لغة الامثال في الكتاب المقدس : مثل العذارى والعريس


 

يعتبر هذا المثل من اهم الامثلة الانجيلية الذي يتعلق بحركة المسيح له المجد في عودته الثانية الى العالم وجاء فيه ( حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس. وكان خمس منهن حكيمات وخمس جاهلات. اما الجاهلات فاخذن مصابيحهن ولم ياخذن معهن زيتا  واما الحكيمات فاخذن زيتا في انيتهن مع مصابيحهن. وفيما ابطا العريس نعسن جميعهن ونمن. ففي نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه! فقامت جميع اولئك العذارى واصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهلات للحكيمات: اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ. فاجابت الحكيمات: لعله لا يكفي لنا ولكن بل اذهبن الى الباعة وابتعن لكن. وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس واغلق الباب. اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات: يا سيد يا سيد افتح لنا. فاجاب: الحق اقول لكن: اني ما اعرفكن. فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان. )  الكل يتمنى ويريد ويمني نفسه بلقاء المسيح له المجد بعودته المباركة ليقيم مملكته التي وعد بها الآب في انجيله المقدس لكن قليل منا من يوفق لذلك ، هنا احبتي تسكب العبارات وتقل الحيل ويخسر الخاسر الذي لا يعرف حقيقة الملكوت لانه سمعه من فم ملأ بالتجديف والخطيئة والمتمثل برجال الكنيسة الذين جلسوا على كرسي المسيح له المجد  وترك ما قاله الآب في انجيله ، اقول : ان مثل العذراى لهو من اكبر الامثال واعظمها في الانجيل وابلغها مصداقاً على واقعنا الحالي فالعريس الذي سيقدم هو المسيح له المجد ، والعذارى المؤمنون المنتظرون له ، ولكن اكثر اولئك المؤمنون ينتظرون المسيح من الباب الخاطيء لانهم ينتظرونه ان يأتي من باب الكنيسة الذي بناه الرجال الخطائين من آباءها الذين بدلوا ناموس الرب واضافوا لشريعته ما لم يضفه المسيح نفسه حين ثبت الناموس وتممه في مجيئه الأول ، وهذا المثل لا يشمل كل المسيحيين بمعنى آخر انه ليس كل انسان ينسب نفسه للمسيحية سيوفق ان يندرج تحت عنوان العذراى المنتظرات للعريس الذي طال انتظاره وترقبه ، لان كثيراً منهم آمنوا بالمفهوم الكنسي الكلاسيكي والذي يقول ان المسيح ملك على خشبة وانه لن يعود ليملك على الارض ويقيم مملكة الرب المذكورة في نبوءات العهد القديم والجديد ،  ولكن المثل في الحقيقة يشمل فقط المؤمنين المنتظرين للمسيح بعودته وفق المنظور الصحيح الذي اثبتناه في الحلقات السابقة واما الزيت المشار اليه في المثل انه من ضروريات استمرار ضوء مصابيح العذراى المنتظرات فهو يعني في رموز الحكمة اربع نقاط  رئيسية

0 التعليقات: