البيان الاول لتلامذة المسيح العائد :علامات الازمنة


لقد وضع لنا الكتاب المقدس شروطاً لمعرفة عودة ابن الانسان ومنها علامات الازمنة فقد جاء في سفر لوقا ((وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر ؟...فأجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يضلكم احد ..-الى ان قال- وسوف تسمعون بحروبٍ واخبار حروب انظروا ولا ترتاعوا لأنه لا بد ان تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد ، لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن)) فلطالما كانت الحروب احبتي سبباً لدمار وهلاك نفوس وارواح العالم لا سيما حين حصدت الحربين العالميتين الاولى والثانية ملايين البشر ونحن على اعتاب الحرب العالمية الثالثة ، واليوم لا تزال الدماء تسيل من ابناء شعوب العالم المظلومة وعلى يد الدول المتكبرة والمتغطرسة ، ناهيك عن حرب الاديان التي شغلت الدين المسيحي والملحدين من جهة اخرى ، ولو القينا الضوء على كل حرب نشبت في العقد الماضي او الذي قبله لضاق الوقت والورق ، اذن هي علامة متحققة بشكل واضح لا تخفى على ابسط الناس ثقافةً واقلهم اطلاعاً على وجه الأرض ،  واما المجاعات فهي الاخرى قد انتشرت بشكل فضيع حتى الفت انظار العالم والاعلام على حدٍ سواء منظر الهياكل العظمية للفقراء في افريقيا ومشاهد العوز الغذائي للأطفال الجياع الذين يموتون يومياً من قلة الغذاء في كل بقاع العالم وهذه المجاعات تمثل نسبة ثلث سكان العالم كما تشير الاحصائيات . واما الامراض والاوبئة فهي غنية عن التعريف التي تحصد ارواح ليس الآلاف بل الملايين من الناس حول العالم واليوم كل انسان على وجه الأرض معرض لان يصاب باحد الامراض المميتة  والتي وقف الطب عاجزاً عن علاجها مؤشر يضاف لمؤشرات تحقق العلامات التي ذكرها المسيح في انجيله والكتاب المقدس عموماً .

واما الزلازل فهي الاخرى مسألة لافتة للنظر مؤخراً ونقصد في السنوات الاخيرة التي شهدت زلازل عنيفة فتكت بالناس وحصدت ارواح الآلاف من البشر وسمعنا بظاهرة تسونامي التي اصبحت ظاهرة تهدد حياة سكان تلك الدول بشكل واضح  ، واننا بسبب انتشار القنوات الفضائية  والاعلام اصبحنا نرى كل يوم زلزال هنا وزلزال هناك وغيرها من البراكين والفيضانات وانزلاق التربة والاعاصير والتي يقف العلم والتكنولوجيا عاجز عن فهمها وايقافها ، الا يكفي ان تكون هذه هي البشارات التي وعد بها الآب في كتابه المقدس كي ننتظر مسيحنا العائد مخلصنا الفادي ، الا واننا نعلم جيداً ان افواه المشككين ستنطلق السنتها بالتكذيب والتشكيك بما نقول لأننا نعرف هذه الفئة من منتحلي محبة المسيح واتباع الكنائس ، هؤلاء الناس ديدنهم اثارة الشكوك تجاه علامات الازمنة ونراهم في كل عصر يثبطون عزيمة المنتظرين للخلاص على يد الرب لان مجيئ المسيح له المجد يهدد عروش الظالمين من رجال الدين والسياسة على حدٍ سواء، فنراهم كل حين يحاولون اقناع البسطاء والجاهلين على ان هذه الامور تحدث في كل عصر وان زمان عودة المسيح لم يحن بعد ناهيك عن انكارهم لعودته المادية الارضية بل يقولون بتحقق ملكته الروحية على الصليب ، وان حدوث هذه العلامات لا يندرج تحت باب العلامات والواضح انهم يناقضون انفسهم ويحاولون تشتيت فكر المسيحي المتأمل لمجيء يوم الرب ليدين العالم ، ونقول لهؤلاء المشككين : كفاكم تعتيماً على موضوع مجيء الرب وعلى تحقق علاماته التي باتت واضحة وضوح الشمس واننا منذ سنوات نسمع ليس المؤمنين فقط وانما عامة الناس ممن لديهم ابسط ثقافة في الكتاب المقدس ان انتشار المجاعات والحروب والامراض والاوبئة والزلازل هي امور ذكرها الرب في الكتاب منذ قرابة الفي عام وانها تحققت ولا زالت تتحقق وسيتحقق المزيد منها في قادم الزمن ، ولكنكم ايها المشككون تعلمون جيداً سبب صدور هذا الفعل منكم وهو خوفكم على مصالحكم وانشغالكم ببناء مباهج العالم الفاني ودفاعكم عن كراسي الجالسين مكان المسيح وهم رجال الكنيسة المراؤون اعداء المسيح  ، ولان الرب حين يأتي ليأخذ مملكته سيحاسب كل مغتصب لحقه وسيميز الخراف عن الجداء ،هوذا  المسيح له المجد آتياً على الابواب ليقيم مملكة الآب المنتظرة   فطوبى لمن آمن وقبل الخلاص على يدي القادم من عند الآب .
من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: