البيان الرابع لتلامذة المسيح العائد: التقليد



الى الذين يحبون المسيح وينتظرون الخلاص على يديه والى كل من ينتظر ان يرى ابن الانسان آتياً على السحاب ويريد ان يسير على نهجه ، نوجه هذا الكلام ... نقول اولاً ان يجب عليكم ان تفعلوا ما اراده الآب والمسيح منا ، ونقصد بها وصايا الله والمسيح له المجد حيث قال بنص الكتاب (  «ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم. )  وقال في نص ثانٍ (الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه ابي، وانا احبه، واظهر له ذاتي )
ونفهم من ذلك ان حفظ وصايا الرب والتزام تعاليمه المقدسة هو جوهر وروح الناموس واما الخروج عنه وهو (التقليد) فهو تجديف وهرطقة وانحراف ، ومن ضمن الامور التي اوصانا بها معلمنا الممجد هو حرمة التقليد ، حيث قال («وانتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟  فان الله اوصى قائلا: اكرم اباك وامك ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا. واما انتم فتقولون: من قال لابيه او امه: قربان هو الذي تنتفع به مني. فلا يكرم اباه او امه. فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم! يا مراؤون! حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا: يقترب الي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس»
ومن هنا اوجه سؤالي الى كل مسيحي في العالم واقول :  متى عادت صفة التقليد الى ديننا بعد ان حرمه الرب ؟..وكيف نقبل كلام اناس خطائين مثلنا ونعتبره مقدس حاله حال الكتاب ووصايا المسيح ونترك الآب والمسيح والانجيل ؟!!... الواضح اننا تمسكنا بخيوط العنكبوت وهم رجال الكنيسة الذين امروا الناس بتقليدهم ، اقول لكم ايها الآباء الذين مررتم عقيدة التقليد الباطلة  بحجة انها تعاليم الرسل الاوائل وانها تعاليم المسيح التي تسلمتموها جيلاً بعد جيل :  ان مصيركم كما ذكره الانجيل وقد اخبرنا مسيحنا العائد انكم ستنالون دينونة عظيمة هي جهنم (ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟ لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق اقول لكم: ان هذا كله ياتي على هذا الجيل!) .

ايها الناس: لقد اباح التقليد ما حرمه الكتاب وحرم ما حلله الكتاب فكان كالسيف القاطع الذي قسم ظهر التعاليم المسيحية الحقيقية التي تمسكت بها عامة الناس والذي ابعدنا حقاً عن معرفة حقيقة الانجيل ورسالة المسيح وسلكنا طريق الظلام بدل ان نسلك طريق النور لتكون لنا ولآبائنا شر عقاب فمن يتبع هؤلاء فالجحيم مصيره والسقوط في العثرات كما شهد بذلك يسوع له المجد (كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع. اتركوهم. هم عميان قادة عميان. وان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة ) واخيراً نقول ان كلام الرب ليس ككلام البشر وان من يتكلم بكلام الارضيين يحتمل الخطأ والصواب واما الرجل الالهي فهو يتحدث بكلام الله ووصاياه المقدسة كما يقول الكتاب على لسان يوحنا المعمدان (الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الارض هو ارضي، ومن الارض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع، وما راه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس احد يقبلها. ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح ) والحق اقول لكم ان التقليد قد التقليد ابعدنا عن روح الانجيل وحقيقته وعن الآب والابن والتلاميذ  .

0 التعليقات: