من هي المرأة المتسربلة بالشمس؟

  المرأة المتسربلة بالشمس 



فك رموز *رؤيا يوحنا اللاهوتي*




 نبدأ من هذا المقطع الذي يقول يوحنا فيه :

{1 و ظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس و القمر تحت رجليها و على راسها اكليل من اثني عشر كوكبا* 2 و هي حبلى تصرخ متمخضة و متوجعة لتلد* 3 و ظهرت اية اخرى في السماء هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على رؤوسه سبعة تيجان* 4 و ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض و التنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت* 5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد و اختطف ولدها الى الله و الى عرشه* 6 و المراة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك الفا و مئتين و ستين يوما* 7 و حدثت حرب في السماء ميخائيل و ملائكته حاربوا التنين و حارب التنين و ملائكته* 8 و لم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء* 9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض و طرحت معه ملائكته* 10 و سمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الان صار خلاص الهنا و قدرته و ملكه و سلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا و ليلا* 11 و هم غلبوه بدم الخروف و بكلمة شهادتهم و لم يحبوا حياتهم حتى الموت* 12 من اجل هذا افرحي ايتها السماوات و الساكنون فيها ويل لساكني الارض و البحر لان ابليس نزل اليكم و به غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا* 13 و لما راى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المراة التي ولدت الابن الذكر* 14 فاعطيت المراة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا و زمانين و نصف زمان من وجه الحية* 15}
( رؤيا 12 :1-15)
المرأة المقصود منها هي الدعوة الالهية التي سيأتي بها المسيح له المجد في الزمان الاخير والشمس هو القديم الأيام الذي ذكر في رؤيا دانيال والذي سيعطي المسيح مجده وملكوته .
((القديم الأيام)) هو شخصية ذكرت في الكتاب
انه سيمد المسيح بالمجد والملكوت في
المجيء الثاني لنقرا سفر دانيال لكي نقترب
من التعرف عليه : (كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الأيام
لباسه ابيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي
وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة .. نهر نار جرى وخرج من قدامه . الوف الوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه . فجلس الدين وفتحت الأسفار ..
-الى ان قال – كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل
ابن انسان اتى وجاء الى القديم الأيام فقربوه قدامه
فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة . سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ) دانيال 7 : 9 ، 13 – 15 . هذا النص يعرفكم من هو القديم الأيام لمن لم يقرا سفر دانيال .. طبعا الواضح من النص انه شخصية بارزة سيكون لها
الدور الكبير في عصر المجيء الثاني وكما قال
السفر ان الوف الوف تخدمه ومئات الشعوب ستسلم لحكمه وملكه هو يتصف بالقوة والحزم والدليل قول
النبي دانيال ان عرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة
كذلك .. هذه اول صفة من صفاته .. اما الصفة الثانية فهو انه سيسلم الحكم والملك الى
المسيح نفسه .. والدليل قوله ( مع سحاب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى
القديم الأيام فقربوه قدامه فاعطي سلطانا ومجدا ..) فمن الذي اعطى السلطان والمجد والملك الى
المسيح او مثل ابن الانسان والذي فصلناه في مواضيع سابقة وقلنا انه يمثل السيد المسيح في مجيئه الثاني او هو شبيه المسيح .. من الذي اعطاه ملكا ؟؟... انه القديم الأيام بنص هذا السفر .
وربما تستغربون وتقولون: نحن نعلم جيدا ان المسيح وحده هو من سيملك في
المجيء الثاني وانتم تقولون ان النبؤات ستتحقق على يديه وانه سيقيم مملكة الآب العادلة وما الى ذلك ..
فما معنى ان هنالك شخصية اخرى يكون لها دور كبير في المجيء الثاني او كما قلت ان المسيح سيستلم
منه المملكة ؟

فنقول.. اكيد المسيح هو الملك .. الملك المرتقب والمدخر منذ سالف الزمان .. لكن هذا لا يمنع من وجود شخصية اخرى تكون الى
جنبه ولها دور بارز مثل دور المسيح في القيادة
واستلام العرش هذا اولا ..ثانيا لا نستطيع نحن
كمحبين ومؤمنين بالمسيح المخلص وانه الملك
المدخر المخلص للشعوب لا نستطيع ان نرفض نصوص صريحة بوجود هذه الشخصية ؟...فشخصية قديم
الأيام من الشخصيات البارزة والصريحة بنص الكتاب ... والغريب ان المفسرين للكتاب المقدس وانا اطالع
كتاباتهم ومؤلفاتهم يقولون ان القديم الأيام
هو الله !...نعم لا تستغربون يقولون انه الآب
او الله .. وانا اقول لهم ولمن يؤمن بهذه التفسيرات
الغريبة : هل ان الرب يرى ويوصف مثل البشر فيقال عنه ان
لباسه ابيض كالثلج او شعر رأسه كالصوف النقي
وما الى ذلك من الصفات المادية التي لا يوصف بها
الرب الخالق .. ان الله ليس قديم الأيام فهو الذي خلق السماء والأرض في ستة ايام ولم تبدا الأيام الا بعد ان خلق السماء
والارض وبدأ الزمان ، فالزمان قد ولد بمعية السماء
والأرض وقبل ذلك الآب كان موجودا فوجوده ازلي
لا مبتدأ ولا نهاية له فكيف يوصف بما يوصف به
البشر ؟...طبعا هذا
غير معقول ولا يقبله العقل ولا المنطق
ولا يقنع عالم ولا جاهل .. انظروا ما يقوله القمص تادرس يعقوب ملطي
في تفسيره للكتاب : (يتحدث هنا عن الله كديان، يدعوه "القديم الأيام"،
ليؤكد أنه ليس شيء من الأحداث الماضية تفلت من
بين عينيه. أنه الديان الأزلي، لكنه في طول أناته ينتظر الوقت
المناسب. أنه منذ بدء خلقتنا يقدم لنا الفرص للتمتع بمراحمه،
ومنذ سقوطنا يترقب رجوعنا إليه، لكنه يأتي وقت
يجلس فيه على عرش الدينونة ليحكم بالعدل والبرّ. ) هذا كلام مع احترامنا للقمص غير صحيح فأن
الله لا يجلس على العرش مثل البشر ليحكم بل ان
الآب خلق الانسان كخليفة له في الأرض هو من
يجلس على العرش المادي .. ان العرش الملكوتي او السماوي هو لله الواحد .. ينما تكون مهمة الانسان ان يقيم مملكته العادلة التي لا يظلم فيها احد من بعد ..واختار لقيادته المسيح له
المجد بالأضافة الى القديم الأيام
ان هذا الشخص(القديم الايام)
حيث يكون له ثقل في زمن المجيء الثاني وله
دور بارز في تثبيت مملكة الرب المرتقبة كما
جاء في النص:
(حتى جاء القديم الأيام وأعطي الدين لقديسي العلي وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة ..) دانيال 7 : 22
ونأتي الان لتوضيح العلاقة بين الشمس والقمر .. كما قلنا ان الشمس هي القديم الأيام ، اما
القمر فهو المسيح وكما قلنا انه سيسلتم المجد
والملكوت من القديم الأيام ، وهنالك علاقة
وثيقة بين المسيح والقديم الأيام وهي تماما مثل
علاقة الشمس بالقمر ، فنحن نعلم ان العلم اثبت ان
القمر يستمد نوره من الشمس وان ضوءه الذي يسطع في الليل هو انعكاس لضوء الشمس مثل المرآة على الساكنين على الأرض ، فكذلك الحال بالنسبة الى
المسيح وقديم الايام حيث ان قديم الايام هو من
يعطي المسيح المجد والملكوت وليس هذا فحسب بل ان المسيح في مجيئه الثاني سيستمد نوره وهو
يعني العلم من القديم الأيام وهو من سيعلمه كل
هذه العلوم التي يطرحها كدليل على صدق دعوته
ولمن يريد ان يصدق به .. والنور يرمز الى العلم دائما فيقال العلم نور والجهل ظلام .. وهذا معنى الربط بين القمر والشمس وقضية
المجيء الثاني .

وهنالك دليل من العهد القديم على قضية الربط بين
الشمس والقمر وقضية المسيح وقديم الأيام .. هو مقتبس من نص موجود في سفر التكوين في قصة يوسف النبي مرة اخرى : (ثم حلم ايضا حلم آخر وقصه على اخوته فقال اني قد حلمت حلما ايضا واذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي وقصه على ابيه وعلى اخوته ، فأنتهره
ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت هل نأتي انا
وامك واخوتك لنسجد لك الى الأرض فحسده اخوته ؟) التكوين 37 : 9 -11 ، اقول من هذا النص يتبين ان رمز الشمس والقمر
في رؤى الكتاب المقدس يرمز الى بعض الشخصيات المقدسة وهنا نرى جليا ان الشمس في رؤيا يوسف
تعني ابوه النبي يعقوب والقمر تعني امه والكواكب الأثني عشر تعني اخوته .. هذا اولا .. وطبعا ان رؤيا يوحنا تختلف عن رؤيا يوسف مع وجود الربط الواضح بينهما ، لأن الشمس هنا تعني شخصية مقدسة بمستوى النبي يعقوب او مقاربة له والقمر
كذلك ، والدليل الثاني هو نص من نفس سفر يوحنا
ويقول فيه ان مجد الرب
هي الشمس والقمر هو المسيح يقول : (والمدينة لا تحتاج الى الشمس ولا الى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد انارها والخروف سراجها ) وهذا دليل آخر على ما ذهبت اليه ان المسيح يمثل
القمر في رؤيا يوحنا والشمس هو القديم
الأيام ..وكما كانت الشمس والقمر ورؤياهما
دليلان على صدق نبوة يوسف في العهد القديم
فبنفس الكيفية يكونان دليلا على صدق دعوة المسيح
المخلص في المجيء الثاني .. وهذا هو التجديد الذي تحدث عنه المسيح واشار اليه في انجيله .

وهذا هو التجديد الذي تحدث عنه المسيح واشار اليه في انجيله . والتجديد هو مفهوم ذكره المسيح في النص التالي : (اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الأنسان على كرسي مجده
تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا
تدينون اسباط اسرائيل الأثني عشر )
متى 19 : 28 .. ويعني به مفهوم اعادة الاحداث التي حدثت في العهد القديم والجديد لتعاد في زمن مجيئه الثاني .

هذا هو التجديد ان افعال واحداث وقعت مع المسيح
في مجيئه الاول تعاد وتتكرر وفق حكمة الهية وهدف سامي في عصر مجيئه الثاني قبل ان يقيم حكومته
ومجده وليس العهد الجديد فقط بل العهد القديم
كذلك . اقصد الاحداث التي حصلت مع انبياء العهد القديم
ومثالها ما ذكرناه من قصة النبي القديس يوسف
وربطها بقضيتنا المقدسة قضية المسيح المخلص في الزمن الاخير وبعد ان وضحنا معاني الشمس والقمر كرموز كتابية ، نقول ان الكواكب الأثني عشر تشير الى تلاميذ
المسيح في المجيء الثاني والذين سيرسلهم الى
العالم ليكرزوا ويبشروا بمجيئه من جديد ، كما كانت
مهمة التلاميذ الاوائل ومن ستقع على عواتقهم مهمة نشر الدعوة والتمهيد لأقامة مملكته العادلة التي
يستحقها والتي
ترقبها العيون الساهرة والمحزونة منذ الآف السنين
واثبتنا من خلال النص الانجيلي حقيقة ما نقول حيث
يقول المسيح : (اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده
تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا
تدينون اسباط اسرائيل الأثني عشر )
متى 19 : 28 . وقلنا ان المقصود من عصر التجديد وعصر ابن الانسان هو المجيء الثاني بالتحديد.

اما المقطع التالي يقول يوحنا (وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد –
الى ان قال.. فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد ..) طبعا المرأة التي قلنا انها القضية الألهية سوف
تتمخض لتلد من ؟..تلد المسيح ابن الانسان
وهو الذكر العتيد الذي يرعى الامم بعصا من
حديد وقد قلنا في ان دعوة يسوع المسيح كانت تقوم على اساس التسامح والسلام والمودة في جميع
مفاصلها من البدء حتى تسليمه الى السلطة والحكم
عليه اما المسيح في دعوته في الزمن الاخير فإنها
تختلف حيث ستمر دعوته في اول بزوغها باللين والحكمة والمسامحة لكن في ذات الوقت ستأتي
مرحلة صعبة حين يكذب الناس ويقتلون اصحابه
ويعذبونهم
ويشردونهم
في البلدان حين ذاك سيحمل سيف ونارا كي
يذيق المعاندين والجاحدين اشد انواع العذاب
والحساب العسير فلا مجال للمسامحة من بعد وهو معنى انه سيرعاهم بالعصا الحديدية اشارة الى
القوة والبأس الشديد. 

هناك تعليق واحد:

  1. كل الادله التي ذكرت تدل على الشمس هو عيسى والقمر هو الشخص الذي يستمد نوره من الشمس الذي هو عيسى لان عيسى اعظم شأن من الشخص الذي يستمد نوره منه الذي هو القمر فحسابك غلط رغم استدلالاتك صحيحه واستنتاجاتك خطأ

    ردحذف