البيان السابع لتلامذة المسيح العائد: حجر الزاوية وصاحب الكرم



ايها الناس ان لغة الامثال التي حدثنا بها الرب بإنجيله المبارك هي من اعظم اللغات التي يفهمها جميع مستويات البشر الفكرية فمثل صاحب الكرم وحجر الزاوية لهو من اعظم الامثلة التي انطبقت على مسيحنا في عودته له المجد ، حيث جاء في انجيل متى (كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره. فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا. ثم ارسل ايضا عبيدا اخرين اكثر من الاولين ففعلوا بهم كذلك. فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا: يهابون ابني! واما الكرامون فلما راوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث. هلموا نقتله وناخذ ميراثه! فاخذوه واخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل باولئك الكرامين؟» قالوا له: «اولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديا ويسلم الكرم الى كرامين اخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها». قال لهم يسوع: «اما قراتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا؟ لذلك اقول لكم: ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامة تعمل اثماره. ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه )

فقد رفضت الناس هذه الدعوة المباركة فطردت وقتلت قسماً من تلاميذه وهم العبيد في مثل الكرامين الذين ارسلهم السيد في المثل واخيراً قتلوا ولده الحبيب ، واما بخصوص شخصية ابن صاحب الكريم الحبيب الذي ارسله اخيراً فقتلوه فهو أمرٌ نخفيه ولا نظهره الآن ، لأنه في الحقيقة ليس ابنه بالنسب الحقيقي بل بالتبني ، ايها الناس ان صاحب الكرم الذي جاء ووجد الكرامين قد عبثوا بكرمه هو الدين الذي تركه المسيح بين ايدينا وعبث فيه رجال الكنيسة الذين يمثلون الكرامين في هذا المثل العظيم وسيقوم هؤلاء الفعلة او الكرامين باضطهاد كل من ياتي بأسم الرب ليطالب بارث المسيح المسلوب ، الا ان الآب سينصر ابنه كما نصره في المجيء الأول فقد جعله حجر الزاوية في بنيان صرح الايمان فها هو يحمل الاسرار ويطلق بعضاً منها بحيث جعلكم عاجزين عن الاتيان بما يناظرها ويماثلها في الطرح والدليل والمتانة ،  وهو يقابل سقوطكم على الحجر عاجزين قد اسقط في ايديكم ، واما سقوطه عليكم وسحقه لكم فهو قيامه وقت الحصاد عند قطف الرؤوس التي اينعت بمنجله المرعب ليثأر لدينه الذي خلَفه بينكم ، وهذا يقابل سقوط الحجر عليكم وسحقكم به ،  ولأن مجيء موعد حضور ابن صاحب الكرم لهو موعد الفجر لشروق شمسه المباركة الذي سيكون عليكم كالصاعقة ويكشف زيفكم وما فعلتموه بالامة المسيحية والمستضعفين والمظلومين ، لقد تماديتم لانكم كذبتم الكذبة وصدقتموها بأن المسيح قد ملك على خشبة ولن يعود وان الملك باق لكم وهو الكرم الذي استحوذتم عليه في المثل العظيم الذي ضربه الآب في انجيله ، ولكن هيهات فها هو قادم كما وعد الآب لخلاص الناس وان يوم غضب الخروف قد بات وشيكاً على الابواب فأين تهربون من وجهه ؟...وكما صور يوحنا حالة الذعر التي تعيشونها آنذاك يوم حضور الرب بقوله في الاصحاح السادس ( وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لانه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف ؟) .

0 التعليقات: