مثال عن نظرية المشابهة بين الداء والدواء: النبي يونان وشجرة اليقطينة




توجد شواهد وامثلة عديدة من نصوص الكتاب المقدس تدل على صحة هذة النظرية مثلا في قصة يونان النبي الذي ارسله الرب الى نينوى بكلمته والقصة معروفة ان القرعة قد وقعت عليه كي يرمي نفسه في البحر فابتلعه الحوت وبقي في بطنه ثلاث ايام وثلاث ليال ، بعدها خرج وارسله الرب مجددا ويقول الكتاب انه :(لما خرج يونان من المدينة وجلس شرقي المدينة وصنع لنفسه هناك مظلة وجلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة، فأعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على رأسه لكي يخلصه من غمه .ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما )يونان 4 : 5 -7 أننا هنا نلاحظ ان الكتاب اشار الى اليقطينة كعلاج للحالة المرضية التي كان يعيشها يونان النبي ، فبعد ان تعرض لظروف صعبة تمثلت بالبقاء في جوف الحوت الحار لمدة ثلاث ايام وثلاث ليالي اضافة الى حرارة الشمس المحرقة تعرض جلده الى الحروق على ما يبدو من القصة والدليل انه صنع له مظلة تقيه من حرارة الشمس ، وكان علاج الرب مختلفا حيث الهم هذه اليقطينة ان تنبت وتظله ، ويبدو ان
عمل اليقطينة لم يقتصر على الظل وحده بل تعداه الى معالجة الحروق التي كان يعانيها جلده والانسلاخ ، والدليل على ما نقول هو الحزن والغم الذي اصابه لذبول اليقطينة:(ثم اعد الله دودة فضربت اليقطينة وحدث عن طلوع الشمس ان اعد الله ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على رأس يونان فذبل فطلب
لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي ) يونان 4 : 7 – 8 ، لقد استخدم الرب اوراق اليقطين لتعمل عمل الشاش الطبي فتركيبه النسيجي شبيه تماما بالتركيب النسيجي لجلد الأنسان .. وهذا اول مثال من الكتاب .
وفي الكتاب لم يذكر ان يونان تعرض للحروق او ما شابه .و لكن يفهم من نص الكتاب ان حرارة الشمس كانت قوية وان اي انسان يبقى في بطن الحوت هذه المدة لا شك انه لا يخرج مثل الأنسان العادي ، فهل تتصور نفسك ان تعيش لمدة ثلاث ايام في بطن كائن عظيم مثل الحوت الأزرق ولا يصيب جسمك اي خدوش
او حروق او تحسس من الحرارة والرطوبة والاملاح !... ان الانسان الذي يبقى في وعاء كبير من الماء لساعات نلاحظ تغير على بشتره وجلده فكيف الذي يبقى في معدة او باطن حوت كبير حيث المياه والاحماض والأملاح ؟....هذه كلها دلائل يصل 
الى حقيقتها العقل قبل النصوص ، ومع النص الذي يشير الى اليقطينة كشجرة محددة والتي تحمل اوراقها صفة جلد الانسان نربط الحقائق فتكون الصورة كاملة ان الرب يلمح الى نظرية المشابهة بين الداء والدواء والتي علمنا اياها السيد المسيح له المجد .
من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: