تحقق بعض من العلامات العامة للمجيء الثاني للمسيح له المجد





يقصد بالعلامات العامة حوادث ووقائع تقع وتحدث في مختلف انحاء الكرة الأرضية دون تخصيص ، وهي تشمل حدوث حروب في اصقاع الأرض بين دول وامم مختلفة فيما بينها ،وعلى الأرجح هي ازمات سياسية تؤدي الى عدم الاستقرار في مساحات ما من الأرض بل وسقوط حكومات عبر عنها المسيح ب(القلاقل) ، وكذلك امراض واوبئة تنتشر فتعم بلدان معينة اضافة" الى المجاعات والازماتالاقتصادية التي تصيب الشعوب ربما الفقيرة منها ، فقد ذكر المسيح له المجد في الانجيل : ( وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في اماكن ..) (متى 24 : 7) ، والملاحظ اخي العزيز ان عالمنا اليوم ومنذ سنوات مرتبك بسبب كثرة الامراض الفتاكة والأوبئة المعدية والمهلكة ، مثالها انواع السرطانات وكذلك الايدز وأنواع الحمى الخطيرة وسمعنا قبل سنوات بأنفلونزا الطيور التي هددت العالم البشري وأنذرته وجعلته يعيش حالة من الخوف والهلع من انتشار هكذا اوبئة خطيرة جدا ، انفلونزا الخنازير وجنون البقر وغيرها من المسميات التي اثقلت اسماع الناس حول العالم ودقت ناقوس خطرها على البشر في كل انحاء الأرض ، حقيقة هذه الامراض هددت ولا زالت تهدد حياة الساكنين عليها ونتساءل ما الذي سيحصل وكيف ستكون الخسائر فيما لو انتشر مرض من هذه الامراض لا سمح لها في مدينة ما وصادف ان تعطلت التكنولوجيا في هذه المنطقة ماذا سيحصل وكيف سيتم نقل المصابين وما هي الوسائل البديلة ..اننا اليوم نجد ان البشرية مع التطور الهائل الذي وصلت اليه في المجالات التقنية والمعرفية والاختراعات التكنولوجية ، مع كل هذه النقلة النوعية والطفرة في التقدم والازدهار والحضارة الا انها تقف عاجزة ومكتوفة الأيدي امام امراض عتيدة ومهلكة ، وحتى تلك الدول التي تمتلك اعلى التقنيات والحواسيب المتقدمة والتقدم العلمي في مجال الطب ايضا ووصف العلاجات ولديها مراكز متقدمة لتقديم الخدمات العلاجية لشعوبها ونتحدث عن اوربا وأمريكا وكندا وبريطانيا نجد حتى هذه الدول تعاني من امراض خطيرة تفقد زمام الامور احيانا للسيطرة عليها ، وتحصل حالات الوفيات بالمئات بل الآلاف من جراء امراض بسيطة كالسكري مثلا او الجلطة الدماغية ونلاحظ ان الاحصائيات تزداد نسب التسجيل في هذه البلدان المتقدمة على الرغم من الوسائل الحديثة التي ذكرنا فيها ، تزداد النسب للأمراض البسيطة التي قلنا عنها فكيف الحال بالنسبة الى امراض مستعصية العلاج اخر كالسرطان والايدز والانفلونزا المتنوعة ، فحدث ولا حرج ..مما يثبت ان العالم يسير نحو طريق صعب اذا ما تأخر عنه قدوم المسيح المخلص الالهي المرتقب ، وقد يتهمني البعض بالتشاؤم بسبب هذا الموضوع الذي اتحدث عنه والحقيقة انا لست متشائم ابدا بل العكس انا متفائل الى حد كبير حيث انني ارى ما يمر به العالم اليوم في شرقها وغربها انما هو كالمخاض الذي يسبق الولادة وكالليل الحالك الظلام الذي يسبق الفجر والصبح المنير .انني اقول ان البشرية بحاجة الى امتحان صعب مرت ولا زالت تمر به وستستمر بالمرور فيه حتى تصل الى بر الامان .
ان المرض مصاحب للإنسان منذ الازل ولكن قلنا ان تفشي انواع من الاوبئة والامراض بهذا الشكل الفظيع يعتبر علامة والدليل ان المسيح قال تكون اوبئة ، والوباء يعني المرض المنتشر الفتاك ، وقد كان في عهد المسيح امراض كان يشفيها المسيح بنفسه ولكن حيث انه تنبأ بوقوعها قبل المجيء يعني انها ستكون ظاهرة منتشرة وليست عابرة الحصول هنا او هناك بل هي متفشية وهو ما نراه في العالم اليوم وفق الاحصائيات المسجلة في منظمات الصحة العالمية ، حتى ان منظمة الصحة العالمية قد ذكرت خطورة الوضع ومنذ سنوات قريبة حيث جاء في تقرير للمنظمة عام 2007: ( ان العالم يشهد ظهور امراض جديدة بشكل غر مسبوق علما بأن لتلك الامراض القدرة في غالب الأحيان على عبور الحدود بسرعة والانتشار في بلدان اخرى ، وقد تم منذ عام 1967 اكتشاف ما لا يقل عن 39 من العوامل الممرضة الجديدة بما في ذلك الفيروسات المسببة للإيدز وحمى ايبولا النزفية وحمى ماربوغ والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ، اما الاخطار الاخرى القائمة منذ عدة قرون مثل الانفلونزا الجائحة والملاريا والسل فلا تزال تهدد صحة الانسان بسبب تعرضها لمجموعة من الطفرات وزيادة مقاومتها للأدوية المضادة للجراثيم وهشاشة النظم الصحية) .
من العلامات العامة الاخرى التي تحققت حدوث المجاعات وقد ذكرت في كلام المسيح في النص ذاته من الانجيل المقدس اضافة الى رؤيا يوحنا اللاهوتي في قضية الختوم السبعة التي هي علامات ما قبل مجيء المسيح المخلص ، حيث نلاحظ احد الختوم يخص حصول القحط في العالم وهو قول يوحنا : ( وسمعت صوتا في وسط الأربعة حيوانات قائلا : ثمانية قمح بدينار وثلث ثماني شعير بدينار واما الزيت والخمر فلا تضرهما ..) رؤ 6 : 6 الواضح من المعنى ان القمح والشعير يشيران الى اهم محصولين يقتات عليهما البشر حول العالم ، وهما لا يعنيان بالتحديد أن البشر يتغذون على هذين المحصولين او العنصرين لوحدهما فقط ..لا بل ان هنالك الكثير من الاطعمة والأغذية المتنوعة في العالم اليوم ومنذ آلاف السنين الا انهما في الأدبيات القديمة وتراث الانسانية والكتب يشيران الى الغذاء الرئيسي ويرتبطان بجوع وشبع الانسان ، وقد جاء ذكرهما في العهد القديم في قصية يوسف النبي المقدس حين حصل الجوع في جميع ارض مصر والبلاد المجاورة لها وقد تنبأ بالمجاعة والقحط قبل حصولهما حين عبر رؤيا او منام الملك آنذاك ، يقول الكتاب المقدس : ( فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة ويخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن ويحفظونه فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع التي تكون في ارض مصر فلا تنقرض الأرض بالجوع ..) التكوين 41 : 35 ، 36 . نلاحظ ارتباط ذكر القمح بالذات بالجوع والقحط كما يقص علينا الكتاب وعليه يثبت لدينا ان الجوع والقحط سيحدث كما اشار يوحنا في رؤياه في الزمان الاخير الذي يسبق مجيء المسيح في مجده وملكوته .

وان سبب حدوث هذه المجاعات شدائد ومحن تمر على البشرية في مختلف الازمان هي لأسباب موضوعية وليست وهمية او خيالية ، اول تلك الأسباب هو تقصير البشر في توزيع الثروات على الناس بالتساوي ، فلو ان الدول الغنية والأغنياء في العالم يهتمون لأمر شبع او جوع الفقراء والمعوزين في كل انحاء الأرض بغض النظر عن الوانهم او انتماءاتهم الدينية والقومية والعرقية لما وجد فقير واحد على الأرض ولما جاع انسان على هذا الكوكب ، ولكننا نلاحظ الظلم يتجلى في اشد حالاته حين ينعم المترف بالقوت والشبع بما يزيد عن احتياجه مئات المرات بينما هنالك المعوز الذي لا يجد قوت يومه ولا ان يسد رمق عائلته .. افريقيا لدينا مثالا واضحا لهذه المجاعات ومنذ كنا صغارا نلعب مع الاطفال في الشارع او المدرسة حين كنا نشاهد فتى او زميل لنا نحيل الجسم نقول عنه انه صومالي افريقي !...من اين جاءت هذه الثقافة يا ترى ؟..لا شك انها جاءت من علمنا ان اشد الشعوب فقرا وعوزا هي الصومال وأفريقيا بشكل عام حيث يبدو الناس كالهياكل العظيمة بينما نجد ان الشعب الأمريكي من اكثر الشعوب في العالم التي تعاني من السمنة المفرطة ولديهم برامج ومسابقات يمنحون لأجلها الجوائز لمن يستطيع ان يخسر 40 باوند مثلا من جسمه خلال شهر او شهرين ... هنا نتساءل من اين جاءت السمنة انها مرض يحدث في الغالب حين يتناول الانسان الحد الزائد عن حاجة جسمه من الطعام لفترة متكررة فتتكدس الشحوم حول انحاء جسمه فيصبح مريضا بالسمنة ، وهي النقيض تماما لما يحدث في افريقيا حيث مرض الهزال الذي يعني تكرار الجوع ونقص المواد الغذائية الطبيعية لحاجة الجسم . ..ان المفارقة ان تجد الشعوب تتفاعل مع هكذا مسابقات ومحافل يحتفى بها بالبدين ويتم تشجيعه بينما لا نجد من يشجب او يستنكر التقصير في توزيع الفائض من طعام وقوت ودخل الشعب الامريكي وحتى في الخليج العربي عندنا الذين يعيشون في اشد حالات الترف والبذخ حتى اكثر من الامريكيين انفسهم ..زلا نجد من يطالب بتوزيع الفائض على الشعوب الفقيرة من قبل الشعوب الغنية ألا بضعة منظمات صغيرة لا تكاد تعطي اثرا ملموسا لهذه الكارثة على ارض الواقع .
ولا شك أن المسيح له المجد يتأذى من هذه الحالة والتوزيع غير العادل لثروات البشر اليوم .فمن مثل الرب رؤوف على الفقراء والمعوزين ومتحنن عليهم ؟!!..ان الرب يتوق الى اليوم الذي سيخرج به الى الناس ويطالب بتغيير العالم ويأخذ حق الفقراء من الاغنياء المترفين .. لكنه يطلب اولا ان يقوم الانسان بثورة على ذاته ونفسه قبل ان يثور على الظلم في العالم علينا ان نستعد لمجيء المسيح حقا وان نقبله مخلصا من جديد وننبذ كل المسميات التي تنتحل اسمه ومكانه ونستعد بكل كياننا وجودنا وإمكانياتنا .

من فكر المسيح العائد



0 التعليقات: