البيان السابع عشر لتلامذة المسيح العائد : تهيئة الطريق




لا يخفى على المؤمنين في العالم ما جرى على السيد المسيح له المجد في مجيئه الأول من آلام وخيانات الطواغيت والملاحقات ووجود الاعداء والمتربصين به له المجد ، الى ان سلم للحاكم بسبب التحريض الذي قام به المعبد اليهودي ، واما في المجيء الثاني فان اعداء المسيح سيزدادون  اكثر فاكثر ، لان هيرودس هذا الزمان اكثر واقوى بطشاً من هيرودس ذلك الزمان والمعبد اليوم اكثر قوة وبطشاً ويساند الملوك والحكام في قراراتهم السياسية وقتل الشعوب بحجة مكافحة الارهاب وغيرها من الحجج ، ولقد شاء الأب ان يكون للمسيح تلامذة معاصرين يهيئون له الطريق لمجيئه الثاني واقامة مملكته المدخرة لإنصاف المحرومين والمظلومين والفقراء في العالم ، حتى لا يتمكن اعداء المسيح له المجد من البطش به هذه المرة فيكونون هم من يفديه بنفسه فقد جاء في الانجيل هذا النص (مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا ) والواضح ان المقصود من الخدام او التلاميذ الذين يفدون المسيح بأنفسهم ويجاهدون كي لا يسلم الى الحكام والطغاة هم المعنيين بالمجيء الثاني وليس الأول ،  وقد صرح الانجيل بنصوص اخرى تثبت ما ذهبنا اليه ان للمسيح له المجد تلاميذٌ يعبدون له الطريق قبل المجيء الثاني وينشرون علمه الذي يعجز عن الاتيان بحرف منه كل آباء الكنيسة والباحثين ، فقد جاء في سفر اشعياء هذا النص (صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب .قوموا في القفر سبيلا لإلهنا. كل وطاء يرتفع وكل جبل واكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيما والعراقيب سهلاً) ، وهذا النص قد استشهد به يوحنا المعمدان في المجيء الأول لانه هو من مهد الطريق لمسيحنا له المجد الا ان النص بذاته يعني تمهيد وتعبيد الطريق للمسيح المخلص في المجيء الثاني ايضاً ، لان غاية الآب هي اقامة مملكته العادلة على الأرض وانصاف المسحوقين وهي لم تتحقق بعد ولا زال العالم ينتظرها بفارغ الصبر ، ومن هذا نفهم اهمية التمهيد واهمية وجود الممهدين قبل طلوع شمس المسيح ابن الانسان الذي تترقبه العيون الساهرة ، وقد ذكر في سفر ملاخي موضوع التمهيد في الاصحاح الثالث (هانذا ارسل ملاكي فيهيئ الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا  يأتي قال رب الجنود. ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره. لأنه مثل نار الممحص ومثل اشنان القصار. فيجلس ممحصاً ومنقيا للفضة ) ونفهم من هذا النص ان التسليم لدعوة المخلص القادم من عند الآب يحتاج الى ايمان كبير ، ومن يحظى بهذه الدرجة من الايمان هم القلة والنُدر من الناس حيث سيمر المؤمنون بامتحانات وتجارب صعبة وتمحيص كبير ليكونوا من المختارين ، وان الرب سيأتي ليفاجئ العالم بمجيئه في وقت تخوض به كل الشعوب والحكام الحروب والقتل والعداوات حيث يكون العالم في شغل عن الآب والابن والناجيل ، واما المسيح العائد فأنه سيبين حقيقة وآلية عودة ابن الانسان مع تلاميذه  ، والذين سيدينون العالم الى جنب المسيح كما ذكر يسوع له المجد (الحق اقول لكم: انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.) وقد ذكر المسيح في انجيل يوحنا هذا النص: (ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي ) وفي هذا النص اشارة بالغة الى ان للمسيح له المجد انصارٌ وتلاميذ ليسوا من ذلك العالم في المجيء الاول وانما في عالم العودة المباركة

وبشكل عام فأن التلاميذ المعاصرين هم الذين يقومون بمهمة تعبيد الطريق وجمع باقي المختارين فيحققون نبوءات العهد القديم ولكي يعود المسيح فيقيم مملكة الآب المنتظرة حلم كل المنتظرين في العالم .

0 التعليقات: