة الحالية ..المهم ان نتكلم عن العلامات التي تحققت على اعتبار اننا قلنا ان المسيح قد رجع في مجيئه الثاني فأعتقد ان المتابعين يريدون ان يعرفوا ما هي العلامات التي تحققت بالفعل كما تنبأ الكتاب .. ان ابرز علامة نعتقد انها تحققت في وقت قريب وشاهدها جميع الناس وهي سقوط الحكومات والدول والتي شاهدناها بأم اعيننا .. وقد كانت مفاجئة للجميع في كل انحاء الأرض ان هذه الدول العتيدة والقوية كيف انهارت حكوماتها ورؤسائها كقطع الدومينو دولة بعد دولة الربيع العربي كما يسمى عند البعض او الثورات العربية الأخيرة ومنذ عام 2011 وكيف سقطت حكومة تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن والآن سوريا وقد ذكر الكتاب المقدس هذه العلامة بالتفصيل على لسان المسيح له المجد : ( لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة ) (متى 24 : 7) ..وورد في رؤيا يوحنا : ( ومدن الامم سقطت) رؤ 15 : 19 . ونلاحظ كيف انطبقت هذه العلامة بتلك الدقة الكبيرة كما ذكرها الكتاب ولم تكن في دولة واحدة بل في عدة دول مما اثار الانتباه لدى جميع الناس وليس المراقبين السياسيين ، جميع الناس تفاعلوا مع هذه الاحداث التي حصلت في تلك الدول سواء سلبيا ام ايجابيا ,وقد يشكك البعض و يقول ان سقوط الحكومات تلك ليس ظاهرة فريدة من نوعها حتى تعتبر علامة متحققة ، بمعنى ان التأريخ يحكي ويسجل انها ظاهرة قد تكررت عبر الزمن ، فقد قرأ اكثرنا وخصوصا في القرن الماضي عن ثورات قامت وحكومات سقطت او اسقطت وامبراطوريات عاتية انهارت على يد شعوبها ..وبالتالي الربيع العربي ليس الا حلقة متممة لهذا التأريخ المتجدد ..فما علاقة ما حصل بالعلامات ؟
نقول ان كلامنا ليس موجه لأولئك الناس الذين يعيشون في عزلة عن الاهتمام بقضية المخلص المرتقب ، فهؤلاء لا يفهمون ولا يريدون ان يحصل اي تغيير في حياتهم وحياة الآخرين ، لا يهتمون بالآخرين ولا يعرفون معنى ان تتغير حياة الكثير من الفقراء والجياع والمظلومين والمحزونين في العالم في شتى انحاءه ، في النهاية لا يتفاعلون مع هكذا احداث مهمة لأنهم لا يتوقون للمسيح مع شديد الأسف ..حتى لو قال لك احد منهم ان يؤمن بالمسيح الا انه ايمان لا يعدو كونه لقلقة لسان كما يقال خالي من الجوهر والروح والتفاعل مع الأحداث ..نحن لا نطلب من اولئك الذين يشككون بتحقق علامة سقوط الممالك والدول وانها علامة من علامات المجيء وان المسيح اصبح على الأبواب .. لا نطلب منهم التفاعل ابدا بل ان طلبي وكلامي موجه لتلك الفئة المترقبة بكل كيانها ووجودها ، اقول لها اذا ما سمعتم بهذه التشكيكات فلا تهتموا لها ونحن نتحدى اي شخص يقول لي ان الربيع العربي او الثورات التي قامت هي ظاهرة متكررة تاريخيا اوانها حدثت مرارا وتكرارا عبر التأريخ ، فلقد سمعنا عن امبراطوريات حكمت لقرون او عقود من السنين لكنها لم تسقط دفعة واحدة كما حصل هنا في المنطقة لم نسمع عن سقوط مثلا الإمبراطورية الروسية فتبعتها اختها الفرنسية في نفس الفترة لا فاصل بينهما يذكر .. وكذلك بالنسبة للمنطقة العربية لم نسمع عن سقوط ليبيا وتونس ومصر في سنة واحدة ولا مرة حصل ذلك في التأريخ اتحداهم . الحقيقة ان خسارة تلك الفئة من الناس كبيرة وفادحة لانهم اغفلوا جانب الاستعداد للمسيح ، الاستعداد الذي تحدث عنه مرارا في الإنجيل وقال : ( اسهروا اذن لأنكم لا تعلمون في أي ساعة يأتي ربكم ) وكذلك الاستعداد الذي تحدث عنه في قصة او مثل العذارى والعريس المشهورة فلو كان صحيحا ما نقول ان المسيح قد جاء سيحاسبهم حسابا عسيرا وشديدا على تفريطهم وتجاهلهم لتحقق هذه العلامة بالفعل على ارض الواقع .. ( طوبى لأولئك العبيد الذين أذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين ، الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم ، وان اتى في الهزيع الثاني او اتى في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا فطوبى لأولئك العبيد – الى ان قال- ولكن ان قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه فيبتدأ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين ..) (لوقا 12 : 37) ان حال هؤلاء الناس هو غض الطرف عن هذه العلامات التي تحققت للأسباب التي ذكرنا ، بينما من ينتبه ويستعد للمجيء هو الذي سيربح وسينتصر حيث يكافئه الرب حين مجيئه ، وكما صرح بذلك الانجيل في اسفاره .
من فكر المسيح العائد
0 التعليقات: