البيان الحادي عشر لتلامذة المسيح العائد: النبي الكذاب
ايها الناس ،ان لكل جهة سياسيةٍ تخوض حرباً سلطةٌ تشريعية يتمثل بها رجل الدين الذي يحفز
الشعوب والمقاتلين على خوض القتال واعطاء الصبغة الشرعية من جهة وبان الله راضٍ عن
هذه الحرب ، وسلطةٌ تنفيذية تتمثل بالجيش والجنود اللذان يقومان بلوازم الحرب من
جهة اخرى ، والنبي الكذاب المذكورُ في
الانجيل هو الذي سيكون على رأس هرم الديانة المسيحية آنذاك فيعطي الشرعية لقتال جهة
الحق والمتمثلة بالمسيح له المجد وتلامذته المختارين وجنوده ، وقد جاء ذكر النبي
الكذاب في رؤيا يوحنا اللاهوتية ( ورأيتُ من فمِ الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة
ارواح نجسة شبه ضفادع فانهم ارواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل
المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء ) وايضاً قال
في نصٍ آخر من السفر المقدس ( فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه
الآيات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين
الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت )
فالوحش المتمثل بحلف الناتو سيقوم بتجهيز العدة
والعدد لقتال المسيح العائد لكي يضلَ حتى لو
امكنَ المؤمنين في هذه الحرب الملحمية ، ويستعين بالسلطة الدينية العليا لإعطاء
الصبغة الشرعية للحرب التي يشنها ضد المسيح وجنوده المخلصين ، لكن الآب سينصر ابنه
ليقيم دولة العدل والنور ويبدد الظلم والظلام .
ان الدور الذي
سيلعبه النبي الكذاب لهو دور مهم ومفصلي في تسيير ملامح المعركة الاخيرة بين جهة
الحق والباطل ، فلطالما كانت السلطة الدينية على
مر التأريخ سبباً لإراقة دماء الشعوب وحدوث النزاعات الدامية والقلاقل
الكبيرة بين الدول والبلدان ، فالناس تستمع الى كلام رجل الدين وتتعامل معه بقدسية
بالغة اكثر من اي انسان آخر ،على اعتبار انه المصدر الذي يربط الناس بالسماء في ظل
غياب الرجال الالهيين كالأنبياء والقديسين ، ولكن الحقيقة الغائبة ، وقد حذرنا
المسيح مراراً في الانجيل من السير الاعمى خلف رجال الدين ، ولأن السلطة الدينية بلا شك ستقاتل المسيح في
مجيئه الثاني وتجيش الجيوش من على كرسي المسيح المغصوب ، ولكن الآب بمقدرته
الكبيرة والمهيمنة على كل العالم سيكشف زيفهم من خلال ابنه المسيح الذي سيظهر
الحقائق المخفية وينتصر على الوحش واذنابه اللابسين ثياب الحملان وهم الذئاب في
حقيقتهم ، وسيطرحهم في العذاب الابدي كما شهد الانجيل في رؤيا يوحنا في هذا النص (
وابليس الذي كان يضلهم طُرِحَ في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب
وسيعذبون نهاراً وليلاً الى ابدِ الآبدين ) فالحذر الحذر والوعي قبل نصرة الاشرار لأن
الحرب خدعة ، ولكن هذه المرة سيخدع رجل الدين النبي الكذاب شعبه الذي اعطاه الثقة
والامان وسار خلفه كالأعمى دون تفكير .
0 التعليقات: