رموز الحكمة في الكتاب المقدس :حجر الزاوية






اليوم سنعرج على رمز مهم من رموز الحكمة المذكور في الكتاب المقدس على لسان المسيح له المجد الا وهو ( حجر الزاوية ) المقترن بقصة مثل الكرامين وقصة تسليم صاحب الكرم الذي سافر كرمه الى بعض الكرامين وعندما حان وقت الحصاد ارسل للفعلة او الكرامين الذين ائتمنهم على الكرم ارسل اليهم 3 رسل واحداً بعد واحد فطردوا رسل صاحب الكرم وبالغوا في الاساءة اليهم وتجريحهم وتقريعهم ، واخيراً ارسل اليهم ابنه الحبيب الذي هو محل بحثنا وهذا الابن تم ارتكاب افظع جريمة بحقه حين قتل على يد الفعلة واريق دمه ظلماً ليس لسب الا لكونه وارث الكرم بنص تعبير الانجيل على لسان الفعلة ..وهذا الابن هو حجر الزاوية وقيل في الكتاب " الحجر الذي رفضه البناؤون صار رأس الزاوية
 مصطلح حجر الزاوية يرتبط بموضوع البناء والعمارة في الازمنة القديمة حيث كان يعتمد كأساس رئيسي في عمران البيوت والمنازل في العهود القديمة حين عرف الانسان تقنيات البناء البدائية وليس مثل التطور الذي حدث لاحقاً في هذا المجال ، فأسس البناء بالشكل الذي نعرفه جميعاً اليوم والتي عليها تقوم هندسة العمارة العالمية لم تكن معلومة لدى شعوب العالم القديم الا بعض الحضارات المتطورة من ناحية الاعمار والبناء ، اما قديماً فان مصطلح " اساس البناء" كان يستعاض عنه بمصطلح " حجر الزاوية " بالنسبة للمهندسين او المعماريين القدامى ، ولما كان حجر الزاوية هو اهم عنصر لقوام البناء المتين في ذلك الزمان استخدمه المسيح له المجد كمادة دسمة لإثارة قضية مفصلية تعتبر من القضايا التي تكررت عبر التاريخ وهي رفض المصلحين الالهيين المرسلين من السماء بالنسبة لعامة شعوب الأرض التي خلقها الله على هذا الكوكب منذ ابونا آدم والى اليوم . فالمصلح الالهي الذي وظيفته الاساسية دائماً في تقويم الاعوجاج الحاصل في المسيرة الانسانية في الغالب يواجه هذه الموجة العارمة من الرفض والتكذيب والطعن والاتهام والمحاربة بكافة اطياف المجتمع الذي قلما يتفق على شيء او موضوع معين مثل اتفاقه على رفض الرجال المصلحين الالهيين . ان الرجل المرموز له بحجر الزاوية في المثل كان يعني في ذلك الزمن يسوع له المجد الذي رفضه المتجمع اليهودي آنذاك بقيادة رجال الكهنوت المتعصبين وقدموه للحكام كي يدينه فهو ابن الرب الحبيب الذي ارسله ليخلص العالم فرفضه العالم !.... واما في الازمنة الاخيرة فأن حجر الزاوية يمثل المسيح ابن الانسان في عودته الى الأرض وستتكرر القصة ذاتها كما حدثت في المجيء الاول مع اختلاف النتائج النهائية
وهؤلاء الكرامين هم الد اعداء الدعوات الالهية على مر العصور والازمان وكانوا دائماً يقودون تلك الحملة الشعواء ويؤلبون الرأي العام وبكل ضراوة ضد المصلح السماوي على الرغم من انهم يرتدون ثياب القادسة والابوة  والرعاية لمصالح الله والسماء ، هم بالأساس لديهم سلطة دينية يتلقفوها مباشرةً بعد رحيل المصلح الإلهي واختفائه من الساحة سواء بالموت او الرحيل او غيره ، النتيجة واحدة ان المصلح على ارض الواقع ليس موجود بشخصه يدير دفة الأمور وان كان اثره موجود من كلام او وصايا كما حصل مع المسيح له المجد حيث انه بمجرد ان رحل عن الساحة في عصر المجيء الاول ظهرت بعد مرور عدة قرون مجامع الآباء تلك المؤتمرات التي غيرت الايمان المسيحي وثبتت العقائد المؤسسة لشق وحدة الصف وشقت الكنيسة الى شرقية وغربية التي نعاني الى اليوم بسببها في عالمنا ، والكلام ذاته ينسحب على المعبد اليهودي حيث نلاحظ الانحراف الواضح في جسد الايمان في زمان يسوع له المجد بسبب ما بدله الكهنة والكتبة والفريسيين من الناموس جيلاً بعد جيل ، هي نتيجة طبيعية اذن لسلسلة احداث تحصل بمجرد رحيل الرجل الإلهي القادم من السماء لاصلاح الأرض وقيادة العالم .
ان المسوغ او الدافع لقتل المصلح الإلهي من قبل اولئك الكرامين او رجال الدين هو لانهم يعلمون جيداُ ويقيناً ان الذي يقف امامهم انما هو الوارث الحقيقي للكرم ، والكرم هو الدين وهؤلاء اؤتمنوا على الامانة فخانوا الامانة ، وهم يعلمون جيداً ان ابن صاحب الكرم هو الاثقل وزناً بين المصلحين المرسلين من قبل فأن معاناته اشد ومصيبته اكبر واعظم من ناحية تراكم الخبرات لدى الكرامين المخادعين الماهرين في كيفية محاربة الدعوات الاهلية حيث انهم يعلمون ان الحل الامثل لإبعاد خطر تهديد فقدان الزرع والكرم الذي تنعموا به لقرون من الزمن هو في قتل الوريث الشرعي الحقيقي ، ومن دون قتله فان الامور ستفلت من بين ايديهم وسينسحب البساط من تحت اقدامهم ويخسروا العروش الملكية التي جلسوا عليها باسم الرب وباسم الدين وبثوب القداسة الذي سرقوه من المسيح  له المجد .
ورغم ان النتيجة الظاهرية كانت سلبية بالنسبة لصاحب الكرم لأنه خسر ابنه الحبيب في سبيل استرجاع حقه المسلوب الا ان مآل الامور لاحقاً كانت لصالح دعوة الحق حيث تم القضاء على كل من سلب حق الرجل الالهي وتم وضع الضحية ابن صاحب الكرم تاجاً على رؤوس الرافضين للحق وتم تكريمه ايما اكرام لأجل تلك التضحية العظيمة التي ابداها في سبيل ارث والده وهو المعنى المراد من " حجر الزاوية "
 ومن الجدير بالذكر ان حجر الزاوية في الازمنة الاخيرة يمثل المسيح ابن الانسان في عودته الى الأرض وستتكرر القصة ذاتها كما حدثت في المجيء الاول مع اختلاف النتائج النهائية ، فان الآب سيرسل ابنه الحبيب اي المسيح ابن الإنسان مجدداً للعالم ومعه الأدلة المؤيدة والتي يثبت من خلالها انه منقذ الأرض ومخلصها الذي تحدثت عنه النبوءات في العهد القديم والجديد ، ولكن هذه المرة لن تكون الأدلة المعجزات والعجائب التي صنعها يسوع له المجد في الزمان الاول حين قام بشفاء المرضى والعمي واصحاب العاهات واحيى الموتى واطعام 10 آلاف رجل في مكان واحد وساعة واحدة ، لان صناعة المعجزات واقامة العجائب في الزمان الأخير يكون ضمن ادلة المسحاء الدجالين ويصنعها شخص ضد المسيح الذي يحاول ان يتقمص شخصية الراعي الصالح المخلص ،كما وصف المسيح له المجد في الانجيل : ( لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضاً )  لهذا فان سلاح ابن الرب هذه المرة ستكون الأدلة العلمية ومعرفة اسرار الكتاب المقدس وكشفه لخفايا رموزه المطوية بين طيات الانجيل بكافة اسفاره ، ولهذا سيرفضه البناؤون او سارقي الكرم مجدداً تماماً كما فعلوا في الزمان الأول وسيقفون ضده ويحابونه اشد الحرب ويحاولون تفنيد الادلة العلمية التي يأتي بها للعالم ويقولون انه رجل دجال وكاذب حاشاه لأنه ابن الرب القدوس ، وسيحاولن ان يكرروا ذات الفعل بالوشاية به للحاكم وتقديمه للصليب .
واما المقصود من قول المسيح له المجد عبارة "  ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه " فيقصد به . ان  – اي ابن صاحب الكرم – انه من يسقط عليه يسحقه فهو الوصف دقيق للغاية ويشير الجانب العلمي والثقل المعرفي الذي سيتميز به مسيحنا المخلص في مجيئه الثاني وعودته الميمونة الى الأرض كدليل على صدقه واحقيته بالملكوت الالهي يكون بمثابة الحجر الرصين والصخرة العظيمة التي تحطم كل من يقف امامها ويعرقل مسيرتها في قيادة العالم وتأسيس مملكة الخلاص المرتقبة فالجانب العلمي لا يمكن لأي احد ان يرده او يشكك فيه لان المعركة ستكون بالأسلحة المعرفية ومن يريد ان يرد علم المسيح العائد عليه ان ياتي بدليل على رده من خلال الكتاب المقدس وليس من خلال التسقيط والاتهام بالتجديف والهرطقة ، ولقد اختار المسيح هذا الوصف فشبه له المجد لهم مقامه المبارك بحجر الزاوية والمح لهم بانه اذا ما سقطوا عليه اي يحاولون النيل منه يتكسرون من علمه وهيبته واما اذا سقط عليهم اي جاءهم للعقاب سيسحقهم ويدينهم دينونة عظيمة فالعالم في زمان المجيء الثاني الذي نعيشه اليوم لم يعد مثل السابق لان الكلمة في الشرق تنتقل اسرع من الصوت الى الغرب ، وسيثبت المسيح ابن الانسان انه سيد العالم ووريث مملكة الآب ويسقط كل الاقنعة المزيفة التي اخذت مملكته غصباً وخدعت الجميع بانها الوريثة الحقيقية مملكة المسيح في حين ان اصحابها هم في الحقيقة امتداد لأولئك الكرامين المنتفعين بكرم الآب .

من فكر المسيح العائد

هناك تعليق واحد:

  1. نبشركم بظهور المعزي الذي وعد به يسوع في الاصحاح السادس عشر . https://www.saviortv.tv/Video/1/ وهذا رابط لبعض لبرامج التي تبثها قناة المنقذ العالمي

    ردحذف