المدينة الزانية
المدينة الزانية
ولكي تتوضح صورة تلك المدينة التي ستتلقى تلك الضربات وتستقبل العذاب الحتمي قبيل مجيء المسيح نقرأ صفاتها المذكورة في السفر ، فمن هي المدينة يا ترى التي تعد اكثر المدن القريبة من منطقة ظهور المسيح وتتميز بكثرة الأعراق والألسنة والاديان والملل ؟...ان تلكم الصفات هي اقرب ما يكون لبلاد الرافدين مهد الحضارات الانسانية القديمة ، حتى قيل عنه انه " بؤرة انصهرت فيها حضارات العالم القديم " والعراق خلط الغرب بالشرق او ما يسمى ب"الأيكومين الحضاري" وبابل هي اقرب ما تكون لبغداد في الوصف الكتابي ، والدليل انها وصفت انها (لأنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الامم وملوك الارض زنوا معها وتجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها ) (رؤيا 18 : 3 )، وبالتالي فهي الأبرز من بين المدن التي شهدت نشوء ممالك عديدة عليها وحكومات متعاقبة تأريخيا" ، ومعنى الزنا هو اقامة علاقة بغير وجه حق والمراد من زنا الملوك في هذه المدينة كناية عن تعاقب الملوك في احتلالها واسقاطها بغير وجه حق بل غصبا" وتجنيا" وعدوانا" ، طمعا" في الملك والنعيم الذي فيها والخيرات التي في العراق عموما" وهيبة وبهاء بغداد خصوصا" ، وهذا هو هدف الأحتلال على مر العصور ، وقد يقول قائل كيف نربط سقوط بغداد بظهور المسيح وقد مرعلى سقوطها اكثر من عشر سنوات ؟!...والجواب يكون ان بغداد تعرضت الى احتلال وسقوط بمرات عديدة عبر التأريخ والأحتلال الأخير هو علامة خاصة للعراق بقرب مجيء المسيح ، اذ اننا وجدنا ان الكتاب المقدس في سفر الرؤيا يشير الى سقوطين ستشهدان لمدينة بابل قبيل ظهور المسيح وليس سقوط واحد ، مرة قال يوحنا : (ثم تبعه ملاك اخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لانها سقت جميع الامم من خمر غضب زناها )
( رؤيا 14 : 8) ، ومرة اخرى قال : (وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنا لشياطين ومحرسا لكل روح نجس ومحرسا لكل طائر نجس وممقوت ) (رؤيا 18 : 2) ، وهنا يكون السؤال : لماذا ذكر السفر سقوط بابل مرتين ؟...وما هو المغزى من التكرار ؟...هل ان الرب يكرر كلامه اعتباطا" وبلا معنى ولا حكمة مثل البشر ؟..هذا خلاف ما علمناه وتعلمناه ان كلام الرب ليس ككلام البشر ، فهو حكيم وبليغ ومترابط ومتكامل ولا نقص ولا خلل ولا تكرار فيه ، ولنلخص كلامنا هنا في ادلة تعرض مدينة بابل او بغداد لسقوطين من خلال التالي :
1. قول الملاك كلمة "سقطت" مرتين بقوله : ( سقطت سقطت) وهي اشارة مبطنة لتعرض بابل لسقوطين قبيل المجيء الثاني للمسيح .
2. تكرار تعبير سقوط بابل في اصحاحين مختلفين في سفر الرؤيا هما اصحاح 14 ، 18 ..وهذه اشارة اخرى على علامة سقوط المدينة مرتين لا مرة واحدة .
وبهذا ينتفي عندنا الأشكال القائل بعدم جدوى اعتبار سقوط بغداد الأول عام (2003)على يد امريكا ذو علاقة بالمجيء على اساس انه علامة مرت ولم يحدث المجيء ، فقد اثبتنا من خلال الربط بين آيات الكتاب ان الرب يشير الى سقوطين للمدينة يحدثان قبل المجيء ، الا ان السقوط الثاني اشد من الأول لأعتبارات عديدة ، اهمها ان السقوط المذكور في الأصحاح 14 لم يعطي تفاصيل كثيرة حول آلية السقوط او الخسائر التي ستتعرض لها المدينة بابل ، بل اكتفى بالأشارة الى السقوط بينما في الأصحاح 18 ذكر سقوطها مع تفاصيل الغضب الألهي الذي سيحل عليها اضافة" الى ذكر ملامح الخسائر ونياحة التجار عليها :
(و صرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة و صارت مسكنا لشياطين و محرسا لكل روح نجس و محرسا لكل طائر نجس و ممقوت لانه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الامم و ملوك الارض زنوا معها و تجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها ، ثم سمعت صوتا اخر من السماء قائلا اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها و لئلا تاخذوا من ضرباتها لان خطاياها لحقت السماء و تذكر الله اثامها جازوها كما هي ايضا جازتكم و ضاعفوا لها ضعفا نظير اعمالها في الكاس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا بقدر ما مجدت نفسها و تنعمت بقدر ذلك اعطوها عذابا و حزنا لانها تقول في قلبها انا جالسة ملكة و لست ارملة و لن ارى حزنا من اجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت و حزن و جوع و تحترق بالنار لان الرب الاله الذي يدينها قوي و سيبكي و ينوح عليها ملوك الارض الذين زنوا و تنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها واقفين من بعيد لاجل خوف عذابها قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك و يبكي تجار الارض و ينوحون عليها لان بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد بضائع من الذهب و الفضة و الحجر الكريم و اللؤلؤ و البز و الارجوان و الحرير و القرمز و كل عود ثيني و كل اناء من العاج و كل اناء من اثمن الخشب و النحاس و الحديد و المرمر و قرفة و بخورا و طيبا و لبانا و خمرا و زيتا و سميذا و حنطة و بهائم و غنما و خيلا و مركبات و اجسادا و نفوس الناس و ذهب عنك جنى شهوة نفسك و ذهب عنك كل ما هو مشحم و بهي و لن تجديه في ما بعد تجار هذه الاشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من اجل خوف عذابها يبكون و ينوحون و يقولون ويل ويل المدينة العظيمة المتسربلة ببز و ارجوان و قرمز و المتحلية بذهب و حجر كريم و لؤلؤ لانه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا و كل ربان و كل الجماعة في السفن و الملاحون و جميع عمال البحر وقفوا من بعيد و صرخوا اذ نظروا دخان حريقها قائلين اية مدينة مثل المدينة العظيمة و القوا ترابا على رؤوسهم و صرخوا باكين و نائحين قائلين ويل ويل المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت افرحي لها ايتها السماء و الرسل القديسون و الانبياء لان الرب قد دانها دينونتكم و رفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة و رماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة و لن توجد فيما بعد و صوت الضاربين بالقيثارة و المغنين و المزمرين و النافخين بالبوق لن يسمع فيك فيما بعد و كل صانع صناعة لن يوجد فيك فيما بعد و صوت رحى لن يسمع فيك فيما بعد و نور سراج لن يضيء فيك فيما بعد و صوت عريس و عروس لن يسمع فيك فيما بعد لان تجارك كانوا عظماء الارض اذ بسحرك ضلت جميع الامم)( رؤيا 18 : 2 . . 24).
وفيها وجد دم انبياء وقديسين وقد لاحظ العالم ان سقوط بغداد الاول كان تأريخيا" بالنسبة للعراق والشرق الأوسط عموما" فقد غير خارطة المنطقة كما قلنا ، وقد كبد العراق خسائر كبيرة بسبب تهديم البنى التحتية وتوقف التجارات والمعامل والمصانع والزراعة والتجارة بشكل عام وحتى التعليم وتراجع العراق الى عقود للوراء بسبب الحرب تلك ، الا ان المنظار الحقيقي ان العراق كان يرزح تحت الفقر والعوز والتخلف والرجعية بسبب النظام الحاكم قبل السقوط ، فقد كان من اغنى البلدان وشعبه من افقر الشعوب ، لذلك لم تحزن اكثر فئات المجتمع العراقي بالصورة التي صورها الكتاب المقدس ليوم السقوط الذي ستشهده بابل الأخيرة ، مما يثبت صحة ما قلناه ان هنالك سقوط ثاني ستتعرض له مدينة بغداد ويكون بعد ان ينهض العراق وخصوصا" بغداد عاصمة بلاد الرافدين وتسير عجلة التقدم من نواحي عديدة في التجارة والصناعات المختلفة والعمران والبناء والتطور على كافة الأصعدة وستصبح بغداد اشبه بعاصمة الدنيا في يوم من الأيام ، وبينما هي في ذروة المجد والعلو والزهو والسؤدد واذا عذاب الرب يأتيها على حين غرة بسبب سوء عمل اهلها الا من كان على عهد الله وهم القلة من شعب الله الذي امره ان يخرج منها قبل دينونتها . وبهذا يكون السفر الذي يتحدث عن ذلك النوح الذي تنوحه القبائل والأمم والتجار على مدينتهم لن يكون مصداقا" واقعيا" الا بعد ازدهار بابل او بغداد بحيث تكون خسارتها كبيرة قبل مجيء المسيح .
ومن المناسب هنا ان نذكر بعض من النصوص التوراتية المشابه الى حد كبيرما ذكره يوحنا في سفره حول سقوط بغداد او بابل لتتوضح الصورة اكثر ولنعلم حتمية هذا الوعد الألهي بعذاب وخراب بغداد :
1.( «اِنْزِلِي وَاجْلِسِي عَلَى التُّرَابِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ ابْنَةَ بَابِلَ. اجْلِسِي عَلَى الأَرْضِ بِلاَ كُرْسِيٍّ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ نَاعِمَةً وَمُتَرَفِّهَة)ً.
2. (خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقًا. اكْشِفِي نِقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ)
3. (تَنْكَشِفُ عَوْرَتُكِ وَتُرَى مَعَارِيكِ. آخُذُ نَقْمَةً وَلاَ أُصَالِحُ أَحَدًا).
4 .(فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ)
5. (اجْلِسِي صَامِتَةً وَادْخُلِي فِي الظَّلاَمِ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ سَيِّدَةَ الْمَمَالِكِ)
6.(غَضِبْتُ عَلَى شَعْبِي. دَنَّسْتُ مِيرَاثِي وَدَفَعْتُهُمْ إِلَى يَدِكِ. لَمْ تَصْنَعِي لَهُمْ رَحْمَةً. عَلَى الشَّيْخِ ثَقَّلْتِ نِيرَكِ جِدًّا)
7.( وَقُلْتِ: إِلَى الأَبَدِ أَكُونُ سَيِّدَةً! حَتَّى لَمْ تَضَعِي هذِهِ فِي قَلْبِكِ. لَمْ تَذْكُرِي آخِرَتَهَا)
8.(فَالآنَ اسْمَعِي هذَا أَيَّتُهَا الْمُتَنَعِّمَةُ الْجَالِسَةُ بِالطُّمَأْنِينَةِ، الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. لاَ أَقْعُدُ أَرْمَلَةً وَلاَ أَعْرِفُ الثَّكَلَ)
9.(فَيَأْتِي عَلَيْكِ هذَانِ الاثْنَانِ بَغْتَةً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: الثَّكَلُ وَالتَّرَمُّلُ. بِالتَّمَامِ قَدْ أَتَيَا عَلَيْكِ مَعَ كَثْرَةِ سُحُورِكِ، مَعَ وُفُورِ رُقَاكِ جِدًّا)
10.( وَأَنْتِ اطْمَأْنَنْتِ فِي شَرِّكِ. قُلْتِ: لَيْسَ مَنْ يَرَانِي. حِكْمَتُكِ وَمَعْرِفَتُكِ هُمَا أَفْتَنَاكِ، فَقُلْتِ فِي قَلْبِكِ: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي)
11.(فَيَأْتِي عَلَيْكِ شَرٌّ لاَ تَعْرِفِينَ فَجْرَهُ، وَتَقَعُ عَلَيْكِ مُصِيبَةٌ لاَ تَقْدِرِينَ أَنْ تَصُدِّيهَا، وَتَأْتِي عَلَيْكِ بَغْتَةً تَهْلُكَةٌ لاَ تَعْرِفِينَ بِهَا)
12 «قِفِي فِي رُقَاكِ وَفِي كَثْرَةِ سُحُورِكِ الَّتِي فِيهَا تَعِبْتِ مُنْذُ صِبَاكِ، رُبَّمَا يُمْكِنُكِ أَنْ تَنْفَعِي، رُبَّمَا تُرْعِبِينَ.
13 قَدْ ضَعُفْتِ مِنْ كَثْرَةِ مَشُورَاتِكِ. لِيَقِفْ قَاسِمُو السَّمَاءِ الرَّاصِدُونَ النُّجُومَ، الْمُعَرِّفُونَ عِنْدَ رُؤُوسِ الشُّهُورِ، وَيُخَلِّصُوكِ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْكِ.
14 هَا إِنَّهُمْ قَدْ صَارُوا كَالْقَشِّ. أَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ. لاَ يُنَجُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ يَدِ اللَّهِيبِ. لَيْسَ هُوَ جَمْرًا لِلاسْتِدْفَاءِ وَلاَ نَارًا لِلْجُلُوسِ تُجَاهَهَا.
15 هكَذَا صَارَ لَكِ الَّذِينَ تَعِبْتِ فِيهِمْ. تُجَّارُكِ مُنْذُ صِبَاكِ قَدْ شَرَدُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى وَجْهِهِ، وَلَيْسَ مَنْ يُخَلِّصُكِ.
( اشعياء 47 : 1-15)
وغيرها الكثير من النصوص وبهذا يتبين لنا إن مسألة سقوط بابل هي من المسائل المثبتة في الكتاب المقدس والتي لا يمكن تجاهلها ، وان مواصفات هذه المدينة العظيمة لا تنطبق حاليا على مدينة بابل العراقية وعليه يرجح ان يكون المقصود هو (مدينة بغداد) لانها اقرب من الناحية المكانية لمدينة بابل وتكتسب نفس الأهمية التي اكتسبتها بابل عبر الحضارات المتلاحقة ، فهي عاصمة العراق كما كانت بابل عاصمة اعظم دولة في الحضارات القديمة ، وقد اثبتنا ان هناك سقوطين لهذه المدينة وان السقوط الاول قد حصل بالفعل ، وهنالك مسألة مهمة وهي اشارة الكتاب المقدس في نفس سفر الرؤيا الى تقسم العراق الى ثلاث دول ، حيث ورد : (وصارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام ومدن الامم سقطت وبابل العظيمة ذكرت امام الله ليعطيها كاس خمر سخط غضبه ) (رؤيا 16 : 19) ، ونلاحظ الأشارة الواضحة في ان المدينة العظيمة والمقصود بها بابل سوف تنقسم الى ثلاث دول ، واليوم نرى بكل وضوح ان العراق يتوجه نحو التقسيم بل ان مكوناته الثلاث الرئيسية اخذت تطالب بالتقسيم منذ اول سقوط ، حيث ان الأكراد طالبوا ومن اول يوم بالأنفصال واقامة حكومة فدرالية تقوم على اساس القومية الكردية ، والمسلمون الشيعة يطالب الكثيرمنهم ببناء اقليم الوسط والجنوب المحصور بالطائفة الشيعية وكذلك المسلمون السنة يطالبون بأقليم الوسط والغرب وبعض اجزاء الشمال في الموصل وصلاح الدين ، وهذه من عجائب الكتاب المقدس الذي يزيدنا يوما" بعد يوم ايمانا" بانه وحي السماء الخالد والناموس الألهي لقيادة مسيرة البشرية .
والاعجب من ذلك كله هو ذكر موضوع التقسيم في سفر الرؤيا بين "السقوطين" حيث ذكر السقوط الاول في اصحاح 14 في حين ان السقوط الثاني ذكر في اصحاح 18 ، وبينهما ذكر التقسيم في اصحاح 16 مع قضية اخرى غاية في الأهمية والتي تثبت عظمة الكتاب المقدس وحي الرب ، وهي قضية سقوط الممالك : (ومدن الأمم سقطت) وهي اشارة واضحة الى ما سمي بالربيع العربي والذي حدث بعد سقوط بغداد الاول وتحديدا عام 2011 وقبل السقوط الثاني المتوقع بعد ان تنهض دولة العراق وبغداد خصوصا حتى تضحي عاصمة العمران والتطور والبناء والأزدهار في كل المجالات من قبل ان تذوق الأمرين في سقوطها الثاني الموعود ..
ومن المناسب هنا ان نذكر بعض من النصوص التوراتية المشابه الى حد كبيرما ذكره يوحنا في سفره حول سقوط بغداد او بابل لتتوضح الصورة اكثر ولنعلم حتمية هذا الوعد الألهي بعذاب وخراب بغداد :
1.( «اِنْزِلِي وَاجْلِسِي عَلَى التُّرَابِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ ابْنَةَ بَابِلَ. اجْلِسِي عَلَى الأَرْضِ بِلاَ كُرْسِيٍّ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ نَاعِمَةً وَمُتَرَفِّهَة)ً.
2. (خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقًا. اكْشِفِي نِقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ)
3. (تَنْكَشِفُ عَوْرَتُكِ وَتُرَى مَعَارِيكِ. آخُذُ نَقْمَةً وَلاَ أُصَالِحُ أَحَدًا).
4 .(فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ)
5. (اجْلِسِي صَامِتَةً وَادْخُلِي فِي الظَّلاَمِ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ سَيِّدَةَ الْمَمَالِكِ)
6.(غَضِبْتُ عَلَى شَعْبِي. دَنَّسْتُ مِيرَاثِي وَدَفَعْتُهُمْ إِلَى يَدِكِ. لَمْ تَصْنَعِي لَهُمْ رَحْمَةً. عَلَى الشَّيْخِ ثَقَّلْتِ نِيرَكِ جِدًّا)
7.( وَقُلْتِ: إِلَى الأَبَدِ أَكُونُ سَيِّدَةً! حَتَّى لَمْ تَضَعِي هذِهِ فِي قَلْبِكِ. لَمْ تَذْكُرِي آخِرَتَهَا)
8.(فَالآنَ اسْمَعِي هذَا أَيَّتُهَا الْمُتَنَعِّمَةُ الْجَالِسَةُ بِالطُّمَأْنِينَةِ، الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. لاَ أَقْعُدُ أَرْمَلَةً وَلاَ أَعْرِفُ الثَّكَلَ)
9.(فَيَأْتِي عَلَيْكِ هذَانِ الاثْنَانِ بَغْتَةً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: الثَّكَلُ وَالتَّرَمُّلُ. بِالتَّمَامِ قَدْ أَتَيَا عَلَيْكِ مَعَ كَثْرَةِ سُحُورِكِ، مَعَ وُفُورِ رُقَاكِ جِدًّا)
10.( وَأَنْتِ اطْمَأْنَنْتِ فِي شَرِّكِ. قُلْتِ: لَيْسَ مَنْ يَرَانِي. حِكْمَتُكِ وَمَعْرِفَتُكِ هُمَا أَفْتَنَاكِ، فَقُلْتِ فِي قَلْبِكِ: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي)
11.(فَيَأْتِي عَلَيْكِ شَرٌّ لاَ تَعْرِفِينَ فَجْرَهُ، وَتَقَعُ عَلَيْكِ مُصِيبَةٌ لاَ تَقْدِرِينَ أَنْ تَصُدِّيهَا، وَتَأْتِي عَلَيْكِ بَغْتَةً تَهْلُكَةٌ لاَ تَعْرِفِينَ بِهَا)
12 «قِفِي فِي رُقَاكِ وَفِي كَثْرَةِ سُحُورِكِ الَّتِي فِيهَا تَعِبْتِ مُنْذُ صِبَاكِ، رُبَّمَا يُمْكِنُكِ أَنْ تَنْفَعِي، رُبَّمَا تُرْعِبِينَ.
13 قَدْ ضَعُفْتِ مِنْ كَثْرَةِ مَشُورَاتِكِ. لِيَقِفْ قَاسِمُو السَّمَاءِ الرَّاصِدُونَ النُّجُومَ، الْمُعَرِّفُونَ عِنْدَ رُؤُوسِ الشُّهُورِ، وَيُخَلِّصُوكِ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْكِ.
14 هَا إِنَّهُمْ قَدْ صَارُوا كَالْقَشِّ. أَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ. لاَ يُنَجُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ يَدِ اللَّهِيبِ. لَيْسَ هُوَ جَمْرًا لِلاسْتِدْفَاءِ وَلاَ نَارًا لِلْجُلُوسِ تُجَاهَهَا.
15 هكَذَا صَارَ لَكِ الَّذِينَ تَعِبْتِ فِيهِمْ. تُجَّارُكِ مُنْذُ صِبَاكِ قَدْ شَرَدُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى وَجْهِهِ، وَلَيْسَ مَنْ يُخَلِّصُكِ.
( اشعياء 47 : 1-15)
وغيرها الكثير من النصوص وبهذا يتبين لنا إن مسألة سقوط بابل هي من المسائل المثبتة في الكتاب المقدس والتي لا يمكن تجاهلها ، وان مواصفات هذه المدينة العظيمة لا تنطبق حاليا على مدينة بابل العراقية وعليه يرجح ان يكون المقصود هو (مدينة بغداد) لانها اقرب من الناحية المكانية لمدينة بابل وتكتسب نفس الأهمية التي اكتسبتها بابل عبر الحضارات المتلاحقة ، فهي عاصمة العراق كما كانت بابل عاصمة اعظم دولة في الحضارات القديمة ، وقد اثبتنا ان هناك سقوطين لهذه المدينة وان السقوط الاول قد حصل بالفعل ، وهنالك مسألة مهمة وهي اشارة الكتاب المقدس في نفس سفر الرؤيا الى تقسم العراق الى ثلاث دول ، حيث ورد : (وصارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام ومدن الامم سقطت وبابل العظيمة ذكرت امام الله ليعطيها كاس خمر سخط غضبه ) (رؤيا 16 : 19) ، ونلاحظ الأشارة الواضحة في ان المدينة العظيمة والمقصود بها بابل سوف تنقسم الى ثلاث دول ، واليوم نرى بكل وضوح ان العراق يتوجه نحو التقسيم بل ان مكوناته الثلاث الرئيسية اخذت تطالب بالتقسيم منذ اول سقوط ، حيث ان الأكراد طالبوا ومن اول يوم بالأنفصال واقامة حكومة فدرالية تقوم على اساس القومية الكردية ، والمسلمون الشيعة يطالب الكثيرمنهم ببناء اقليم الوسط والجنوب المحصور بالطائفة الشيعية وكذلك المسلمون السنة يطالبون بأقليم الوسط والغرب وبعض اجزاء الشمال في الموصل وصلاح الدين ، وهذه من عجائب الكتاب المقدس الذي يزيدنا يوما" بعد يوم ايمانا" بانه وحي السماء الخالد والناموس الألهي لقيادة مسيرة البشرية .
والاعجب من ذلك كله هو ذكر موضوع التقسيم في سفر الرؤيا بين "السقوطين" حيث ذكر السقوط الاول في اصحاح 14 في حين ان السقوط الثاني ذكر في اصحاح 18 ، وبينهما ذكر التقسيم في اصحاح 16 مع قضية اخرى غاية في الأهمية والتي تثبت عظمة الكتاب المقدس وحي الرب ، وهي قضية سقوط الممالك : (ومدن الأمم سقطت) وهي اشارة واضحة الى ما سمي بالربيع العربي والذي حدث بعد سقوط بغداد الاول وتحديدا عام 2011 وقبل السقوط الثاني المتوقع بعد ان تنهض دولة العراق وبغداد خصوصا حتى تضحي عاصمة العمران والتطور والبناء والأزدهار في كل المجالات من قبل ان تذوق الأمرين في سقوطها الثاني الموعود ..
من فكر المسيح العائد
0 التعليقات: