رموز الحكمة في الكتاب المقدس : البوق العظيم او الصوت العظيم
ذكر البوق في الكتاب المقدس على انه وسيلة من وسائل اعلان تحقق مجيء المسيح الثاني في الزمان الأخير حيث ورد في انجيل متى : - (وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها ) فكيف سيسمع الساكنين على الأرض هذا الصوت العظيم الصادر من الملائكة المؤيدين للمسيح له المجد ودعوته المباركة ؟..وكيف سيتفاعلون معه ؟...وما هو موقف وسائل الإعلام المنتشرة في انحاء الأرض من هذا الصوت الهائل وكيف سيتم نقل الحدث ؟....
ان الكتاب المقدس قد نزل بلغة العصر الذي نزل فيه ، وقد كان العصر الذي شهد كتابة الانجيل يعرف الابواق كآلاتٍ يستخدمها الناس للإعلان عن بداية الحرب وبدء القتال ، او للإعلان عن امر بالغ الخطورة يهم عامة الناس ، ولهذا ذكر السفر المقدس ان الوسيلة التي سيستخدمها المسيح في اعلان مجيئه الثاني هي اطلاق الصوت العظيم من خلال النفخ في البوق لجمع المختارين من اصقاع الأرض لتهيئة اقامة مملكة المسيح على الأرض المدخرة له منذ الأزل من قبل الآب ، وكل هذا لأجل ان تكون الصورة اقرب للقبول من قبل العقل البشري الذي نزلت فيه النصوص الانجيلية ، اما اليوم وقد شهدنا تحقق اكثر علامات الأزمنة التي تحدث عنها الكتاب المقدس فأن وسيلة اعلان اي امر هام في العالم يتم وفق الاسباب الطبيعية والتقدم العلمي الذي وصلت له البشرية ، وهي اليوم وسائل الأعلام المتاحة كالقنوات الفضائية والإعلام المقروء والمسموع والمرئي على حدٍ سواء .
ولكن من هم الملائكة المعنيين بإطلاق الصوت العظيم والذين تكون مهمتهم النفخ في البوق لجمع المختارين ؟...ان المعروف ان الملائكة هي كائنات مخلوقة من النور خلقهم الله على هذه الشاكلة لتنفيذ المهمات الكبيرة ويكونوا وسطاء بين الله والبشر وهم يختلفون عن سنخ الجنس البشري تماماً لذلك فليس بمقدور عامة الناس مشاهدة الملاك بالعين المجردة او المعاينة البصرية الطبيعية ، وقد اتيحت فرصة مشاهدتهم من قبل الأناس المقدسين والانبياء على مر التأريخ ، مثل القديسة مريم والقديس زكريا ، ويعبر عن الانسان المبارك والمقدس انه مثل الملاك كما وصف الكتاب يوحنا المعمدان انه الملاك المهيء للطريق الذي يجئ من خلاله مخلص العالم ، جاء في سفر ملاخي (هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود ).
فالملائكة المبوقين هم البشر الذين سيصعدون في المراتب الروحية بسبب ارتباطهم بدعوة المسيح له المجد وبعد ان يكشف الرب لهم عن نفسه حين يعود الى الأرض تصبح مهمتهم الملقاة على عواتقهم هي جمع المختارين من اطراف الأرض ليستعدوا ليوم الخلاص، وهذا يعني ان هنالك عدد من الأشخاص سيوفقهم الآب للقاء المسيح قبل ان يعلن مملكته وهم اثنا عشرَ تلميذاَ بعدد تلاميذ المسيح الاوائل الذين ارسلهم للبشارة ، وسيقوم المسيح العائد الى الأرض بإرسال هؤلاء التلاميذ الجدد الى العالم في زمن المجيء الثاني فيعمد التلامذة هؤلاء الى اطلاق البوق العظيم واعلان تحقق مجيء معلمهم المسيح الذي التقوا به من خلال الوسائل العلمية المتاحة فتصل بشارتهم وكرازتهم العظيمة الى كل الساكنين على الأرض من شرقها الى غربها .وسيصل الصوت الى كافة دول العالم بهذه الوسائل الحديثة وستسمع كل الشعوب والبلدان في الارض هذا الإعلان المثير للجدل ، وبكل اللغات دون استثناء من خلال الترجمة الفورية وكما شهد بذلك الانجيل حين قيل (لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ ) وفي النهاية يكون صوت المسيح قد وصل الى كل الشعوب في العالم وتهيء الطريق للرب في يوم مجده وتحقيق مملكته وسيجتمع المختارين من اطراف الارض على غير ميعاد في يوم معصرة الرب العظيمة .
من فكر المسيح العائد
0 التعليقات: