الدينونة

 الدينونة


 

من فكر #المسيح_العائد


الدينونة هي مجيء المسيح في الزمان الأخير بمجد ابيه ليحاكم الناس ويقيم عدل الرب على كل المسكونة ، وهو يوم الرب العظيم الذي سيكافئ فيه الأبرار فيدخلهم في فردوسه الأبدي ، ويعاقب الأشرار ليدخلهم في الهاوية المهلكة ، والدينونة تعني الحساب لكل انسان على ما فعل ، وهو يوم فرح الأبرار في الأرض والملائكة في السماوات لأن العدل والأمن والسلام ينتشر في كل بقعة من بقاع العالم ، فقد جاء في سفر اخبار اليوم الاول
(لتفرح السموات وتبتهج الارض ويقولوا في الامم الرب قد ملك. ليعج البحر وملؤه ولتبتهج البرية وكل ما فيها. حينئذ تترنم اشجار الوعر امام الرب لأنه جاء ليدين الارض )
وفي نفس الوقت فهو يوم العذاب والعقاب لمن وقف بالضد من الرسل الإلهيين ودعوة المسيح وانصاره المختارين ، حيث جاء في المزمور السابع للنبي داوود (قم يا رب بغضبك ارتفع على سخط مضايقي وانتبه لي ، بالحق اوصيت ، ومجمع القبائل يحيط بك فعد فوقها الى العلى ، الرب يدين الشعوب ، اقض لي يا رب كحقي ومثل كمالي الذي في)
والدينونة هي الحدث الأخير ونقطة لنهاية عالم الظلام وبداية عالم النور والسلام والحق والمحبة ، وتمييز الخراف اتباع الراعي الصالح من الجداء اللاتي ترمز للمتخاذلين بالنسبة للمسيح ودعوته ، جاء في الانجيل المقدس : (ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.) الى ان يقول (ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لإبليس وملائكته )
و هذه المشاهد تمثل الدينونة الاولى التي يعقبها حكم المسيح لمدة الف سنة من السلام والعدل والرفاهية كما اشار الى ذلك الكتاب (ورأيت عروشا فجلسوا عليها واعطوا حكما ورأيت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة. واما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الالف السنة هذه هي القيامة الاولى. مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه الف سنة ) .
اما ابليس عدو الانبياء والقديسين فسيناله عذاب كبير ويدان الدينونة الكبرى فيطرح في الهاوية الى ان تتم الألف سنة كما ذكر يوحنا (ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيده الف سنة وطرحه في الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ) ، بالإضافة الى ذلك كله سيكون هنالك لتلامذة المسيح الاثني عشر الدور المهم في الدينونة الى جنب معلمهم المسيح فيدينون العالم بحسب المهمة المناطة اليهم في ملكوت الرب الى جنب المسيح ابن الإنسان ، وقد قيل في الإنجيل على لسان يسوع المسيح (الحق اقول لكم: انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر. ) ، فيا ترى هل سينجو اكثر المسيحيين في العالم في ذلك اليوم العظيم ويكافؤوا بالفردوس الخالدة امام محكمة الرب ام ان القلة القليلة هي من ستصمد وتنجح في عبور الامتحانات الصعبة والتجارب العسيرة ؟!!! .

0 التعليقات: