اسرار الكتاب المقدس: مجئ ابن الانسان



يأتي ابن الإنسان محمولاً على السحاب بمجد وقوة ليخطف مختاريه وينقذ العالم ويقيم مملكة الآب المرتقبة ، وقد ذكر الإنجيل هذه القضية حين قال على لسان المسيح له المجد ( وأيضاً اقول لكم ، من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء ) ولكن ما هو المعنى الحقيقي المراد من مجيء ابن الانسان سائراً في السحاب ؟....فلقد ظلت الكنيسة المسيحية على اختلاف توجهاتها وطوائفها تؤمن بالمجيء الاعجازي الخارق للناموس البشري حيث افهمت المؤمنين لقرون من الزمن بعودة المسيح في الأيام الأخيرة،  ان المسيح سيأتي مثل الطائر محلقاً بجسده المادي في البخار الكثيف والذي هو السحاب او الغيوم ليقوم باختطاف مختاريه من اصقاع الأرض ويلتقون به في الهواء ويقيم مملكة الرب العادلة المرتقبة الموعودة في الكتاب المقدس ، الا ان هذا الفهم التقليدي كان يناسب عقلية تلك الازمان السحيقة التي تلت دعوة يسوع له المجد في مجيئه الاول حيث لم يكن هنالك وسائل نقل متطورة بعد ولم تعرف البشرية الاختراعات العظيمة والتقنيات الحديثة التي يستخدمها الناس في التنقل من بلدٍ الى آخر وبسرعة عالية وارتفاعات شاهقة ، والطائرة الحديثة هي واحدة من تلك الوسائل البشرية العلمية المتاحة التي تنقل الناس من شرق الأرض الى غربها وتحلق في السحاب تماماً كما وصف الكتاب المقدس مجيء ابن الإنسان ، وبهذا يكون التفسير العلمي الأقرب للواقع والعقل لقضية مجيء المسيح في السحاب هو ركوب السيد المسيح له المجد بواسطة نقل حديثة معروفةٍ في زمانه الذي يجيئ به ليفتح العالم ، وهي الطائرة التي تقله من مكان الى آخر ليهئ القاعدة الرئيسية ونواة دعوته المباركة التي يكون على عاتقها نشر المحبة والسلام والعدل في اصقاع الأرض ، وهم المختارين الذين نجحوا في تجاوز الامتحانات الصعبة وثبتوا في التجارب العسيرة والذين سيقاومون كل التحديات التي تواجههم من قبل اعداء المسيح الذين يريدون الحيلولة دون اتمام وعد الآب .

 فالمسيح اذن يأتي بعلم يعرفه اهل الزمان الأخير فيثبت للعالم انه هو المسيح بالدليل العلمي المحترم وليس وفق المعجزة ، فيكون هو اكثر الناس علماً بخفايا الكتاب المقدس واسراره العجيبة ، والذي يوافق العلم الحديث فتنعم البشرية بالعدل والمساواة والراحة والسلام لهذا المسيح العائد ، وابن الانسان الممجد حين يأتي يرسل الملائكة ببوق عظيم لجمع المختارين حيث جاء هذا المعنى على لسان يسوع المسيح في متى ( وحينئذٍ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوةٍ ومجدٍ كثير فيرسل ملائكته ببوقٍ عظيم ليجمع مختاريه من الأربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها ) ومعنى الملائكة هنا هم رسل المسيح وتلامذته الجدد الذين يرسلهم ليبوقوا للمختارين فيعرفوا الزمان الذي عاد فيه معلمهم من خلال العلامات التي تحققت على أرض الواقع ومن خلال العلم الذي سينشره المسيح بواسطة تلاميذه ووفق الوسائل العلمية المتاحة ايضاً والمتمثلة في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ، فالبوق عظيم الصوت يعني وسائل الإعلام الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي التي يتناقل فيها الناس الأخبار بلمح البصر ويعرفون ما يدور في كل انحاء الأرض ، وهكذا يتمم ابن الانسان العائد مهمة اعلان مجيئه واعلان قرب تحقيق مملكة الآب العادلة بمعية تلامذته المؤيدين بالملائكة  ليعرفوا العالم اجمع بان زمان تحقيق وعد الآب قد جاء وان مملكة المسيح على الابواب .

من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: