البيان الخامس: الحكم الالفي




الى جميع العالم ... لقد ذكر الانجيل بصريح العبارة ان المسيح سيملك الف سنة على الأرض وتكون هنالك مملكة بشرية عادلة يحكمها الآتي من عند الآب المسيح المخلص الذي يمسح الدمعة من عيون المحزونين في العالم ، وهذه المملكة السعيدة هي حلم كل مظلوم على هذه الارض ومنذ فجر التأريخ والى اليوم وقد اشير اليها ضمن اسفار العهد القديم والجديد
ولقد ذكر الانجيل في سفر الرؤيا الفترة الزمنية التي سيسود فيها العدل والامان في ربوع العالم وذكر انها ستبلغ الف سنة من الحكومة الالهية على يد المسيح وقديم الايام حيث جاء : (ورأيت عروشا فجلسوا عليها واعطوا حكما ورأيت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة. ) وقال ايضاً (مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه الف سنة ) .
لكننا نرى ان آباء الكنيسة قد تجاهلوا هذه المملكة وتعمدوا التعتيم عليها حين قالوا ان مملكة المسيح لم ولن تقوم على الارض يوماً بل انها بدأت مملكة ورحية حين علق المسيح على الصليب في مجيئه الأول حيث ابتدأ يملك على نفوس العالم روحياً وفسروا على اهوائهم عبارة الالف سنة على انها تعبير رمزي عن كثرة القرون والسنوات التي مرت على حادثة الصليب ، وكان الانجيل لا يستطيع ان ينطق بهذا!  ، و هذه العقيدة غير صحيحة وبعيدة تماماً عن روح الكتاب المقدس ، لان كلام الله واضح ُ ودقيق ، واما النصوص فقد ثبتت انشاء هذه المملكة على الارض بشهادة اشعياء في سفره الحادي عشر ويوحنا في رؤياه ضمن الاصحاح العشرين ، وان ما قدمه الآباء في الكنيسة من تفسير طوال قرون من الزمن كان مغالطةً واضحة لنصوص الكتاب المقدس ومخالفة لجوهر الانجيل ، ومحاولة الى القضاء على حلم المظلومين في العالم واغلاق الباب بوجه المسيح واغتصاب كرسيه ، وبسبب اتباع الناس لهم فقد صدقوا ان مملكة المسيح كانت ولا زالت روحية متحققة على الصليب وان مجيئه الثاني سيكون للاختطاف فقط ودينونة العالم الاخير . ونحن نتعجب من هذا الفهم لان المملكة الروحية لا يستفيد منها الجياع في الارض ولا المنسحقين في الدول الظالمة اضافةً الى ان الكثير من الوعود لم تتحقق بعد الى الآن منها امتلاء الارض بمعرفة الرب حيث لا يزال الملايين في شتى انحاء الارض بعيدين عن الآب ومسيحه

لكن الحقيقة الدامغة ان الآب سيقيم هذه المملكة رغم عن انوف الغاصبين لكرسي المسيح وسيحقق امل المظلومين ويمسح دعمة المحزونين حين يأتي المسيح ابن الانسان بمجد عظيم من عند الآب فيميز الخراف عن الجداء ويكافأ الابرار في فردوس ابدي لمدة الف عام ويعاقب الاشرار الى جحيم ابدي .

0 التعليقات: