المسيح لم يشرب الخمر ولم يأمر بشربه
يعتقد بعض المسيحيين ان المسيح يشرب الخمر ولذلك فإننا نجد بعض المسيحيين اليوم اينما وجدوا يشربون الخمر ولقد تعلم البعض من المسيحيين شرب الخمر والادمان عليها نتيجة ما قرأوا وسمعوا من اقوال تنسب للسيد المسيح المنقولة في بعض الاناجيل ولقد انتهز من تسولت له نفسه ارتكاب الخطايا بسبب هذه الاقوال فقد ورد في انجيل متى( جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون : هوذا انسان اكول وشريِّب خمر محب للعشارين والخطاة )(متى 19:11)
والحق اقول ان يسوع لم يشرب الخمر وهناك عدة ادلة على ذلك : فقد كان المسيح اول مولود من امه فهو اول فاتح رحم ((اول بكر)) واول بكر يكون منذوراً لله : ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب في ناموس الرب : ان كل ذكر فاتح يدعى قدوساً للرب .لوقا(2) ويكون منذوراً لعبادة الرب ((وامر الرب موسى ؟ قل لبني اسرائيل : اذا انفرز رجل او امراة لينذر نذر النذير لينتذر للرب. فعن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب ولا يأكل عنباً رطباً ولا يابساً. كل ايام نذره لا يأكل من كل ما يعمل من جفنه الخمر من العجم حتى القشر . كل ايام نذر افترازه لا يمر موسى على راسه الى كمال الايام التي انتذر فيها الرب يكون مقدساَ ويربى خصل شعر رأسه. كل ايام انتذاره للرب لا يأتي الى جسد ميت . ابوه وامه واخوه واخته لا يتنجس من اجلهم عند موتهم لان انتذار الهه على راسه . انه كل ايام انتذاره مقدس للرب)(سفر للعدد6)
ومن هذا يتضح ان المسيح لم يشرب الخمر حيث ان من تجنب الخمر هو القدوس : ( فقال له الملاك : لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلدك ابناً وتسميه يوحنا . ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته .لانه يكون عظيماً امام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن امه يمتلئ من الروح) (لوقا 1) .
فالمسيح كان قدوساً للرب مثل يوحنا المعمدان والاثنان منذوران للرب . فما يسري على المعمدان يسري ايضاً على يسوع ، وبهذا يتضح ان اليسوع لا يشرب الخمر والمسكر . ثم ان نسب يسوع يرجع الى هارون النبي من امة الفريسة مريم العذراء فالمسيح من ابناء هارون وابناء هارون كان ممنوعاً عليهم ان يشربوا الخمر ومنهم المسيح حيث جاء في الكتاب المقدس ( وقال الرب لهارون : خمراً ومسكراً لا تشرب انت وبنوك معك )(سفر لاويين10) فهل يخالف المسيح يا ترى الرب ؟! ويخالف التعاليم التي يأتي بها ، كما ان ما جاء في رسالة القديس بولس الرسول الاولى الى ثيموثاوس والتي تحدث فيها عن الشمامسة قال فيها : (( ويجب ان يكون الشمامسة كذلك من اهل الوقار، لا مخادعين ، ولا مدمني خمر ، ولا طامعين بالمكسب الخسيس . وعليهم ان يحافظوا على سر الايمان في ضمير ظاهر . ويجب ان يتم اختبارهم اولاً ، فاذا كانوا بلا لوم اقيموا شمامسة . وعلى النساء كذلك ان يكن من اهل الوقار ، غير نمامات ، يقظات امينات في كل شيء . وعلى الشمامسة ان يكون كل واحد منهم زوج امراة واحدة . وان يحسنوا رعاية اولادهم وبيوتهم فالذين يحسنون الخدمة ينالون مكانة رفيعة وثقة عظيمة في الايمان بالمسيح يسوع )) . فاذا كان هذا حال الشمامسة واخلاقهم فما هو حال السيد المسيح واخلاقه ؟! ان يسوع حتماً افضل من هؤلاء الاشخاص ولا توجد مقارنة بينه وبينهم . ثم ان المسيح ينطق بالحكمة ويأتي بالشريعة من ملكوت الرب له وهذا لا يتناسب مع السكر مطلقاً فأن الخمر يذهب بالعقل ولا يستطيع من يشرب المسكر والخمر ان ينطق بالحكمة كما انه سوف يخطأ لا محاله في نقل الاحكام والشريعة وهذا لا يتناسب مع كونه نبي اذن فيتبين من ذلك ان المسيح لا يشرب خمراً ولا مسكراً . كما ان المسيح معصوم عن الخطأ ومن الخطأ ان يتناول يسوع الخمر ويشرب المسكر وهذه في الحقيقة اهانة للمسيح المخلص فالسيد المسيح لا يمكن ان نتصور بحال من الاحوال ان يتصرف كما يتصرف السكارى الذين يصدر منهم ما لا يليق بالشخص العادي فضلاً عن شخصاً مثل يسوع . وقد عرف عن يسوع انه يحيي الموتى ويشفي المرضى ويخرج الشيطانيين من اجسام المصابين فقد قهر المسيح بعلمه هذا وبما اتاه الله الاطباء في عصره حتى اعترفوا بفضله وعلمه وبعد هذا العلم كله الذي كان يحمله يسوع الا ينبغي ان يعرف اضرار الخمر وما يسببه من امراض تصيب الانسان كما اثبت العلم الحديث فان العلم والتجربة اثبتتا ان شرب الخمر يتسبب في الاضرار بحالات عديدة تتعلق بالانسان ومن اهم هذه الحالات : الحالة الصحية والحالة الاجتماعية والحالة الاقتصادية .
الحالة الصحية : فقد توصل كبار الاطباء الى ان الخمر من اكبر العوامل المسببة لأمراض القلب والكبد والمعدة والبنكرياس . كما ان الخمر تسبب الاكتئاب ، وتتسبب في اشد التغييرات المدمرة في المخ . كما ان الاطفال الذين يولَدون للنساء اللاتي يشربن الخمور يكونون عادة متخلفين عقلياً ولديهم خلل تناسلي وثقوب بالقلب ويكونون اصغر حجماً واخف وزناً من الاطفال العاديين. كما ان ما تعارف من شرب القليل من الخمر يفيد القلب ثبت خطأه وعلى العكس ان شرب الخمر يتسبب في تصلب الشرايين وضيقها .
. الحالة الاجتماعية :فان بعض الناس يرون ان شرب الخمر امر يقربهم الى المجتمع ويدمجهم فيه وان ذلك من دواعي العصرية والتقدم وهذا الامر غير صحيح اطلاقاً فهل ايذاء النفس هو من التقدم يا ترى ام ان من العصرية ان يتفرج الناس على الانسان وهو يسير ويترنح او يتقيأ نتيجة شربه للخمر . كما ان السكر يتسبب للانسان بان يسلبه القدرة على الجدل والاقناع وفق المنطق وهذه الامور من الاشياء المهمة التي يحتاجها النبي في دعوته واقناعه للناس ومحاججة اعدائه ومكذبيه فلو افتقدها ولو لبعض الوقت لما استطاع ان يواجه احد سواء اكان ذلك الشخص من الطالبين للحق او من المعاندين والمكذبين فان الخمر تجعل شاربها شخص ضعيف ليس له القدرة على الجدل والمناظرة بل انه يفقد توازنه وعقله وتتحكم فيه طبيعته البهيمية ويسلك سلوك غير مرضي وغير لائق وتشمئز منه الناس . وهذا مما لا يليق بشخص السيد المسيح اطلاقاً كما ان المعروف ان اغلب حوادث السيارات تكون بسبب سكر سائقيها .وان من اسباب الطلاق واقواها هو شرب الخمر بل ان السكر سبب رئيسي في وقوع بعض حالات الاعتداء الجنسي الغير شرعي على الام او الاخت او الاقارب كما ان التفكك الاسري الحاصل في كثير من العوائل يكون بسبب شرب الخمر وانشغال رب الاسرة بنفسه عن عائلته مما يتسبب في انحرافهم وتفككهم وضياعهم .
الحالة الاقتصادية: فحدث ولا حرج فيما تشاهد في دول العالم الثالث اليوم من تردي الحالة الاقتصادية عند شعوب هذه الدول بسبب ما تنفقه تلك الشعوب من اموال طائلة من اجل الخمور ولوازمها لخير دليل على ما يسببه الخمر من اضرار اقتصادية للفرد والمجتمع . يذكر المبشر الانجليزي جيمي سواجرت في كتابه (( الخمر )) انه يوجد في امريكا احد عشر مليون مدمن خمر ، واربعة واربعين مليون من المفرطين في شرب الخمر . ولو لاحظنا ما تمر به افريقيا من بؤس وفقر ومجاعة لاندهشنا ونحن نجد ان اكثر الفقراء في افرقيا يصرفون اموالهم من اجل شراء الخمور وتعاطيها . ومن دراسة قام بها الدكتور الفرنسي (( شارل ريشيه )) وهو الحائز عل جائزة نوبل للفسيولوجيا قال فيها ( هناك العديد من القوى المدمرة التي تنتهك وتدمر الامم ، واحد اخبث واخطر هذه القوى في الخمر ، السود في جنوب افريقيا ينفقون الف مليون رانداً سنوياً على الخمر ، ينفق السود مبلغاً مذهلاً سنوياً على الخمر . هذا المبلغ المذهل يبدده افراد شعب من السود الفقراء على الخمر فقط . وتكلف الخمر جنوب افريقيا خمسمائة مليون دولار سنوياً بسبب الحوادث والاسر المنهارة والانفس الضائعة ). كما اننا لو لاحظنا اصحاب الدخل المحدود والدخل المتوسط من المدمنين على شرب الخمور والمفرطين في شربه لوجدنا ان دخلهم لا يلبي حاجاتهم من الخمر .
وفي الختام اقول للمؤمنين : علينا جميعاً ان نتعض وان لا نسير خلف غرائزنا واهوائنا علينا ان لا نسيء لدين الرب بارتكاب الخطايا كشرب الخمر والمسكر الذي نهى الرب عنه والذي يسيء الى مخلصنا يسوع ( فأذكروا ايها الاحباء ، ما انبأ به رسل ربنا يسوع المسيح ، حين قالوا ( سيجيئ في اخر الزمان مستهزئون يتبعون اهوائهم الشريرة . هم الذين يسببون الشقاق غرائزيون لا روح لهم . اما انتم ايها الاحباء ، فأبنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس )( يهوذا 17) .
مستوحى من كتاب(عودة السيد المسيح)
من فكر #المسيح_العائد
0 التعليقات: