السـياسة الاقتصـادية للوحـش





وهنالك دليل آخر على ان الوحش هو امريكا وحلفاؤها بالذات واذكره هنا يقول ( ويجعل الجميع الصغار والكبار والاغنياء والفقراء والاحرار والعبيد تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى او على جبهتهم وان لا يقدر احد ان يشتري او يبيع الا من له السمة او أسم الوحش او عدد اسمه) رؤ 13 : 16-17 ، هنا اشارة واضحة الى تأثير امريكا على الاقتصاد العالمي حيث احتكرت البيع والشراء في الاقتصاد العالمي على عملتهم الدولار والى الآن هي تصارع لأجل ان يبقى الدولار هو العملة رقم واحد على الرغم من وجود منافسين له مثل اليورو وغيره ، الا ان امريكا سعت وتسعى وستضل تسعى الى جعل علمتها واقتصادها هو الاول وتريد كل الدول ان ترضخ لسياستها الاقتصادية وحتى اننا نجد ان الدول التي تقف على النقيض وعلى الضفة الاخرى من توجهاتها نجد امريكا الوحش تحارب تلك الدولة بكل امكانياتها سواء ان كانت حربا باردة بالاقتصاد وموازين القوى حيث تحاصرها اقتصاديا وتمنع تعامل الدول الاخرى معها وتقطع عنها المساعدات كل ذلك لأجل ان تجعلها ترضخ وتسجد معنويا للمارد الامريكي او الوحش كما وصفته رؤيا يوحنا بالضبط .. يقول لا يستطيع احد ان يشتري الا من له سمة الوحش ..واننا اليوم نشاهد بأم اعيننا ان من كان من الدول ليس حليفا ولا صديقا للولايات المتحدة فانه يعاني الامرين حكومة وشعبا فلا يستطيع ان يتعامل في السوق ولا سد ديونه ولا ان يأخذ قرضا ما دام عدوا لأمريكا وامثلة هذه الدول كثيرة اليوم فلا حاجة للتطرق لها بل ان الحليم تكفيه الإشارة كما يقال .


من فكرالمسيح العائد

0 التعليقات:

الحاخامات اليهود يبحثون عن تابوت العهد



الهيكل هو الآخر ذكرت بخصوصه بعض العلامات والدلائل وهي تهديمه في الزمان الاخير كما ورد على لسان يسوع له المجد : (ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه ابنية الهيكل فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه ؟..الحق اقول لكم ان لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض )( متى 24 : 1-3) .. ، وبالعودة الى هذه العلامة التي ذكرت في الإنجيل نرى ان اليهود في العالم اليومومنذ عقود يبحثون عن تابوت العهد الذي لموسى النبي وهو مفقود منذ آلاف السنين كما نعلم والحال ان الكهنة اليهود يعتقدون ان مكان وجوده تحت الهيكل مباشرة في اورشليم ، ويرتبط العثور عليه بعودة مجد اليهود كما كان في السابق لشعب الله المختار والنبوءات التوراتية بحلول مملكة المسيح وعلو شانهم بعد الاضطهاد ، ان نبوءاتهم تحكي ان النبي ارميا قد اخفاه في مكان غير معلوم في كهف ربما كما نقرأ ذلك في سفر المكابيين الثاني: ( وجاء في هذه الكتابة ان النبي بمقتضى وحي سار اليه ام ان يذهب معه بالمسكن والتابوت حتى يصل الى الجبل الذي صعد اليه موسى وراء ميراث الله ولما وصل ارميا وجد كهفا فأدخل اليه المسكن والتابوت ومذبح البخور ثم سد الباب ، فأقبل بعض من كانوا معه ل..الطريق فلم يستطيعوا ان يجدوه ، فلما علم بذلك ارميا لامهم وقال ان هذا الموضع سيبقى مجهولا الى ان يجمع الله شمل الشعب ويرحمهم ) ( مكابيين الثاني 2 : 4-7 ) ، على الرغم من ان الكلام واضح في السفر ان ارميا النبي هو من قام بإخفاء التابوت في كهف كما سمعنا والى يومنا هذا الا انهم يؤمنون ببعض معتقدات المعلمين اليهود وهما (شلومو جورين ويهودا جيتز) حيث يقولان انه مخبأ تحت الهيكل ومن هنا تنطلق عقيدتهم ومبتنياتهم انهم يجب ان يحفروا تحت الهيكل ليعود مجد اليهود بالعثور على تابوت العهد المفقود والمخفي .ان ما ذكرناه هو اساس محاصرتهم للقدس واورشليم او فلسطين والتمهيد لتحقيق الخراب الموعود في الانجيل والكتاب المقدس .

(مقتبس من كتاب " عودة السيد المسيح / بقلم تلامذة المسيح العائد " 

0 التعليقات:

المعزي هو المسيح في المجيء الثاني وليس الروح القدس






يعلم كل مسيحي في العالم ان المعزي هو الروح القدس الذي بقي مع التلاميذ ومع الكنيسة ... 
ولكن في الحقيقة هذا شيء آخر يضاف الى سلسلة المفاهيم الخاطئة التي صدرت من وحي الكنيسة لأن المعزي ليس الروح القدس ولأسباب عديدة سنلخصها .. ..سنوضح المسألة على شكل نقاط :

• لم يرد ذكر المعزي مقترنا" بالروح القدس سوى مرة واحدة على لسان يسوع في بشارة يوحنا بينما ورد المعزي في المناسبات الثلاث الاخرى مقترنا" بكلمة (روح الحق) وروح الحق والروح القدس ليسا معنا" واحدا" من الناحية اللغوية ، هذا اولا" ، اما ثانيا" فان اقتران الروح الحق مع المعزي في المواضع الثلاث الأخرى دليل على انه هو المراد من كلام المسيح حين قال ( وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الابد. ، روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم ) يوحنا 14 : 15 -17 ، وقال (ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. ( يوحنا 15 : 26 ، وقال (لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم ... واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور اتية. .) يوحنا 16 : 7 ، 13 
وهذه ثلاث مواضع قرنت ذكر روح الحق مع المعزي وليس الروح القدس .
• لقد ذكر التلاميذ في سفر اعمال الرسل انهم امتلأوا بالروح القدس وكان نتاج هذا الامتلاء ان اقاموا معجزات مثل احياء موتى وشفاء مرضى باسم السيد المسيح ، وهذا مثبت تأريخيا" لا يقبل الجدل ، لكننا حين نرجع الى كلام السيد المسيح نجد انه حين يتحدث عن المعزي انما يقصد به من يأتي في آخر الأزمان والايام وليس الأيام القليلة اللاحقة والتالية لموته ومن ثم قيامته وهي فترة قريبة نسبيا" من عصر المسيح وطبعا" خلاف ما يفهم من النص الانجيلي الذي يتحدث صراحة" عن عصر الدينونة والنهاية حين قال لهم ( ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا. واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين) يوحنا 16 : 8-11 ، ومن هذا يتضح ان عمل روح الحق سيكون في يوم دينونة الرب للعالم في مجيء المسيح الثاني اما عمل الروح القدس فقد كان الملازمة للتلاميذ وتثبيتهم واقامة المعجزات على ايديهم والنطق على السنتهم حين كانوا يبشرون ويناظرون بين الأمم لأجل قضية المسيح . والفرق واضح بين المعنيين .
• الكنائس اليوم مختلفة فيما بينها بل انها منذ القرون الاولى التي تلت قيامة المسيح بدأ عصر الخلافات والنزاعات والذي تجلى في المجامع المسكونية والتي افرزت تلك التقاطعات ، وبالتالي نجد انفسنا مستفهمين اين موضع الروح القدس بالضبط ؟..ومع أي كنيسة هو بالذات فيما لو كان هو المعزي طوال تلك القرون المتلاحقة ؟ ...انها اسئلة اترك جوابها للقاريء المثقف .اذن " المعزي" هو شيء آخر او مفهوم مغاير ؟
و لسنا نحن من يقول وانما الكتاب يقول : ان المعزي هو (المسيح في المجيء الثاني) كما قلنا.. هو روح الحق الذي وصفه بقوله (وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر يمكث معكم الى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه ( وقال) لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة ..) يوحنا 16 : 7 – 8 . هنا نسال هل ان الروح القدس يدين العالم على بر وعلى دينونة ...وما هي علاقة مجيء الروح القدس بالدينونة ؟..فالروح القدس كما نعلم جميعا هو شيء غير منظور اولا وثانيا هو ليس من البشر وانما هو مخلوق مؤيد للأنبياء ويكون مع هؤلاء الانبياء المقدسين والقديسين ايضا في مسيرتهم الالهية ودعواتهم العظيمة .. لذلك فان المعزي هو غير الروح القدس كما اثبتنا وهو الشخص الذي سياتي في المجيء الثاني وهو الذي تكون وظيفته تذكير التلاميذ والمؤمنين بالخلاص بكل كلام المسيح اقرأوا ما يقوله الكتاب ( متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم ) يوحنا 1 : 13 ،14 ...ملخص الكلام ان معنى العودة الروحية هي مجيء شخص يشبه السيد المسيح تماما وهو يكون مؤيدا بروح القدس وتحل عليه روح الحق والمشورة والفهم والمعرفة وروح السيد المسيح نفسه والانبياء المقدسين . وهو يمثل المسيح في مجيئه الثاني .

من فكر المسيح العائد



1 التعليقات:

يـاخراف قد عـاد راعيكم





ان المسيح قد عاد بالفعل وقابله العديد من الأشخاص و لقد ظهر المسيح بشكل سري لتلاميذه واتباعه او الخراف كما سماهم في الانجيل ... ولكن لا نستطيع ان نقول اين هو الآن لأسباب تعود اليه له المجد .ورب سائل يسأل ويقول كيف تطلبون منا ان نؤمن بشخص لم نلتقي به فقط سمعنا عنه ؟ فأقول لقد جاء بطريق يوصلنا اليه والطريق يتمثل بهذا العلم الذي القيه على مسامعكم وتلك الأسرار التي نكشفها من صميم الكتاب المقدس والتي لم يتوصل اليها احد من قبل .. ان العلم الذي نطرحه الآن من خلال هذا الكتاب ووسائل اخرى متاحة لنا ، كي يصل الى مسامع من يؤمن بحتمية مجيء المسيح الثاني وينتظره بكل كيانه ووجوده هو في الحقيقة يجسد صوت الراعي الذي تعرفه الخراف وتميزه بكل وضوح . كما ذكر يسوع المسيح له المجد بقوله ( خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني ) اقول هذا هو صوت الراعي الذي يطرق اسماعنا جميعا وعلينا ان نحاول ان نكون من خرافه التي تميز صوته بين اصوات الرعاة الكاذبين .ولا نعتقد بصراحة ان اكثر الناس ستصدق بالمسيح الذي جاء بالفعل وسيحاولون قلته وتسليمه كما فعلوا به في المجيء الاول ، وسيقفون ضده الى جانب الكنيسة الغاصبة لحقه ومكانه والقوى العالمية الظالمة له .وقد تنبأ الكتاب بذلك حين قال عن المعزي روح الحق انه " لا يستطيع العالم ان يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه " (يوحنا 14 : 17) . وأذا سائلتم وقلتم ما الهدف اذن من هذا الطرح ما دام الناس سيرفضونه ويقفون ضده بهذا الشكل ؟
فنجيب ونقول ان كلامنا موجه للمختارين الذين سيؤمنون به ويتبعونه كما فعل التلاميذ في المجيء الاول ومنهم انطلقت المسيحية الى العالم ، ستكون بلا شك نواة من المختارين كما كانت النواة الاولى وستكبر شيئا فشيئا هذه النواة حتى تكون هي صوت الحق الواحد . وهم من سيقبلونه على عكس الناس كما شهد يسوع بذلك حين قال( واما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم( يوحنا 14 : 17 )
وكذلك ان من غير المهم ان يصدق الناس او يكذبوا بما يأتي من قبل الرب لان مرده السيء عليهم وليس على الرب ...و أن المسيح لا يحتاج الى احد بل الناس محتاجة اليه ...وفي النهاية نحن نحترم كل الآراء ومستعدين لمواجهة النقد والرد ولكن بشرط ان يكون ردا علميا قائما على الأساس الذي اسسناه في البداية وهو الكتاب المقدس بأسفاره المقدسة .. ونتقبل كل الاطروحات والآراء اذا ما تم مراعاة الجانب العلمي والمعرفي فيها والثوابت الدينية ...وشئنا ام ابينا فان المكلوت سيتحقق وسياتي المسيح عاجلا ام آجلا ليأخذ حقه وملكوته المعد له منذ الازل وكما قال الكتاب المقدس(فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة )( دانيال 7 : 14) .

0 التعليقات:

هل تعلمون إننا نعيش عصر المجيء الثاني للمسيح له المجد؟





   

نعم نحن نعيش عصر المجيء الثاني للمسيح وذلك بعد ان تحققت اكثر علامات الازمنة او علامات المجيء الثاني والتي ذكرها الكتاب المقدس .
وقد جاء السيد المسيح ورجع وتحقق المجيء الثاني وشهد على ذلك مجموعة من الاشخاص كانوا قد التقوا به لحما ودما على الأرض قبل بضع سنوات .
واذا سألتم وقلتم كيف تقولون بذلك وقد ربتنا الكنيسة الكاثوليكية والأرثودكسية لقرون من الزمان ان المسيح لن يأتي على الأرض وان مجيئه الثاني لن يكون مادي على الأرض بل سيكون مشهد خارق حين يشاهد محمولا على السحاب او يسير بين الغيوم ليخطف مختاريه ؟؟ فنقول مع جل احترامنا وتقدسينا للكنيستين اللذان يتبعهما اكثر المسيحيين في العالم الا ان اطروحتهما وفرضيتهما هذه ليست صحيحة مائة بالمائة وعليها الكثير من الإشكالات والملاحظات .. فالمسيح يأتي في المجيء الثاني محمولا على السحاب لكنه ينزل الى الارض ليقيم مملكته العادلة المرتقبة والموعودة في العهدين القديم والجديد وسيتسائل الكثيرين ويقولون كيف اخطئت الكنيستان الكاثوليكية والأرثودكسية بفهمها لقضية المجيء الثاني ؟ نحتاج الى مقدمة للجواب على هذا السؤال ...لأن العقائد التي تربينا عليها وبنينا عليها افكارنا بشأن عودة المسيح منذ قرون والتي خرجت من رحم الكنيسة هي افكار غير متكاملة وخاطئة وغير صحيحة ... هي قائمة على فهم غير سليم لنصوص الكتاب المقدس ، هم يقولون –اي آباء الكنيسة – ان المسيح لن يأتي على الأرض وأن الخلاص على يديه يأتي من خلال المجيء الأعجازي الخارق للعادة فتكونت بالمحصلة هذه الأفكار لدى الناس لذلك لا نجد اليوم اكثر المسيحيين في العالم ينتظرون مجيء الرب على الأرض بيننا مثل الناس يمشي ويأكل ويمارس حياته الطبيعية البشرية ، والحال هذه بسبب قصر الفهم للنصوص الانجيلية وحتى التوراتية منها والتي تحدثت عن مجيء المسيح الثاني في الزمان الاخير والتي تحدثت بشكل صريح على ان الخلاص الالهي يأتي على يد المسيح في الارض وعلى الأرض .. خذوا مثلا هذا النص ( فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها والبقرة والدبة ترعيان تربض اولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا ، ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لان الأرض تمتلأ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر .) اشعياء 11 : 6-10 .
ونص آخر يقول ( ويخرج قضيب من جذع يسي ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ، ولذته تكون في مخافة الرب ، فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه ، بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ..) اشعياء 11 : 1-5
من الواضح ان هذه النصوص تتحدث عن وعد الرب في مملكته العادلة المرتقبة التي تتحقق على يد المسيح في الزمان الاخير وقبل الدينونة الكبرى وقد ذكر تفاصيل كثيرة في النص الاول مثلا وهي تشير بشكل واضح الى تفاصيل الحياة على الأرض حيث الحيوانات المفترسة تتناغم وتعيش بسلام مع الحيوانات الضعيفة وهذا خلاف العادة وخلاف ما الفته البشرية لآلاف السنين ، وحتى العبارة الاخيرة ذكرت بصراحة ان الأرض تمتلأ من معرفة الرب وهذا يعني ان مجيء المسيح سيكون على الأرض وفي الأرض سيقيم حكومته وملكوته ومجده القريب . وكذلك بالنسبة للنص الثاني حيث فيه اشارة صريحة للملك الأرضي حين قال ( يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ) ....وهنالك سؤال نود طرحه للقاريء اللبيب مفاده : كيف يمكن ان نستفيد من ملكوت وملك ليس في الأرض وانما موجود في السماء فقط ؟..اترك الجواب لكم 
واذا سألتم وقلتم : هل ان آباء الكنيسة والباحثين والمؤلفين المسيحيين لم يلتفتوا الى هذه الحقائق والتفت اليها امثالكم ؟..هل يعني ذلك انكم افهم من آباء الكنيسة الذين افنوا اعمارهم ووقتهم وبذلوا حياتهم في سبيل الكتاب المقدس ودراسة اسفاره وفهم حقائقه ؟
فنقول.. نحن لسنا في الواقع اكثر فهما من آباء الكنيسة والباحثين من تلقاء انفسنا ومجهودنا ودراستنا المستقلة الذاتية ...لكن الواقع ان ما نقوله ونصرح به من نظريات وافكار وحقائق اخذناها مباشرة من فم المسيح الذي التقينا به وجها لوجه ، والذي بدوره قام بتعليمنا وافهامنا ولفت انظارنا لهذه الحقائق التي نتحدث بها الآن .
وبالنسبة لأطروحة الحمل على السحاب والاختطاف التي افهمها آباء الكنيسة للناس فنقول اما ان آباء الكنيسة لم يفهموا روح وجوهر الكتاب المقدس ولم يصلوا الى هذه الحقيقة او انهم تعمدوا ان يجعلوا مجيء الرب مقتصرا على السير الاعجازي في السحاب كي يغلقوا الباب بوجه السيد المسيح وحتى يحين موعد مجيئه ولا تصدقه الناس ويعرضوا عنه بل ويديرون الظهور لدعوته وحركته حين تظهر ، وبالتالي تتحق مآربهم في ادامة عروشهم الكنسية والدينية وسلطتهم وحظوتهم بين الناس والمجتمع ، نحن نراهم اليوم ومنذ قرون قد جلسوا في مكان السيد المسيح الذي هو الوريث الحقيقي لمملكة الرب . اما بخصوص عقيدتي بكيفية المجيء في السحاب فلقد ذكرنا ان السحاب لا يتمكن من حمل شسع نعل المسيح فضلا عن المسيح نفسه ، وان قول المسيح انه سيأتي محمولا في السحاب كان يتلائم مع عقلية ذلك الزمان الذي ظهرت فيه دعوة يسوع المسيح له المجد قبل الفي عام تقريبا ولم تكن هنالك وسائط نقل حديثة ولا اختراعات متطورة في وسائل النقل ولهذا لم يكن بوسع الرب ان يقول لهم انه سيأتي بواسطة طائرة او مركبة حديثة تقله من مكان الى آخر في زمن المجيء الثاني ، ولو حدثهم بالأمر كما سيتحقق في المستقبل بالتفصيل هذا لكن صعب القبول كما قلنا على عقلية الانسان قبل الفي عام ، ولهذا كان معنى قوله محمولا على السحاب هو(( ركوبه للطائرة )) ووسيلة النقل المتداولة هذه الأيام والمعلوم لدينا ان الطائرات ترتفع من الأرض بسرعة كبيرة كي تصل الى ارتفاعات شاهقة وتحلق فوق الغيوم وتخترق حجب البخار الكثيف هذا الذي نسميه السحاب وسماه المسيح بنفس الكيفية ، هي اشارة علمية واضحة لمعنى مجيئه الثاني ولم ينكشف من قبل آباء الكنيسة لقرون للأسباب التي ذكرنا اعلاه اضافة " الى مسالة مهمة لا بد ان نشير اليها وهي ان الكثير من حقائق الكتاب المقدس ظلت خافية لقرون من الزمن ليس لشيء الا لادخارها للمسيح نفسه حين يعود ، حيث ان انكشاف جملة من هذه الاسرار على يد المسيح سيكون دليلا على صدق دعوته الثانية والتي نعتقد انها بدأت قبل سنوات قليلة ووصلت الينا وها هي تصل الى العالم من خلال هذا المنبر ووسائل اخرى .
نحن نعلم جيدا ان العديد من رجال الدين والقساوسة والآباء ومن يتأثر بهم ويتبعهم سينتقدون كلامنا والاطروحة التي نقولها الآن ويوجهون الينا الكثير من التهم والنقد اللاذع ليس لشيء الا لأننا نخالف الكثير مما جاءت به الكنيسة وسيقولون عنا اننا ندعي الفهم اكثر من الآباء ورجال الكنيسة ، وفي الواقع انا لم ندع ذلك ..ومن هنا ننتهز الفرصة لنطلب منهم الرد على كل ماطرحنا، ان كان لديهم رد علمي رصين محكم ، وليدافعوا عن نظريتهم في الملك الروحي على الصليب او ليردوا اطروحة المجيء في السحاب التي تطرقنا اليها آنفا ، ولكن بشرط ان يكون ردهم وفق الكتاب المقدس لا وفق الآراء البشرية البحتة.

من فكر المسيح العائد



0 التعليقات:

العــــــراق موطــــن مجــــيء المســــيح




سنثبت للأخوة القراء ان المسيح سيأتي في مجيئه الثاني في العراق ، ونعني خصوصية ارض بلاد الرافدين عن باقي المناطق في احتضان حركة المجيء الموعودة ، وهذا الاعتقاد ليس محض ادعاء او ميول شخصية او تحيز لاننا نعيش في العراق ، بل ان ما سنقوله ونثبته للقاريء هو مجموعة اثباتات وردت في الكتاب المقدس حيث الأساس المتين للفكر ، وقد ذكرنا في اول البحث ان الصراعات التي شهدتها بلاد ما بين النهرين لم تكن طبيعية منذ فجر التأريخ ، فالسبي البابلي واضطهاد نبوخذنصر لليهود كان موضوعا" دسما" للعديد من اسفار العهد القديم ، هذا السبي جعل العراق مسرحا" لملاحم لم ينسها اليهود يوما" في حديثهم عن ضلامتهم التأريخية ، وحتى ان الصهيونية العالمية منذ عقود صرحت ولا زالت تصرح للآن في بروتوكلاتها ان دولتهم الموعودة ستكون من النيل وحتى الفرات ، وهذا ما يجعل امر الوقوف على كلا البلدين – لا سيما العراق- مهما" الى حد بعيد لاننا وفق البحث المقرر سنتوصل الى حقائق حول اهمية العراق في مستقبل العالم اجمع وليس الشرق الأوسط وحده ، وقد سمع اكثرنا قصص عديدة وحكايات ونظريات حول اسباب الحروب على العراق ودوافعها المختلفة من قبل امريكا ودول الحلفاء في العقد الأخيرمن القرن الماضي وبداية القرن الحالي ، ولعل اهمها هو ما تناولته بعض الصحف والمجالات في مقالاتها المختلفة والتي ترجمت فيما بعد الى كتب ومؤلفات كلها تحكي وتثبت ارتباط سياسة الولايات المتحدة بمسألة الأعداد لمجيء المسيح الثاني وعلاقة دولة العراق واحتلاله بهذه الفكرة الدينية ، حيث كتب (د.نجم عبد الكريم ) في مقالة في صحيفة الشرق الأوسط بما يتعلق بهذا الموضوع الخطير ووضح دوافع واسباب عديدة تبين اسباب غزو العراق الأخير عام 2003 وكيف يعد الامريكيون ورؤسائهم ومن يرسم الخارطة خلفهم لمجيء المسيح من خلال بوابة احتلال العراق ، يقول : (تشير الإحصاءات الى ان اكثر من 80 مليون نسخة بيعت من رواية «عودة المسيح» ـ وترجمها البعض إلى (الظهور العظيم) 
وهي رواية تشرح ـ وفقا لعقيدة (البابتيست) Baptist التي تؤمن بان المسيح سيعود الى الأرض ليطهرها من تلك الشرور الممثلة بأجناس من البشر الأشرار من غير المؤمنين بالمسيح وبعودته ثانية، باعتبارهم كفرة.. ومعظم هؤلاء هم من البوذيين، وأتباع كونفوشيوس، والمسلمين.. فيجمعهم المسيح حيث يضعهم على يساره، ثم يقذف بهم الى النار!! وتحكي الرواية: كيف ان الارض ستنشق ـ بأمر المسيح ـ وتخرج منها نار جهنم الموقدة، لتلتهم البشر من غير المسيحيين، فيأخذ هؤلاء بالصراخ والعويل، يسترحمون المسيح!! لكنه لا يرحمهم، فتنصهر أجسادهم، وتذوب أعينهم، ويفقدون القدرة على الكلام والحركة!! وبعد ان تلتهمهم الأرض، تلتئم ثانية بعد ان تكون قد تطهرت من كل الكفرة ممن لا يؤمنون بالمسيح؟!وحسب تقرير أوردته مجلة «ديرشبيغل» الالمانية: ان هذه الرواية التي كتبها احد أفراد الجماعة الاصولية من البابتيست، كانت أحد الاسباب لانتخاب الرئيس الأميركي جورج بوش، ليبقى في سدة الرئاسة لدورة ثانية، اذ صوتت له الغالبية العظمى من المؤمنين بالعقيدة البابتيستية، خاصة ان الرئيس بوش قد استخدم مصطلحات وردت في التوراة والانجيل، مثل «الصدمة» و«الرعب»، حيث اتخذها رموزا في الحرب على العراق، وقد وردت تلك المصطلحات في الرواية بشكل بارز ولافت!!
وهذه الجماعة من البابتيست تؤمن بان ما يجري في العراق الآن انما هو يتطابق مع ما جاء من نبوءات في التوراة، وفيها: «ها أنا ادافع عن دعواك، وانتقم لك، فأجفف بحر بابل وينابيعها، فتصير بابل ركاما، ومأوى لبنات آوى، ومثار دهشة، وصفيرا، وارضا موحشة، انهم يزأرون كالأسود، ويزمجرون كالأشبال..». والبعض منهم يعتقد ان من تشير اليهم تلك الكلمات الواردة في التوراة هم العراقيون!!
ولن تتم عودة المسيح ـ كما يعتقدون ـ إلا بعد ان يتم سقوط ملك بابل، وهذا ما لمح اليه كتاب «محمد» الذي ألفه جد الرئيس بوش، ونشر عام 1831.
وكما اوردت «ديرشبيغل»: ان العراق سيكون محركا لحرب مقدسة ضد أعداء المسيح ـ حسب ما يعتقد اعضاء البابتيست ـ وهذا ما اشار اليه بوش عندما التقى بهم وحياهم في نشر كلمة الله، والعمل على تحقيق مملكة الرب.
الجدير بالذكر ان زعيم جماعة البابتيست البروتستانتية قد زار العراق مع عدد من اعضاء منظمته، بعد ان تم تحريره (العراق) من النظام السابق، وهو الذي قال: «ان ما يجري في العراق سيكون محركا للحرب المقدسة ضد أعداء المسيح»..!! أما مقولة إن ما يجري فوق ارض العراق: «انها معركة رأس»، فتفسيرها: ان ملك بابل المعاصر يشبِّه نفسه دائما بنبوخذ نصر الذي ورد ذكره بالتوراة بـ «الرأس»، وهو رأس من ذهب، كما جاء في الإصحاح الثامن سفر دانيال. وما قاله آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض: «على صدام حسين الذي يشبه نفسه بنبوخذ نصر، ان يرحل من ارض العراق، لأنه في تلك الليلة ـ التي بدأت فيها القوات الأميركية بالدخول الى العراق ـ تم اغتيال الملك «بيلشاصر» ملك بابل على يد ملك الميديين، و«بيلشاصر» هذا ابن الملك نبوخذ نصر الذي قضى على ملك اليهود بعد ان سجنهم في بابل».
واعتبر البعض ان صدام حسين هو المرموز اليه في الإصحاح الخامس من سفر دانيال، وبالتالي فإن ازالته عن حكم بابل، قد جاء التنبؤ بها في الكتاب المقدس!!
وتتطابق هذه الرؤية، مع ما جاء على لسان مناحم بيغين عند توقيعه معاهدة السلام مع مصر في مطالبته بالثأر من العراق بسبب غزو نبوخذ نصر لليهود، وبالتالي لا بد من: القتال في العراق وتدمير أهله، لأن فيه سبعة جبال من ذهب نقي.. كناية عن رأس نبوخذ نصر.. من هنا جاءت مقولة جورج بوش ـ في بداية المعركة ـ: «انها معركة رأس»! وكررها المتحدث باسم البيت الابيض عندما قال: «لا يزال هناك وقت لكي يرى صدام حسين ما كتب على الحائط، ويرحل عن العراق»!
وتفسير ما كتب على الحائط انه جاء في سفر دانيال: «ان الملك بيلشاصر أقام حفلا دعا اليه ألفا من عظمائه من الرجال والنساء، وامر بإحضار آنية الذهب والفضة، التي استولى عليها أبوه من هيكل سليمان بأورشليم، وشربوا فيها الخمر.. وفي لحظة ابتهاجهم، ظهرت يد انسان على الحائط، وكتبت ثلاث كلمات غامضة المعنى، وهي: 1 ـ «منا» 2 ـ «تقيل» 3 ـ «فرسين»فذهل الملك «بيلشاصر» عندما رأى هذه الكلمات، وطلب من منجميه فك رموزها، فلم يتمكنوا..!! فأشارت اليه أمه إلى ان يلجأ الى النبي دانيال، الذي كان سجينا في بابل، فلما حضر دانيال بين يدي الملك، فسر له الكلمات بالتالي: «منا»: تعني ان الله قد أحصى أيام مملكتك، ووضع لها حدا. «تقيل»: هي انك وضعت في الميزان ولم يعد لك وزن. «فرسين»: تفسيرها ان مملكتك قد قسمت، وتم تسليمها الى الفرس والميديين.
وهكذ نجد ان اسماء رموز المعارك الحربية في العراق، مثل: «الصدمة»، و«الرعب»، وما قاله الرئيس الأميركي عن المعركة برمتها «انها معركة الرأس»، وغير ذلك من الاشارات الاخرى، انما اخذت من الكتاب المقدس. وعلى هذا الاساس، فإن الكلمات الثلاث التي كتبت على الحائط أيام «بيلشاصر» كان على صدام ان يقرأها، وان يتعظ بما حل بملك بابل في ذلك العصر!
عودة الى رواية «الظهور العظيم» او «عودة المسيح»، والتي جعلت من كل تلك المأثورات القديمة والمقدسة، والتي تؤمن بها طائفة من البروتستانت (البابتيست) ستكون لها انعكاسات مباشرة في وقتنا الراهن، ويتضح ذلك بشكل جلي من الاقبال على قراءة تلك الرواية التي حققت اكبر الارقام في التاريخ المعاصر في المبيعات.
Best Seller وهذا الذي ارعب بعض الأميركيين انفسهم، اذ ان 80 مليون نسخة تنفد في بضعة اسابيع، أمر مثير للدهشة، حيث كتب ديفيد كبرياتريك عنها، قائلا: (ان هذه الرواية تتحدث عن مسيح يريد ان يغرق العالم في بحر من القتل والدماء، ويختلف عن المسيح الذي نعرفه جميعا كرمز للحب والسلام )
ويقول نيكولاس كريستوف: «انها تدعو الى نزعة فاشية، تشيع الارهاب والتطهير العرقي؟!! فماذا لو ان كاتب رواية كهذه صاغها مسلم يدعو فيها لانتشار الإسلام؟! فماذا كنا سنفعل؟! ألا نقيم الأرض ثم لا نقعدها؟!
وقد اعتبرت ماليس روبكين: «ان الاصولية الدينية التي تتحكم في القرار السياسي الأميركي المعاصر، ستكون مبررا لأخطر الاصوليات الدينية في ان تجعل من أميركا هدفا لاعمالها الارهابية». اما بول فيندلي، فقد اصدر كتابا عنوانه «لا سكوت بعد اليوم» يفند فيه كل المزاعم التي تتعرض بالكراهية للإسلام، خاصة عند من يؤمنون بالبروتستانتية من البابتيست.
تُرى ماذا ستحمل لنا الايام المقبلة فيما يجري من أحداث، يحاول البعض ان يفسر حدوثها بأن نبوءات قد اشارت الى وقوعها، وبالتالي فلا بد من التسليم بها كأمر مقدر مسبقا..؟! أم انها لعبة من تلك الألاعيب التي كثيرا ما تستخدم الغيبيات لتبرير الدمار الذي يتجرعه الانسان.. لأن ما يجري فوق كوكبنا الارضي من كوارث لا انسانية، انما هو من فعل الانسان نفسه.
لكنه درج في تبريرها دائما لأن يعزوها الى تعاليم ما انزل الله بها من سلطان!! ثم ظهرت رواية «الظهور العظيم» لتكرس تلك الأبعاد التاريخية الموروثة والقائمة على كراهية الانسان للإنسان.. وهذا ما يحدث الآن في العراق وتدفع ثمنه أعرق حضارة عرفها التاريخ (صحيفة الشرق الأوسط عدد 9524 بتأريخ 25 ديسمبر 2004 .
ان البحث عن المكان الذي يمكن ان يظهر فيه المسيح في المجيء الثاني بالنسبة للمؤمنين هو كحال الطفل الذي اضاع امه في وسط سوق يعج بالناس ، ولا يملك الطفل ذاك في تلك اللحظة سوى الصراخ والدموع والنداء بأسم والدته ، فالجميع يعلم ما تمثل الأم بالنسبة للطفل ..انها كل شيء في الوجود ، ولا شيء سواها ..لذلك فالبكاء هو نتيجة طبيعية لردة فعل عظيم مثل ذاك ، لكن يبقى الامل لدى الطفل حين يلتفت يمنة او يسرة عله يجد بارقة امل او تحين له نظرة الى عيني امه الحنونتين فيروي ظماه ويهدأ روعه ، وان قضية توقع مجيء المسيح بعد فقده بالنسبة للمؤمنين كما قلنا اشبه حالة بهذا الطفل المفجوع بفقد امه بين الزحام ، لكن ممكن ان تمر سنوات اذا لم يجد الطفل امه المفقودة ان يعود بعد ان يشب ويكبر فيفكر بعقل انضج ويضع احتمالات ان تكون والدته قد اتجهت الى منطقة اخرى مجاورة لتلك المساحة ربما لأنها احست بخطر يداهمها فجاة فأضطرت للمغادرة الى منطقة قريبة حيث تركت ولدها مع ايمانها وثقتها ان والده وبقية الأقراب سيعودون ولا شك لانتشال الطفل من تلك المحنة . ان هذا المثل حتى وان لم يكن واقعيا" تماما" الا ان الأمثال تضرب ولا تقاس كما يقال وقد واردناه للوصول الى نقطة مهمة في نقاشنا وبحثنا حول عملية البحث عن المكان او المنطقة التي سيظهر فيها المسيح والمخلص او المعزي ، وبما اننا انتهجنا طريقا" علميا" يستند على آيات الكتاب المقدس وحده ، فنستمر بنفس المنهج ونبحث عن مكان خروج المسيح في مجيئه الثاني في المناطق المذكورة في النبؤات ، اذ نلاحظ ان الكتاب المقدس قد ذكر العديد من المدن وأرتباطها بأحداث الزمن الأخير ، منها مصر وبابل وآشور وأرض الكلدانيين وسدوم وعمورة وبيت لحم والأردن ولبنان و غيرهن من المدن ، الا اننا نجد ان ارض العراق تميز عن كل تلك المدن في احاديث الزمن الاخير ووعيد الرب للدينونة ومجيء المسيح ، نورد النصوص الكتابية التالية :

1. (لما كان اسرائيل غلاما احببته ومن مصر دعوت ابني. كل ما دعوهم ذهبوا من امامهم يذبحون للبعليم ويبخرون للتماثيل المنحوتة. وانا درجت افرايم ممسكا اياهم باذرعهم فلم يعرفوا اني شفيتهم. كنت اجذبهم بحبال البشر بربط المحبة وكنت لهم كمن يرفع النير عن اعناقهم ومددت اليه مطعما اياه لا يرجع الى ارض مصر بل اشور هو ملكه.) (هوشع 11 : 1- 7) . ان هذا النص من سفر هوشع من الأسفار المعروفة بأرتباطها بقضية المسيح المخلص ، وخصوصا" في اوله حيث ذكر لجوء المخلص الموعود فترة من الزمن الى مصر بالضبط كما فعل يسوع المسيح عندما ظهر ملاك الرب لخطيب مريم (يوسف النجار) واخبره ان هيرودس عازم على قلته بعد ان علم انه ملك اليهود المرتقب من خلال المجوس اصحاب المعرفة بالنبؤات والنجوم والمستقبل : ( وبعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك.لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه ، فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر وكان هناك الى وفاة هيرودس.لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني. ) (متى 2 : 13-15)
ومن هنا يتبين علاقة النص الوثيقة بقضية المسيح المخلص ، لكن الباحثين غالبا" ما يركزون على المقطع الاول الذي جاءت الأشارة اليه في الأنجيل دونم التركيز على باقي الآية التوراتية من سفر هوشع والتي تحكي عن ملك آشور ، فيا ترى من الذي سيملك على آشور بدل مصر ؟ .. انه المسيح ولا شك بدليل انه قال ( لا يرجع الى ارض مصر بل آشور ملكه ) ويفهم منه ان المسيح ستكون له دعوة او اعلان ما فترة في مصر كما حصل في ايام هيرودس الظالم ، والمحتمل ان تكون انطلاقة اعلان عودة المسيح من هناك او تمهيد لدعوته الجديدة ومجيئه الثاني من خلال ارض مصر في حين ان الظهور الحقيقي والملك سيكون من العراق وفي العراق ارض آشور كما نفهم .

(ويل لاشور قضيب غضبي.والعصا في يدهم هي سخطي. على امة منافقة ارسله وعلى شعب سخطي اوصيه ليغتنم غنيمة وينهب نهبا ويجعلهم مدوسين كطين الازقة. اما هو فلا يفتكر هكذا ولا يحسب قلبه هكذا بل في قلبه ان يبيد ويقرض امما ليست بقليلة ) (اشعياء 10 : 5-8) . ان من الواضح ان (قضيب غضب الرب) هو المسيح المخلص الذي سيرسله الرب غضبا" على الامة المنافقة ، وقد عرف النفاق قديما" في العراق حتى قيل عنهم (بلد الشقاق والنفاق) ، ومن المؤسف ان تكون هذه الصفة لازمة ومائزة للعراقيين لكن من يقلب التأريخ يجد ان لاهلها دورا" مؤثرا" على مر العصور في خذلان الانبياء والقديسين وولاء السلطان مع ان السنتهم تلهج بحب الرب والقديسين لكن واقعهم واعمالهم هي عكس ذلك بحسب التراث الـتأريخي ، لذلك فان مجيء المسيح قضيب الغضب الألهي هو كالدواء المر الذي سيتجرعه العراقيين بمرارة كبيرة لأنه سيخبرهم بحقيقتهم التي يحاولون غض الطرف عنها ، ولن تكون هنالك رحمة في محاسبتهم بل انهم سيكونين "مدوسين" بحسب تعبير الكتاب ، وسيقدمون ضحايا تلو الضحايا حتى يتم العلاج وكما يقال آخر العلاج الكي ، وسنرى في باقي الآيات ما سيفعل بهم الرب في ايامهم الأخيرة قبل المجيء.
2. (ويل لمدينة الدماء.كلها ملانة كذبا وخطفا.لا يزول الافتراس. صوت السوط وصوت رعشة البكر وخيل تخب ومركبات تقفز وفرسان تنهض ولهيب السيف وبريق الرمح وكثرة جرحى ووفرة قتلى ولا نهاية للجثث.يعثرون بجثثهم من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها وقبائل بسحرها. هانذا عليك يقول رب الجنود فاكشف اذيالك الى فوق وجهك واري الامم عورتك والممالك خزيك، واطرح عليك اوساخا واهينك واجعلك عبرة. ويكون كل من يراك يهرب منك ويقول خربت نينوى من يرثي لها.من اين اطلب لك معزين هل انت افضل من نوامون الجالسة بين الانهار حولها المياه التي هي حصن البحر ومن البحر سورها ) (ناحوم 3 : 1- 8) .
ان من يقرأ هذا النص يتذكر مباشرة" نص آخر مشابه له الى حد كبير بل الى حد التطابق في اكثر فقراته ، الا وهو النص في سفر الرؤيا الذي وصف كذلك عقاب الزانية الكبيرة الجالسة على المياه الكثيرة ، بابل ام الزواني كما يقول الكتاب ، ومن الملفت ان سفر الرؤيا جاء فعلا" متمما" للنبؤات الموجودة بين طيات العهد القديم ، وخصوصا" ما يتعلق بها بالخلاص الأخير ، ونتسآءل كم المدة بين سفر ناحوم وسفر الرؤيا ؟...لا شك انه مدة طويلة تزيد على السبع قرون حيث عاش ناحوم النبي في حوالي القرن السابع قبل الميلاد ، بينتما دون السفر في عام 70 للميلاد ، وحينما تتأكد النبؤة ويعيد الأله وحيها الى القديسين بعد 7 قرون فهذا انما يثبت اهمية موضوع النبوءة وحتمية تحققه ووقوعه من سجلات الكتاب الى ارض الواقع ، وبابل المدينة الموعودة بالخراب والتدمير هي موضوع هذه النبوءة ، حيث سيصب الرب جام غضبه على اهل الأرض عموما" واهل بابل او العراق بشكل عام ما يلفت الى حدوث حركة ما مميزة عن باقي المدن داخل ارض العراق تخص آخر الأيام .

3. (وحي من جهة بابل رآه اشعياء بن اموص اقيموا راية على جبل اقرع.ارفعوا صوتا اليهم.اشيروا باليد ليدخلوا ابواب العتاة. انا اوصيت مقدسي ودعوت ابطالي لاجل غضبي مفتخري عظمتي. صوت جمهور على الجبال شبه قوم كثيرين.صوت ضجيج ممالك امم مجتمعة.رب الجنود يعرض جيش الحرب. يأتون من ارض بعيدة من اقصى السموات الرب وادوات سخطه ليخرب كل الارض ولولوا لان يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء. لذلك ترتخي كل الايادي ويذوب كل قلب انسان فيرتاعون
.تاخذهم اوجاع ومخاض يتلوون كوالدة.يبهتون بعضهم الى بعض.
وجوههم وجوه لهيب هوذا يوم الرب قادم قاسيا بسخط وحمو غضب ليجعل الارض خرابا ويبيد منها خطاتها. فان نجوم السموات وجبابرتها لا تبرز نورها.تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوءه. واعاقب المسكونة على شرها والمنافقين على اثمهم وابطل تعظم المستكبرين واضع تجبر العتاة. واجعل الرجل اعز من الذهب الابريز والانسان اعز من ذهب اوفير. لذلك ازلزل السموات وتتزعزع الارض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه. ويكونون كظبي طريد وكغنم بلا من يجمعها.يلتفتون كل واحد الى شعبه ويهربون كل واحد الى ارضه. كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف. وتحطم اطفالهم امام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم هانذا اهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب. فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن.لا تشفق عيونهم على الاولاد. وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة. ) (اشعياء 13 : 1- 19). من اكثر النبوءات ربما تتحدث عن مستقبل صعب وعسير على مملكة بابل او العراق ، اذ ان من المعروف ان بابل كانت مملكة عظيمة في سالف الزمان ، ولم تعد هذه المملكة كما كانت بعد افول ذاك النجم ، لكنها يبدو ستعود الى مرلحة سطوع النجم النسبي قبل قدوم المخلص ويرسل الرب عليها عقابا" على يده ، ويذيقها الأمرين وبعد ان يطهر ارضها – ارض الكلدانيين وبابل – من تلك الثلة المتجبرة والمتغطرسة يعود فيسطع نجمها من جديد على يدي المسيح ويجعلها موطنا له ، اما اورشليم فسيحررها المسيح المعزي ولا شك بعد معصرة الرب العظيمة على جبل مجيدو في معركة هرمجدون ولكن المجد سيصير لبلاد الرافدين كما سنثبت لاحقا" .

4. (فاقوم عليهم يقول رب الجنود واقطع من بابل اسما وبقية ونسلا وذرية يقول الرب. واجعلهم ميراثا للقنفذ واجام مياه واكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود قد حلف رب الجنود قائلا انه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت ان احطم اشور في ارضي وادوسه على جبالي فيزول عنهم نيره ويزول عن كتفهم حمله. هذا هو القضاء المقضي به على كل الارض وهذه هي اليد الممدودة على كل الامم) (اشعياء 14 : 22-27) .
5. (فاقوم عليهم يقول رب الجنود واقطع من بابل اسما وبقية ونسلا وذرية يقول الرب. واجعلهم ميراثا للقنفذ واجام مياه واكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود قد حلف رب الجنود قائلا انه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت ان احطم اشور في ارضي وادوسه على جبالي فيزول عنهم نيره ويزول عن كتفهم حمله. هذا هو القضاء المقضي به على كل الارض وهذه هي اليد الممدودة على كل الامم. فان رب الجنود قد قضى فمن يبطل ويده هي الممدودة فمن يردها في سنة وفاة الملك احاز كان هذا الوحي ) اشعياء 47 : 1-5 .
6. ( اهربوا من وسط بابل واخرجوا من ارض الكلدانيين وكونوا مثل كراريز امام الغنم لاني هانذا اوقظ واصعد على بابل جمهور شعوب عظيمة من ارض الشمال فيصطفون عليها من هناك تؤخذ.نبالهم كبطل مهلك لا يرجع فارغا. وتكون ارض الكلدانيين غنيمة.كل مغتنميها يشبعون يقول الرب. لانكم قد فرحتم وشمتم يا ناهبي ميراثي وقفزتم كعجلة في الكلا وصهلتم كخيل تخزى امكم جدا.تخجل التي ولدتكم.ها اخرة الشعوب برية وارض ناشفة وقفر. بسبب سخط الرب لا تسكن بل تصير خربة بالتمام.كل مار ببابل يتعجب ويصفر بسبب كل ضرباتها. اصطفوا على بابل حواليها يا جميع الذين ينزعون في القوس.ارموا عليها.لا توفروا السهام لانها قد اخطات الى الرب. اهتفوا عليها حواليها.قد اعطت يدها.سقطت اسسها نقضت اسوارها.لانها نقمة الرب هي فانقموا منها.كما فعلت افعلوا بها. اقطعوا الزارع من بابل وماسك المنجل في وقت الحصاد.من وجه السيف القاسي يرجعون كل واحد الى شعبه ويهربون كل واحد الى ارضه اسرائيل غنم متبددة.قد طردته السباع.اولا اكله ملك اشور ثم هذا الاخير نبوخذراصر ملك بابل هرس عظامه. لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.هانذا اعاقب ملك بابل وارضه كما عاقبت ملك اشور. وارد اسرائيل الى مسكنه فيرعى كرمل وباشان وفي جبل افرايم وجلعاد تشبع نفسه. في تلك الايام وفي ذلك الزمان يقول الرب يطلب اثم اسرائيل فلا يكون وخطية يهوذا فلا توجد لاني اغفر لمن ابقيه ) (ارمياء 50 : 8-21).
7. (فترتجف الارض وتتوجع لان افكار الرب تقوم على بابل ليجعل ارض بابل خرابا بلا ساكن.كف جبابرة بابل عن الحرب وجلسوا في الحصون.نضبت شجاعتهم.صاروا نساء.حرقوا مساكنها.تحطمت عوارضها. يركض عداء للقاء عداء ومخبر للقاء مخبر ليخبر ملك بابل بان مدينته قد اخذت عن اقصى وان المعابر قد امسكت والقصب احرقوه بالنار ورجال الحرب اضطربت. لانه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل ان بنت بابل كبيدر وقت دوسه.بعد قليل ياتي عليها وقت الحصاد اكلني افناني نبوخذراصر ملك بابل.جعلني اناء فارغا.ابتلعني كتنين وملا جوفه من نعمي.طوحني. ظلمي ولحمي على بابل تقول ساكنة صهيون ودمي على سكان ارض الكلدانيين تقول اورشليم. لذلك هكذا قال الرب.هانذا اخاصم خصومتك وانتقم نقمتك وانشف بحرها واجفف ينبوعها. وتكون بابل كوما وماوى بنات اوى ودهشا وصفيرا بلا ساكن. يزمجرون معا كاشبال.يزئرون كجراء اسود. عند حرارتهم اعد لهم شرابا واسكرهم لكي يفرحوا ويناموا نوما ابديا ولا يستيقظوا يقول الرب. انزلهم كخراف للذبح وككباش مع اعتدة كيف اخذت شيشك وامسكت فخر كل الارض.كيف صارت بابل دهشا في الشعوب. طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة امواجه. صارت مدنها خرابا ارضا ناشفة وقفرا ارضا لا يسكن فيها انسان ولا يعبر فيها ابن ادم. واعاقب بيل في بابل واخرج من فمه ما ابتلعه فلا تجري اليه الشعوب بعد ويسقط سور بابل ايضا. اخرجوا من وسطها يا شعبي ولينج كل واحد نفسه من حمو غضب الرب. ولا يضعف قلبكم فتخافوا من الخبر الذي سمع في الارض فانه ياتي خبر في هذه السنة ثم بعده في السنة الاخرى خبر وظلم في الارض متسلط على متسلط. لذلك ها ايام تاتي واعاقب منحوتات بابل فتخزى كل ارضها وتسقط كل قتلاها في وسطها. فتهتف على بابل السموات والارض وكل ما فيها لان الناهبين ياتون عليها من الشمال يقول الرب. كما اسقطت بابل قتلى اسرائيل تسقط ايضا قتلى بابل في كل الارض ايها الناجون من السيف اذهبوا لا تقفوا ااذكروا الرب من بعيد ولتخطر اورشليم ببالكم. قد خزينا لاننا قد سمعنا عارا غطى الخجل وجوهنا لان الغرباء دخلوا مقادس بيت الرب. لذلك ها ايام تاتي يقول الرب واعاقب منحوتاتها ويتنهد الجرحى في كل ارضها. فلو صعدت بابل الى السموات ولو حصنت علياء عزها فمن عندي يأتي عليها الناهبون يقول الرب صوت صراخ من بابل وانحطام عظيم من ارض الكلدانيين. لان الرب مخرب بابل وقد اباد منها الصوت العظيم وقد عجت امواجهم كمياه كثيرة واطلق ضجيج صوتهم. لانه جاء عليها على بابل المخرب واخذ جبابرتها وتحطمت قسيهم لان الرب اله مجازاة يكافئ مكافاة. واسكر رؤساءها وحكماءها وولاتها وحكامها وابطالها فينامون نوما ابديا ولا يستيقظون يقول الملك رب الجنود اسمه. هكذا قال رب الجنود ان اسوار بابل العريضة تدمر تدميرا وابوابها الشامخة تحرق بالنار فتتعب الشعوب للباطل والقبائل للنار حتى تعيا ) (ارمياء 51 : 29 – 59).


  مقتبس من كتاب ((عودة السيد المسيح له المجد))
من فكر المسيح العائد



3 التعليقات:

بين يســوع ومعلمــي الشريعــة







امر الرب موسى بأن يجعل هارون وبنيه كهنة من ذلك اليوم اصبح اولاد هارون كهنة للرب فراحوا بعد موسى وهارون يعلمون الناس الشريعة والاحكام واستمر بهم الحال جيل بعد جيل فأبناء هارون هم الكهنة ولكنهم بدئوا بالانحراف شيئاً فشيئاً فكانوا مكذبين ومحاربين لزكريا وكانوا يسرقون قوت الشعب ويميلون الى الرومان من اجل الحفاظ على مناصبهم ولما رزق الرب زكريا بمولود وسماه يوحنا المعمدان وكانت زوجة زكريا الياصبات عاقراً لم يؤمنوا ولم يتوقفوا عن عدائهم لزكريا كما انهم لم يصدقوا بنبوة يوحنا المعمدان وكان يوحنا يبشرهم بمجيء المسيح لكنهم كذبوه وحاولوا ايذائه ولما ظهر يسوع وقفوا بوجهه واتهموه كما اتهموا والدته القديسة العذراء من قبل وراحوا يحيكون عليه المؤامرات والدسائس لدى الحكام الرومان ويثيرون الشعب ضده لكن يسوع تصدى لهم وكشف زيفهم وفضح اكاذيبهم وكان يحذر الناس منهم ومن خطرهم ومما قاله المسيح للناس عنهم ما جاء في انجيل مرقس : (( معلموا الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون ، فأفعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به . ولكن لا تعملوا مثل اعمالهم . لأنهم يقولون ولا يفعلون )) ( مرقس12 : 38 - 40) .
كما قلنا ان الكهنة هم ابناء هارون وهم معلمي الشريعة الذين جلسوا وقاموا مقام موسى وهارون في ارشاد الناس وهدايتهم وتعليم الشريعة والاحكام فهم بمقامهم هذا يمثلون موسى ويقومون مقامه لذلك فان الناس تحترمهم وترجع اليهم في احكام الشريعة والدين ، فأنهم قد تعلموا ودرسوا علوم الشريعة وحفظوها جيداً لذلك فان يسوع امر الناس بأن تفعل ما يقوله اولئك الكهنة ويعملوا به لانه حق وصحيح . ولكنه امرهم في نفس الوقت وحذرهم من ان يعملوا كأعمال اولئك المعلمين لان اعمالهم مخالفة لأقوالهم التي يأمرون الناس بالعمل بها وهم لا يعملون بها فهم قد حفظوا الشريعة والاحكام ولكنهم لا يعلمون بها . وقال :(( فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم. )) (مت 23: 4) فان هؤلاء المعلمين ينقلون للشعب احكاماً وشرائع صعبة وعسيرة ويأمرونهم بالعمل بها . والامتثال لهم في تطبيق هذه الاحكام وتأديتها على الوجه الصحيح من غير ان يبينوا لهم الطريقة الصحيحة في تأدية ذلك العمل فهم بأفعالهم تلك يحملون الشعب ما لا يطيق لقد جعلوا الشعب ينفر من الدين ويشمئز منه بسبب تلك الشرائع والاحكام التي لا يعرف الشعب كيفية الاتيان بها على الوجه الذي اراده الرب لقد القوا تلك الاحكام الى الناس من دون بيان وشرح حتى صار الشعب عاجزاً عن العمل بها فهم لا يحاولون اعانتهم على العمل بالأحكام والتمسك بالشريعة والرجوع الى الرب وترك الهوى والاماني والشيطان . فإن الشعب يريد الهداية لكنه لا يعرف كيف يهتدي وكلما جاءهم من يريد هدايتهم وارسله الرب الى ذلك وقف اولئك المعلمين والكهنة بوجهه وكذبوه وحاربوه واتهموه فلا هم يعلمون الناس ويهدونهم ولا يسمحون لغيرهم ان يفعل ذلك . فالحقيقة ان هؤلاء الكهنة من المعلمين والفريسيين بسبب انحرافهم وزيفهم فهم ليسوا مخلصين في عملهم فهم حينما يعملون ويتعبدون ليس لكي يباركهم الرب ويرضى عنهم ويغفر لهم خطاياهم ولكن كل هدفهم من ذلك هو ان تراهم الناس لكي يعجبون بهم ويصفونهم بأوصاف جميلة ويطلقون عليهم الالقاب المثيرة فهم بذلك انما يموهون ويخدعون الناس بتلك الافعال . ومن هنا فالواجب علينا ان نلتزم بما جاء في الكتاب المقدس وما قاله المسيح واوصى به فنحذر من المزيفين والمنحرفين الذين يضلون الناس ولا يهدونهم ولا يخلصون الى الرب في افعالهم بل هم مراؤون كاذبون منافقون .
وقال: (( يجعلون عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم ويطولون اطراف ثيابهم )) (متى 5:23) لقد امر الرب موسى بأن يصنع لباس خاص بالكهنة وراح الكهنة يلبسون هذا اللباس ولكن لما ظهر الانحراف فيهم بدأوا بتغيير ما امر به موسى من لباس فجعلوا العصائب عريضة بعد ان كانت دقيقة ومتواضعة وذلك لكي تراهم الناس وتميزهم عن غيرهم فهم يريدون من الناس ان تحترمهم لا عن طريق افعالهم ولكن عن طريق مناصبهم ولباسهم . كما انهم راحوا يطولون ثيابهم عن ما تعارف عليه في لباس الكهنة وذلك لنفس الاسباب وهذا هو لباس الشهرة الذي خالفوا به الانبياء والصالحين فقد كان هؤلاء يلبسون ملابس بسيطة ومتواضعة ولم يكن من لا يعرفهم ممن يراهم يميزهم عن غيرهم من الناس ولكن هؤلاء الكهنة تعدوا ما امرهم به الرب وخالفوا موسى .
ثم قال :(( ويحبون المتكا الاول في الولائم والمجالس الاولى في المجامع والتحيات في الاسواق وان يدعوهم الناس سيدي سيدي واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة. 9 ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السموات. 10 ولا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح. 11 واكبركم يكون خادما لكم. 12فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع)). متى 6:23-11وهذا الخُلّق السيء ما نشاهده في زماننا هذا بكثرة عند الكثير من الاشخاص وخاصة عند الكهنة من معلمي الشريعة فهم يحبون ان يجلسوا دائماً في صدر المجلس والانظار متوجهة اليهم وان تقوم الناس لهم بالخدمة وان الناس تحييهم وتقبل ايديهم وتشير اليهم كما انهم يحبون ان تسميهم الناس يا معلم اي انهم يريدون من الناس ان تميزهم عن الاشخاص الباقين بأن يخاطبونهم بكيفية خاصة تختلف عن كلام الناس وخطابهم فيما بينهم وهذا ما نشاهده اليوم بكثره ولا اعرف اين نحن اليوم من اخلاق موسى ويسوع والحواريين والمؤمنين والصالحين الذي لا يحبون ان تميزهم الناس عن غيرهم ، فكلنا قد قرأ في الانجيل كيف ان المسيح يجلس مع الخاطئين ويجلس في اي مكان يجده في المجلس ويلبس كما يلبس الناس . ويظهر خُلق المسيح من خلال كلامه مع الحواريين حيث قال : (( اما انتم فلا تسمحوا بأن يدعوكم احد يا معلم . لأنكم كلكم اخوة وكلكم معلم واحد )) هكذا يأمر يسوع اصحابه بأن لا يسمحوا لأحد ان يصفهم بصفات تميزهم عن غيرهم كان يقولون لهم يا معلم ثم انه بين لهم ان المعلم واحد فقط ولا يجوز ان نطلق هذا اللقب على كل كاهن . كما ان ما يفهم من ذلك ان كلام الرب لا يقف عند حدود هذه الكلمة (( يا معلم )) فقط بل يتعداها كما هو واضح الى كل صاحب منصب او جاه بان لا يحب ان تناديه الناس بصفته او لقبه او منصبه . وقال ايضاً متمماً لكلامه :(( ولا تدعوا احداً على الارض يا ابانا )) فها هو يسوع ينهى الشعب ان يدعو احداً يا أبانا فذلك لا يصح اطلاقاً ان يطلق هذا اللقب على غير الاب السماوي مهما وصل به المقام والحال فقد قال المسيح :(( لان لكم اباً واحداً هو الاب السماوي )) كما انه قال :(( الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس فلا انتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون )) وهنا يدعو المسيح على معلمي الشريعة بالويل وهو نوع من انواع العذاب كما ان هؤلاء المعلمين والفريسيين المرائين كلما جاءهم رسول او نبي كذبوه واتهموه وحاربوه وهم بهذا يغلقون ملكوت السماوات بوجه الناس . فأن الرسل والانبياء يدعون الى الملكوت وهؤلاء يمنعون الناس من الولوج في ملكوت السماوات فهم لا يريدون الدخول في الملكوت ولا يدعون الناس تدخل فهم بأقوالهم وافعالهم يصدون الناس عن الايمان بالرسل والانبياء والدخول في ملكوت السماوات.
ثم قال :(( تأكلون بيوت الارامل وانتم تظهرون انكم تطيلون الصلاة ، سينالكم اشد العقاب )) . فان هؤلاء المنحرفين من المعلمين والفريسيين يأكلون اموال الناس بالباطل ويستحلون اموالهم ويأخذون اموال الارامل واليتامى ويتعدون على حقوقهم فيأكلون في بطونهم ويتقاسمونها بينهم ولا يعطون المستحقين من اليتامى والارامل ما يكفي لمعيشتهم وسد احتياجاتهم وهم بالرغم من تصرفاتهم هذه فهم يطيلون الصلاة رياء لكي يشاهدهم الناس ويثقون بهم فيزداد الناس في اعطائهم للأموال والتبرعات ولكن العاقبة لمثل هؤلاء المنحرفين من معلمي الشريعة وغيرهم هي العقاب الشديد .
وقال ايضاً:(( الويل لكم يا معلموا الشريعة والفريسيون المراؤون تُعطون العشر من النقع والصعتر والكمون ، ولكنكم تهملون اهم ما في الشريعة . العدل والرحمة والصدق وهذا ما كان يجب عليكم ان تعملوا به من دون ان تهملوا ذلك )) . فأن الذي يظهر من كلام المسيح ان هؤلاء المعلمين والفريسيين يعملون ببعض الاحكام ويؤمنون ببعض في الشريعة ويتركون البعض الاخر فأنهم قد اخروا واهملوا اموراً اخرى مهمة امُروا بالعمل بها كالعدل والرحمة والصدق فهم قد اهتموا بتلك الفريضة لأنهم يستفيدون منها فائدة مالية لهم ولأسرهم ولكنهم اهملوا تلك الفائدة التي تعود عليهم من العمل بالعدل والرحمة والصدق ففائدة هذه الامور كما لا يخفى فائدة اخروية تجلب لهم الثواب والحسنات . انهم اُمروا بان يعملوا بكل هذه الامور ولا يهملوا منها احداً ابداً فإنهم ياخذون ما ينفعهم في الدنيا ويتركون ما ينفعهم في الاخرة . 
وقال ايضاً :(( تصفون الماء من البعوضة ، ولكنكم تبتلعون الجمل )) 
يدققون على ما يشربون وما يأكلون حتى يصفوه من كل شائبة او ضرر ولكنهم اذا تسلطوا على اموال الناس فانهم يبتلعونها مهما كبرت فجعل هذا مقارنة بين البعوضة بصغرها اذا كانت لحوائجهم الخاصة وبين الجمل بحجمه الكبير الذي لا يمكن في الظاهر ابتلاعه ولكنه مثال على عظيم جرمهم وجشعهم . 
ثم توعدهم مجدداً الى ان قال :
(( انتم كالقبور المبيضة ، ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ بعظام الموتى وبكل فساد وانتم كذلك تظهرون للناس صالحين وباطنهم كله رياء وشر )) 
وهنا اخرج وصفهم وحالهم الحقيقي الذي يظهر للناس جميل وصالح ولكنه شر يملأه الرياء فكانوا كالقبور المزينة من الخارج وهي من الداخل نتنة وقبيحة بما تحويه.

0 التعليقات:

كيف نكون من المنتظرين الحقيقيين لمجيء المسيح الثاني ؟







لقد شهد التأريخ لحركات وجماعات أهتمت بموعد مجيء المسيح لكنها وقعت في اخطاء كبيرة وكارثية لأنها ركزت على تحديد موعد مجيء المسيح الثاني بدلا" من التهيئة الحقيقية لذلك اليوم وتلك الساعة ، ومثال ذلك طائفة الادفنتست المعروفة والتي حدد ملهمها ومؤسسها وليم ميلر موعد لمجيء المسيح في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا" بين عام 1843-1844 ، وعندما لم يأت المسيح اعلن احد اتباعه موعد أخر للمجيء وهو من نفس السنة ، ومرة اخرى تخطا حسابات الادفنتستيين ليعلنوا موعدا" ثالثا" في عام 1845 ، ولا يحدث شيء ... وليست هذه الحادثة هي الأولى ولا الأخيرة من نوعها ن فقد شهد التأريخ المسيحي على طول الخط منذ عام 100 للميلاد والى اليوم تنبؤات لجهات دينية ومجموعات تتخذ منهج معين في دراسة اسفار الكتاب المقدس ومحاولة فك رموزه والشفرات المخفية فيه كي تصل اي منها الى موعد محد او تقريبي لمجيء المسيح الثاني ، ولو تمعنت تلك الجماعات ونظرت الى الكتاب وكلام السيد المسيح لأدركت ذلك الخطأ الفادح الذي وقعت فيه وتسببت في تضليل العديد من اتباعها حول العالم اضافة" الى اثارة موجة كبيرة من السخرية من قبل العلمانيين والذين يتربصون بالأديان كي يوجهوا لها النقد مع اول فرصة تسنح لهم ، وقد اعطت تلك الحركات الفرصة السانحة والمثالية لتحقيق مآرب تلك التيارات الملحدة ، بينما نجد ان الكتاب المقدس عموما" والانجيل خصوصا" لم يتطرق الى موضوع التوقيت ، بل ان المسيح نفسه قال لتلاميذه : ( واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السماوات الا ابي وحده ) متى 24 : 36 ، وهذا النص يكفي للإنسان ان يعلم ما هو تكليفه في كل زمان ومكان ، وما هي الطريقة الصحيحة في الانتظار الإيجابي كما يصطلح عليه ، ان الانتظار تارة" يكون سلبي فيصبح الفرد المؤمن والمنتظر للخلاص في ذات الوقت شخصا" متقوقعا" على ذاته ومنكمشا" ومنغلقا" من نواحي عديدة بحيث يكون انسان غير فعال في المجتمع وسلبي الى ابعد الحدود ، وبهذا يكون عرضة لسهام النقد من المحيط حوله من الناس الذين يرونه انسان شاذ وغير سوي ، فالانتظار وفق مفهوم هذا الشخص يعني الانعزال وترك العمل وفعاليات الحياة اليومية بحجة انتظار الخلاص او الفرج ، بينما الانتظار الإيجابي يعني ان يكون الأنسان المؤمن هو كالضوء في الظلام الدامس وكالقمر في دجى الليل المظلم ، فتراه ينير على كل من حوله من الأهل والأقارب والأصدقاء والأحبة فيذكرهم بوصايا الرب والاستعداد الصحيح والسليم ليوم المجيء وساعة الخلاص ، هو هكذا يكون كاللبنة التي تضع نفسها في الجدار المؤسس لبنيان المجتمع ، ومتى جاءت الساعة سواء كانت عاجلة ام آجلة وقريبة ام بعيدة فهو انسان منتج وشجرة مثمرة تورق اوراقها وتظلل اغصانها على المحيط فينتفع بها الجميع ويفرح بها الرب واهل السماء .
ولهذا فان كل منا يتمنى ان يكون هو من النوع الثاني وليس الأول بطبيعة الحال ، وليس تطبيق شروط تلك الشخصية بصعب ولا مستحيل بل هو بمتناول اكثرنا ، واليوم اذا ما اردنا ان نكون حقا" مثمرين ومنتظرين بالمعنى الإيجابي الذي ذكرناه علينا ان نكون واعين ومتفتحي الذهن ونافذي البصيرة كي لا يفوتنا شيء مهم ولا يمر علينا حدث ما مهم في قضية المجيء ، لأن التفاعل مع الحدث هو جزء من فلسفة الاستعداد والسهر للمجيء
فيجب علينا أن نهيأ انفسنا ونعيشها في حالة الترقب والانتظار الحقيقي للمسيح ، ولسنا نحن الذين نطري على هذا النوع من الناس ولكن الكتاب يثني عليهم بفم المسيح : ( طوبى لأولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين ، الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويقدم فيخدمهم ..) لوقا 12 : 37 ، ونصوص اخرى لم نذكرها لضيق المقام ، وعليه فأن هذه الفئة هي الفئة القليلة الممدوحة الصابرة الناجية الواصلة للحق والمدركة لربها متى جاء بمجده وملكوته ، ومن المفارقة ان نجد هذه الفئات التي قسمناها هنا ليس فقط عند المسيحيين وفي الوسط المسيحي فقط لا بل ان الكلام اعم واشمل ، لأن المسيحيين ليسوا وحدهم ينتظرون الخلاص على يدي الملخص ، بل ان اليهود والمسلمين وحتى ديانات اخرى ربما تشترك بهذا المطلب ، لذلك ونحن نعيش في عالم صغير بسبب التطور والتكنلوجيا الحديثة نجد ان الشعوب على اختلاف اديانها وعقائدها تضم هذه الفئات بين ثناياها تماما" مثل شعبنا واهلنا المسيحيين في العالم.

0 التعليقات:

رسالة المسيح العائد الاولى للعالم





اعلان المسيح العائد الذي ارسل تلامذته الجدد الى العالم ليكرزوا بقرب الخلاص ، ليعلن للمسيحين في كل مكان في العالم انه قد جاء ليؤسس مملكة الرب الموعودة في الكتاب المقدس ، وليزيح كل الاحجار التي تقف في طريق تأسيس مملكة الرب التي بشر بها (اشعياء النبي ) وها هو يعلن رسالته الأولى من خلال تلامذته الجدد الذي تشرفوا بلقاءهِ له المجد ، ان المسيح اوصانا ان نخبر العالم بهذه الرسائل وهي :- 
ان كل الفهم السائد لنصوص الكتاب المقدس بشقيه العهد القديم والجديد قد كانَ فهماً خاطئاً ومعاكساً لما يريده الآب والمسيح له المجد ، وانه مستعد ان يبين الحقائق امام انظار العالم من اجل اصلاح هذا الفهم الخاطئ وذلك من خلال روح الإنجيل وجوهر الكتاب المقدس كذلك مستعد ان يبين لجميع الكنائس في العالم حتى لا يكون احد في عذر من رسالة الآب ، فلقد قصرت الكنيسة في فهم الإنجيل واسراره ومع هذا فإنهم لم يبينوا للناس هذا الأمر ، وكيف يعطي شخصاً فهماً هو لا يفهمه اصلاً ففاقد الشيء لا يعطيه !.... يقول المسيح له المجد ان الكنيسة جعلت الناس في حيرة من امرها وتسببت في اختلاف الكنيسة الشرقية والغربية على حد سواء ، وكان نتاج سوء فهمها وجهلها بأسرار الكتاب المقدس هو مولد الطوائف المختلفة والمتناحرة بينها، ونقول كيف يرضى الآب على انقسام المسيحيين وتمزيق جسد الكنيسة بينما هو خلقهم وارشدهم لابنه المسيح كي يتوحدوا فيه ؟.... وهل يا ترى خلقهم واوجدهم في هذه الحياة ليختلفوا وينشقوا ويتباعدوا ؟ . ان هذا الاختلاف الذي تسببت فيه الكنيسة ورجالها كان هداماً وليس بنيانآ لجسد الإيمان المسيحي حتى وصل الحال الى انتشار الظلم لبني البشر وانتشار الفساد وهو ابعد مايكون عن المؤمنين ، فقد شاع بينهم قضية الشذوذ الجنسي والفساد الذي انهال علينا من قبل الكنيسة ورجالاتها وتعدى الأمر الى مجاملة السياسيين واستخدام الدين كعملة رخيصة يقلبها رجال السياسة مع رجال الكنيسة مثلما يشاؤون فهذا في المشرق يحلل قتل من في المغرب ومن في المغرب يحلل قتل من في المشرق. لقد اختلفت الكنيسة ورجالها في اهم الأشياء ، اختلفوا في عودته المباركة واختلفوا في حكمه الألفي واختلفوا في كتابه واختلفوا في امه العذراء القديسة واختلفوا في تلامذته واستبدلوا بهم رجالاً ارضيين خطائين واختلفوا بحقيقة المسيح والآب ومقاماتهم واختلفوا في التقليد وغيرها من الامور التي لو تحدثنا عنها لضاق الوقت والورق . 
نقول مخاطبين رجال الكنيسة في كل انحاء العالم وكافة الطوائف دون استثناء : اين انتم من تعاليم المسيح ايها المترفون وحقاً انكم جددتم الإنجيل كأنكم انتم الموصوفون فعلاُ على لسان معلمنا المسيح له المجد حين خاطب رجال الدين في زمان المجيء الأول : (ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. هكذا انتم ايضا: من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما! ) 
اننا من منطلق الحرص على قضيتنا من قبل المسيح العائد نعلن امام الناس التحدي والمناظرة برغم اننا بسبب هذا الكلام قد قتلنا وطوردنا الا اننا ماضون حتى يأتي معلمنا بالبشارة العظمى ينشر الدين الواحد الذي لا طائفة فيه ويحاسب كل المتآمرين من رجال الدين والسياسة الذين كفروا بما انزله الآب على المسيح ، ونعلن ان كل الأطروحات الدينية في الساحة هي مغايرة لروح الإنجيل ولهداية الناس الى الطريق الذي اختاره الآب على لسان ابنه المقدس له المجد ولسنا ممن يريد الخراب بل جئنا للإصلاح والمحبة والسلام ذلك لأن الذين ادعوا المحبة والسلام قد نشروا الخراب على عكس ما قالوا ووعدوا . 
سلاماً ونعمة من المسيح العائد الى كل المؤمنين في العالم والمنتظرين لخلاص الرب . 
(هو ذا آتٍ فتبصره كل عين)

0 التعليقات:

المسيح لم يشرب الخمر ولم يأمر بشربه

 





يعتقد بعض المسيحيين ان المسيح يشرب الخمر ولذلك فإننا نجد بعض المسيحيين اليوم اينما وجدوا يشربون الخمر ولقد تعلم البعض من المسيحيين شرب الخمر والادمان عليها نتيجة ما قرأوا وسمعوا من اقوال تنسب للسيد المسيح المنقولة في بعض الاناجيل ولقد انتهز من تسولت له نفسه ارتكاب الخطايا بسبب هذه الاقوال فقد ورد في انجيل متى( جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون : هوذا انسان اكول وشريِّب خمر محب للعشارين والخطاة )(متى 19:11)

والحق اقول ان يسوع لم يشرب الخمر وهناك عدة ادلة على ذلك : فقد كان المسيح اول مولود من امه فهو اول فاتح رحم ((اول بكر)) واول بكر يكون منذوراً لله : ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب في ناموس الرب : ان كل ذكر فاتح يدعى قدوساً للرب .لوقا(2) ويكون منذوراً لعبادة الرب ((وامر الرب موسى ؟ قل لبني اسرائيل : اذا انفرز رجل او امراة لينذر نذر النذير لينتذر للرب. فعن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب ولا يأكل عنباً رطباً ولا يابساً. كل ايام نذره لا يأكل من كل ما يعمل من جفنه الخمر من العجم حتى القشر . كل ايام نذر افترازه لا يمر موسى على راسه الى كمال الايام التي انتذر فيها الرب يكون مقدساَ ويربى خصل شعر رأسه. كل ايام انتذاره للرب لا يأتي الى جسد ميت . ابوه وامه واخوه واخته لا يتنجس من اجلهم عند موتهم لان انتذار الهه على راسه . انه كل ايام انتذاره مقدس للرب)(سفر للعدد6)

ومن هذا يتضح ان المسيح لم يشرب الخمر حيث ان من تجنب الخمر هو القدوس : ( فقال له الملاك : لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلدك ابناً وتسميه يوحنا . ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته .لانه يكون عظيماً امام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن امه يمتلئ من الروح) (لوقا 1) . 
فالمسيح كان قدوساً للرب مثل يوحنا المعمدان والاثنان منذوران للرب . فما يسري على المعمدان يسري ايضاً على يسوع ، وبهذا يتضح ان اليسوع لا يشرب الخمر والمسكر . ثم ان نسب يسوع يرجع الى هارون النبي من امة الفريسة مريم العذراء فالمسيح من ابناء هارون وابناء هارون كان ممنوعاً عليهم ان يشربوا الخمر ومنهم المسيح حيث جاء في الكتاب المقدس ( وقال الرب لهارون : خمراً ومسكراً لا تشرب انت وبنوك معك )(سفر لاويين10) فهل يخالف المسيح يا ترى الرب ؟! ويخالف التعاليم التي يأتي بها ، كما ان ما جاء في رسالة القديس بولس الرسول الاولى الى ثيموثاوس والتي تحدث فيها عن الشمامسة قال فيها : (( ويجب ان يكون الشمامسة كذلك من اهل الوقار، لا مخادعين ، ولا مدمني خمر ، ولا طامعين بالمكسب الخسيس . وعليهم ان يحافظوا على سر الايمان في ضمير ظاهر . ويجب ان يتم اختبارهم اولاً ، فاذا كانوا بلا لوم اقيموا شمامسة . وعلى النساء كذلك ان يكن من اهل الوقار ، غير نمامات ، يقظات امينات في كل شيء . وعلى الشمامسة ان يكون كل واحد منهم زوج امراة واحدة . وان يحسنوا رعاية اولادهم وبيوتهم فالذين يحسنون الخدمة ينالون مكانة رفيعة وثقة عظيمة في الايمان بالمسيح يسوع )) . فاذا كان هذا حال الشمامسة واخلاقهم فما هو حال السيد المسيح واخلاقه ؟! ان يسوع حتماً افضل من هؤلاء الاشخاص ولا توجد مقارنة بينه وبينهم . ثم ان المسيح ينطق بالحكمة ويأتي بالشريعة من ملكوت الرب له وهذا لا يتناسب مع السكر مطلقاً فأن الخمر يذهب بالعقل ولا يستطيع من يشرب المسكر والخمر ان ينطق بالحكمة كما انه سوف يخطأ لا محاله في نقل الاحكام والشريعة وهذا لا يتناسب مع كونه نبي اذن فيتبين من ذلك ان المسيح لا يشرب خمراً ولا مسكراً . كما ان المسيح معصوم عن الخطأ ومن الخطأ ان يتناول يسوع الخمر ويشرب المسكر وهذه في الحقيقة اهانة للمسيح المخلص فالسيد المسيح لا يمكن ان نتصور بحال من الاحوال ان يتصرف كما يتصرف السكارى الذين يصدر منهم ما لا يليق بالشخص العادي فضلاً عن شخصاً مثل يسوع . وقد عرف عن يسوع انه يحيي الموتى ويشفي المرضى ويخرج الشيطانيين من اجسام المصابين فقد قهر المسيح بعلمه هذا وبما اتاه الله الاطباء في عصره حتى اعترفوا بفضله وعلمه وبعد هذا العلم كله الذي كان يحمله يسوع الا ينبغي ان يعرف اضرار الخمر وما يسببه من امراض تصيب الانسان كما اثبت العلم الحديث فان العلم والتجربة اثبتتا ان شرب الخمر يتسبب في الاضرار بحالات عديدة تتعلق بالانسان ومن اهم هذه الحالات : الحالة الصحية والحالة الاجتماعية والحالة الاقتصادية .
الحالة الصحية : فقد توصل كبار الاطباء الى ان الخمر من اكبر العوامل المسببة لأمراض القلب والكبد والمعدة والبنكرياس . كما ان الخمر تسبب الاكتئاب ، وتتسبب في اشد التغييرات المدمرة في المخ . كما ان الاطفال الذين يولَدون للنساء اللاتي يشربن الخمور يكونون عادة متخلفين عقلياً ولديهم خلل تناسلي وثقوب بالقلب ويكونون اصغر حجماً واخف وزناً من الاطفال العاديين. كما ان ما تعارف من شرب القليل من الخمر يفيد القلب ثبت خطأه وعلى العكس ان شرب الخمر يتسبب في تصلب الشرايين وضيقها .
. الحالة الاجتماعية :فان بعض الناس يرون ان شرب الخمر امر يقربهم الى المجتمع ويدمجهم فيه وان ذلك من دواعي العصرية والتقدم وهذا الامر غير صحيح اطلاقاً فهل ايذاء النفس هو من التقدم يا ترى ام ان من العصرية ان يتفرج الناس على الانسان وهو يسير ويترنح او يتقيأ نتيجة شربه للخمر . كما ان السكر يتسبب للانسان بان يسلبه القدرة على الجدل والاقناع وفق المنطق وهذه الامور من الاشياء المهمة التي يحتاجها النبي في دعوته واقناعه للناس ومحاججة اعدائه ومكذبيه فلو افتقدها ولو لبعض الوقت لما استطاع ان يواجه احد سواء اكان ذلك الشخص من الطالبين للحق او من المعاندين والمكذبين فان الخمر تجعل شاربها شخص ضعيف ليس له القدرة على الجدل والمناظرة بل انه يفقد توازنه وعقله وتتحكم فيه طبيعته البهيمية ويسلك سلوك غير مرضي وغير لائق وتشمئز منه الناس . وهذا مما لا يليق بشخص السيد المسيح اطلاقاً كما ان المعروف ان اغلب حوادث السيارات تكون بسبب سكر سائقيها .وان من اسباب الطلاق واقواها هو شرب الخمر بل ان السكر سبب رئيسي في وقوع بعض حالات الاعتداء الجنسي الغير شرعي على الام او الاخت او الاقارب كما ان التفكك الاسري الحاصل في كثير من العوائل يكون بسبب شرب الخمر وانشغال رب الاسرة بنفسه عن عائلته مما يتسبب في انحرافهم وتفككهم وضياعهم .
الحالة الاقتصادية: فحدث ولا حرج فيما تشاهد في دول العالم الثالث اليوم من تردي الحالة الاقتصادية عند شعوب هذه الدول بسبب ما تنفقه تلك الشعوب من اموال طائلة من اجل الخمور ولوازمها لخير دليل على ما يسببه الخمر من اضرار اقتصادية للفرد والمجتمع . يذكر المبشر الانجليزي جيمي سواجرت في كتابه (( الخمر )) انه يوجد في امريكا احد عشر مليون مدمن خمر ، واربعة واربعين مليون من المفرطين في شرب الخمر . ولو لاحظنا ما تمر به افريقيا من بؤس وفقر ومجاعة لاندهشنا ونحن نجد ان اكثر الفقراء في افرقيا يصرفون اموالهم من اجل شراء الخمور وتعاطيها . ومن دراسة قام بها الدكتور الفرنسي (( شارل ريشيه )) وهو الحائز عل جائزة نوبل للفسيولوجيا قال فيها ( هناك العديد من القوى المدمرة التي تنتهك وتدمر الامم ، واحد اخبث واخطر هذه القوى في الخمر ، السود في جنوب افريقيا ينفقون الف مليون رانداً سنوياً على الخمر ، ينفق السود مبلغاً مذهلاً سنوياً على الخمر . هذا المبلغ المذهل يبدده افراد شعب من السود الفقراء على الخمر فقط . وتكلف الخمر جنوب افريقيا خمسمائة مليون دولار سنوياً بسبب الحوادث والاسر المنهارة والانفس الضائعة ). كما اننا لو لاحظنا اصحاب الدخل المحدود والدخل المتوسط من المدمنين على شرب الخمور والمفرطين في شربه لوجدنا ان دخلهم لا يلبي حاجاتهم من الخمر .
وفي الختام اقول للمؤمنين : علينا جميعاً ان نتعض وان لا نسير خلف غرائزنا واهوائنا علينا ان لا نسيء لدين الرب بارتكاب الخطايا كشرب الخمر والمسكر الذي نهى الرب عنه والذي يسيء الى مخلصنا يسوع ( فأذكروا ايها الاحباء ، ما انبأ به رسل ربنا يسوع المسيح ، حين قالوا ( سيجيئ في اخر الزمان مستهزئون يتبعون اهوائهم الشريرة . هم الذين يسببون الشقاق غرائزيون لا روح لهم . اما انتم ايها الاحباء ، فأبنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس )( يهوذا 17) .




مستوحى من كتاب(عودة السيد المسيح)



0 التعليقات:

ما لا تعرفه عن معنى قول السيد المسيح "مملكتي ليست من هذا العالم"









ورد في انجيل يوحنا هذا النص«مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا»(يو36:18)
وهي من النصوص التي استدل بها الآباء على ان المسيح لن يملك على الأرض ، نقول ردا على هذا الكلام ان المعنى واضح لو تمعنا في الكلام جيدا ، فيسوع له المجد يقصد ان مملكته ليست من هذا الزمان ولا يقصد انه لن يحكم العالم المادي ..فالنفي هنا جاء للزمان لا للكلية كما يقال ..فلقد اثبتنا من خلال جملة من النصوص الكتابية من العهد القديم وكذلك من العهد الجديد ان الرب قد ثبت ملكوته الأرضي الى جنب الملك الروحي نذكر منها هذا النص الذي يقول ( فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها والبقرة والدبة ترعيان تربض اولادهما معا والاسد كالبقر يأكل تبنا ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على جحر الافعوان لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي مياه البحر )( اشعياء 11 : 6- 10) من الواضح من التفاصيل التي ذكرت هنا في هذا النص ان مملكة الرب ارضية وليست سماوية اضافة الى نصوص اخرى على سبيل المثال في سفر الرؤيا : ( ورأيت عروشا فجلسوا عليها وأعطوا حكما ورأيت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة ، واما بقية الاموات فلم تعش حتى تتم الألف سنة ، هذه هي القيامة الاولى . هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه الف سنة ، ثم متى تمت الألف سنة يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض يأجوج ومأجوج ليجمعهم للحرب ..) (رؤ 20 : 4- 8 ).
 وهناك نصوص اخرى لم نذكرها مراعاة للاختصار .
ولا يعقل ان المسيح يأتي فيخالف النبوءات التي تتحدث عن اقامة مملكة عادلة على الأرض يسود فيها المحبة والسلام بين بني البشر ، فالمسيح جاء ليتمم كما قال هو في الانجيل وليس لكي ينقض ..وهذا مما لا خلاف عليه ، واذا كان المسيح قد اتى كي يحقق النبوءات لا يعقل ان ينفيها في نفس الوقت فهذا تناقض وحاشا الرب ان يقع في تناقض لأن التناقض من صفات الناس العاديين وليس من صفات الرجال الالهيين كالمسيح ...هذا اولا ..اما ثانيا فالحديث عن قول المسيح ان مملكته ليست من هذا العالم او من هذا الزمان يستلزم ان نتحدث قليلا عن شروط اقامة الممالك والحكومات في كل زمان ومكان ، حيث نعلم ان اي ثورة اذا ما كان هدفها تغيير الواقع وقلب الأمور والموازين فهي بحاجة الى جملة عوامل ومجموعة مقومات ومن هذه المقومات ان يكون الشعب على مستوى التهيئة الذهنية والنفسية لتقبل التغيير الذي سيحصل على يد الرجل الالهي من سيثور على الظلم والطغيان والجبروت ، اولا ..وثانيا ان يكون القادة الذين يساعدون الثائر ذاك مستعدين تماما للدفاع عن قائدهم ومعلمهم ..وكلا هذين العاملين نجد انهما لم يكتملا بشكل صحيح في زمن المسيح كي يقيم مملكته العادلة ..فالشعب اليهودي كان نعم يتوق الى المسيح كما يقول الانجيل بسبب سياسة الظلم لكنه كان في ذات الوقت منقاد وتابع للمعبد اليهودي ويسير وفق اقوال وافعال رجال الكهنوت والكتبة والدليل هو المعاناة التي عاناها المسيح بسبب محاولته لهدم الركيزة المعبدية لو صحت العبارة فهم لم يكونوا على مستوى المسؤولية اقصد الشعب اليهودي لكي يتمم وعد الرب وينهض المسيح بمشروع التغيير الذي نتحدث عنه والدليل قول المسيح لهم : ( هذا الشعب يكرمني بشفتيه اما قلبه فمبتعد عني بعيدا ) وبالتالي لم يجد المسيح اهم العوامل التي تعينه على اقامة مملكة الآب كي يقبل دعوة الشعب له لاعتلاء كرسي المملكة ، لأنها في نظره دعوة جوفاء خالية من الجوهر الصحيح والسليم . اما التلاميذ او القادة الذين يفترض ان يكونوا في الذروة لأعانة قائدهم العظيم المخلص السماوي فهم الآخرين كانوا مستضعفين او ضعفاء ولم تكن في يديهم القوة الكافية لتغيير العالم بل كان قدرهم ان يقوموا بالكرازة وحدها في العصر الذي تلى الصليب والتضحية بالذات ، كان ايمانهم عظيما لكن كان ينقصه الاستبسال في سبيل تنصيب القائد ..ولذلك قال : ( لو كانت مملكتي من هذا العالم لدافع عني خدامي ) وفي النهاية فان مملكته مدخرة لزمان آخر هو ليس الزمان الذي عاش فيه .


مستوحى من كتاب *عودة السيد المسيح*
من فكر المسيح #العائد



0 التعليقات:

اسباب حدوث المجاعات في العالم





بالتأكيد ان شدائد ومحن مثل المجاعات التي تمر على البشرية في مختلف الازمان هي لأسباب موضوعية وليست وهمية او خيالية ، اول تلك الأسباب هو تقصير البشر في توزيع الثروات على الناس بالتساوي ، فلو ان الدول الغنية والأغنياء في العالم يهتمون لأمر شبع او جوع الفقراء والمعوزين في كل انحاء الأرض بغض النظر عن الوانهم او انتماءاتهم الدينية والقومية والعرقية لما وجد فقير واحد على الأرض ولما جاع انسان على هذا الكوكب ، ولكننا نلاحظ الظلم يتجلى في اشد حالاته حين ينعم المترف بالقوت والشبع بما يزيد عن احتياجه مئات المرات بينما هنالك المعوز الذي لا يجد قوت يومه ولا ان يسد رمق عائلته .. افريقيا لدينا مثالا واضحا لهذه المجاعات ومنذ كنا صغارا نلعب مع الاطفال في الشارع او المدرسة حين كنا نشاهد فتى او زميل لنا نحيل الجسم نقول عنه انه صومالي افريقي !...من اين جاءت هذه الثقافة يا ترى ؟..لا شك انها جاءت من علمنا ان اشد الشعوب فقرا وعوزا هي الصومال وأفريقيا بشكل عام حيث يبدو الناس كالهياكل العظيمة بينما نجد ان الشعب الأمريكي من اكثر الشعوب في العالم التي تعاني من السمنة المفرطة ولديهم برامج ومسابقات يمنحون لأجلها الجوائز لمن يستطيع ان يخسر 40 باوند مثلا من جسمه خلال شهر او شهرين ... هنا نتساءل من اين جاءت السمنة انها مرض يحدث في الغالب حين يتناول الانسان الحد الزائد عن حاجة جسمه من الطعام لفترة متكررة فتتكدس الشحوم حول انحاء جسمه فيصبح مريضا بالسمنة ، وهي النقيض تماما لما يحدث في افريقيا حيث مرض الهزال الذي يعني تكرار الجوع ونقص المواد الغذائية الطبيعية لحاجة الجسم . ..ان المفارقة ان تجد الشعوب تتفاعل مع هكذا مسابقات ومحافل يحتفى بها بالبدين ويتم تشجيعه بينما لا نجد من يشجب او يستنكر التقصير في توزيع الفائض من طعام وقوت ودخل الشعب الامريكي وحتى في الخليج العربي عندنا الذين يعيشون في اشد حالات الترف والبذخ حتى اكثر من الامريكيين انفسهم ..ولا نجد من يطالب بتوزيع الفائض على الشعوب الفقيرة من قبل الشعوب الغنية ألا بضعة منظمات صغيرة لا تكاد تعطي اثرا ملموسا لهذه الكارثة على ارض الواقع . لا شك أن المسيح له المجد يتأذى من هذه الحالة والتوزيع غير العادل لثروات البشر اليوم ...فمن مثل الرب رؤوف على الفقراء والمعوزين ومتحنن عليهم ؟!!..ان الرب يتوق الى اليوم الذي سيخرج به الى الناس ويطالب بتغيير العالم ويأخذ حق الفقراء من الاغنياء المترفين .. لكنه يطلب اولا ان يقوم الانسان بثورة على ذاته ونفسه قبل ان يثور على الظلم في العالم علينا ان نستعد لمجيء المسيح حقا وان نقبله مخلصا من جديد وننبذ كل المسميات التي تنتحل اسمه ومكانه ونستعد بكل كياننا وجودنا وامكانياتنا . وان يوم المجيء الثاني او الدينونة الاولى سوف يحاسب فيه الرب كل من لم يساعد الفقراء الجياع والمعوزين خصوصاً ان كان اولئك الجياع هم من المؤمنين والمنتظرين للخلاص حيث سيجازي كل واحد حسب عمله وقد ورد هذا المعنى في الكتاب المقدس في انجيل متي : «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.

«ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته لاني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبا فلم تاووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا: يارب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ فيجيبهم: الحق اقول لكم: بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا. فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية».

(مقتبس من كتاب عودة السيد المسيح له المجد / بقلم تلامذة المسيح العائد)


0 التعليقات: