اسرار الكتاب المقدس : هرمجدون





هرمجدون او ارمجدون ... هي المعركة الفاصلة والملحمة الأخيرة بين المسيح له المجد وجيشه واتباعه من المؤمنين والمختارين في العالم ضد الشر والشيطان والوحش واتباعهم في الأيام الاخيرة ، وهي الحد الفاصل بين نهاية الشر في العالم وبداية عصر جديد يسود الخير في الأرض طولاً وعرضاً ، فبعد ان يعود المسيح الى الأرض ويحقق مجيئه الثاني يقوم بجمع مختاريه من اصقاع الأرض حين يطلق البشارة الجديدة بصوت البوق الهادر لكل انحاء المسكونة ليعرف المنتظرين انه قد عاد ، يهيئ العدة لقيادة جيوش المؤمنين به لإقامة مملكته العادلة على الأرض ويستأصل الشر والعناد والظلم من جذوره نهائياً ، وفي الجهة المقابلة يقوم الوحش المتمثل بأمريكا وحلفاءها في الناتو مع اسرائيل عدوة المسيح والسلام وكل من اتحد ضد المسيح واتباعه بالتحشيد والتجييش لمحاربة الحمل المذبوح رب الأرباب وملك الملوك المسيح ابن الإنسان ، وهذه الملحمة هي التي تسمى هرمجدون ، التي كانت الولايات المتحدة ولا زالت من خلال رؤسائها انهم سيكون لهم الدور الكبير في قيام هذه الملحمة تمهيداً لعودة المسيح له المجد ، وقد اشار الكتاب المقدس الى هذه المعركة الكبيرة ، حيث جاء في سفر الرؤيا هذا النص : (ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع. فانهم ارواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء – الى ان قال -  فجمعهم الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون ) .
ان عدد المقاتلين الى جنب المسيح في هرمجدون هو جمع غفير من المؤمنين المختارين الذين صمدوا في وقت التجربة وساعة الشدة في الأيام الأخيرة ويبلغ عددهم كما يذكر الكتاب المقدس (144) الف وهم المختومين على جباههم ولم يتنجسوا باتباع الدجال والوحش واذنابهما من الجهات المعادية للحق المتمثل بالمسيح له المجد ، جاء في سفر الرؤيا (ورأيت ملاكا اخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم الى الملائكة الاربعة الذين اعطوا ان يضروا الارض والبحر قائلا لا تضروا الارض ولا البحر ولا الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم. وسمعت عدد المختومين مئة واربعة واربعين الفا مختومين من كل سبط من بني اسرائيل ) . وفي المقابل سيكون عدد اتباع الدجال والوحش اكثر من ذلك بكثير لكن الرب سينصر القلة القليلة المؤمنة امام الكثرة المجتمعة المحاربة .
ان مكان وقوع هذه المعركة الرهيبة هو تل او جبل مجيدو في فلسطين او اورشليم المقدسة  ، التي ستكون شاهدةً على معصرة غضب الرب على المحاربين للمسيح ابن الإنسان ، وسوف تقوم القوى الغاشمة التي تحارب المسيح في ذلك المكان بتدمير المنطقة وسفك الدم وترويع الناس كل ذلك بسبب الحقد والكراهية للمسيح واتباعه المخلصين ، وقد جاء في سفر ارميا هذا النص (هكذا قال الرب ، هو ذا شعب قادم من ارض الشمال وامة عظيمة تقوم من اقاصي الارض. تمسك القوس والرمح ، هي قاسية لا ترحم صوتها كالبحر يعج وعلى خيل تركب مصطفة كانسان لمحاربتك يا ابنة صهيون )
لكن الله سوف يعوض هذا الدمار الذي حل بالمدينة المقدسة اورشليم بالملك المنتظر المخلص وهو المسيح ابن الإنسان الذي سيغمر المدينة والأرض بالحنان والسلام ويبسط العدل والأمان ، فيكون الملك العادل الرؤوف ، جاء في زكريا : (ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هو ذا ملكك يأتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. واقطع المركبة من افرايم والفرس من اورشليم وتقطع قوس الحرب ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي الارض. ) والمسيح هو الراكب على الحمار في زمان المجيء الأول وسيركب المركبات المتطورة في زمان المجيء الثاني ليفتح العالم ويبسط العدل من خلال التطور العلمي والتقدم التكنولوجي الذي وصلت له البشرية في الزمان الأخير الذي يزامن الدينونة .

وهذه المعركة العظيمة سيشترك بها اكثر حكام العالم بين مؤيدٍ ومحارب الى جنب المسيح وآخرين مقاتلين الى جنب الوحش والدجال ، ولكن الغلبة والنصر سيكون من نصيب المسيح وانصاره ولا شك فهو مخلص السماء وقدوس العلي ورب الأرباب وملك الملوك الذي سيؤيده الآب بالقوة والغلبة والسطوة لينتصر على الأشرار ويهلك الباطل الى الأبد ويرسله الى جحيمه الأبدي ، جاء في سفر الرؤيا : (ورأيت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم لكي تأكلي لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها ولحوم الكل حرا وعبدا صغيرا وكبيرا . ورأيت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع جنده. فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم ) .

0 التعليقات: